حان الأوان

نشر في 23-11-2007
آخر تحديث 23-11-2007 | 00:00
 بسام عبدالرحمن العسعوسي

أعتقد أنه قد حان الأوان، بل من الضروري أن تُعطى الصحافة الحريّة الكاملة في النقد وتحسس مواقع الخلل وأماكن والفساد بلا خطوط حمراء، وأن يتغير مفهوم «ليس كل ما يعرف يقال» إلى «كل شيء يجب أن يقال».

بعد صدور الزميلة «أوان» أصبح عدد الصحف المحلية عشر صحف بالتمام والكمال، هذا ما عدا بعض الصحف العربية والمواقع الإلكترونية، بحيث تضطر يوميا إلى قراءة ومتابعة عشر صحف محلية من الغلاف إلى الغلاف، تبحث عن الخبر والمهنية والتميز والإبداع في بعض الصحف الجديد منها والقديم فيرتد «إِلَيْكَ الْبَصَرُ خَاسِئًا وَهُوَ حَسِيرٌ»... والسؤال ماذا أضافت كثرة الصحف إلى حرية الصحافة الحقّة التي نبحث عنها جميعاً، كتاباً وقراءً؟! وهل يعتبر تعددها وكثرتها ظاهرة صحية أم أنها ستعود بالضرر على تاريخ الصحافة الكويتية نفسها؟!

أعتقد أن هناك من حاول الدخول إلى الصحافة عن طريق التجارة، بمعنى أن البعض يبحث عن الربح أولاً وأخيراً بغض النظر عن أدبيات المهنة وأخلاقياتها وشرفها، وإذا كان هناك من فائدة لتعدد الصحف وتنوّعها فإن الفائدة الوحيدة هي للعاملين في عالم الصحافة، بحيث أخذت الصحف تتسابق لكسب الكاتب الفلاني أو المحرر الفلاني، وقد ارتفعت أسهم العاملين في مرفق الصحافة وزادت رواتبهم بشكل مطّرد وفقاً لمبدأ المنافسة، ولا أعلم إن كانت منافسة مشروعة أم لا؟!

أعود لأتساءل: هل لدينا حرية صحفية حقيقية على الرغم من أننا نعيش في بلد ديموقراطي يحكمه دستور وبرلمان منتخب؟! لا أعتقد، لأن هناك من يضيق بهذه الحرية ويعتبرها «طولة لسان» وقلة أدب وتطاولاً، فمتى يا ترى ستتغير نظرة الوزير أو الشيخ أو المسؤول الكبير إلى هذه الحرية، لاسيما إذا كانت من قبيل النقد المباح والموضوعي؟!

وأعتقد أنه قد حان الأوان، بل من الضروري أن تُعطى الصحافة الحريّة الكاملة في النقد وتحسس مواقع الخلل وأماكن والفساد بلا خطوط حمراء، وأن يتغير مفهوم «ليس كل ما يعرف يقال» إلى «كل شيء يجب أن يقال». فلماذا لا يعلم المواطن العادي ماذا يحصل خلف الكواليس وفي الغرف المغلقة، وما يدور داخل الاجتماعات، وماذا قال فلان أو عمل «علان»، فلا أحد فوق المساءلة والرقابة الشعبية، ولا أحد معصوم من النقد مهما علا شأنه أو كبر حجمه أو تعاظم منصبه إلا سمو الأمير، فذاته مصونة لا تمس.

***

الأخ الدكتور علي المكيمي استطاع أن يقود إقرار كادر الأطباء الذي «ألغته الحكومة للأسف» بكل حرفة واقتدار، فشكراً للأخ علي نيابةً عن جميع الأطباء منتسبي جمعية الأطباء، فهذه المهنة الإنسانية الرائعة تستحق وقفةً من جميع المسؤولين لتعويض ما فات الأطباء وإنصافهم من غبن فاحش قد وقع عليهم منذ زمن بعيد، فلا يعقل أن تكون رواتبهم بهذه الدرجة المتدنية وأقرانهم في الخليج عموماً يتقاضون آلاف الدراهم والريالات.

back to top