هل تراجعت الدراما الدينية قهراً أم اختياراً؟

نشر في 23-09-2007 | 00:00
آخر تحديث 23-09-2007 | 00:00
No Image Caption

سؤال يفرض نفسه مع حلول الشهر المبارك بعدما أثار اختفاء مثل هذا النوع من الدراما جدالاً كبيراً مقارنة بالدراما الاجتماعية الأكثر ازدهاراً وإنتشاراً، إذ يشهد هذا الشهر مسلسلا واحداً هو «الإمام الشافعي»، مقارنة بعشرات المسلسلات. هكذا يُستنتج أن نسبة الدراما الدينية في تضاؤل عاماً تلو الآخر، ما يجعلنا نعيد السؤال مجدداً هل تراجعت الدراما الدينية بسبب عدم اهتمام المشاهد أم أن السبب يعود إلى تفوق الدراما التاريخية على الدينية التي تدور حول مفاهيم الإسلام أو حول أحد الصحابة أو السيرة العطرة.

هل أغلق تفوّق الدراما التاريخية التي تنتجها سوريا الباب تماماً وربما نهائياً أمام ما يمكن إدراجه تحت مسمى الدراما الدينية؟ وهل هناك مؤامرة على المسلسل الديني أم أن ثمة تراجعاً لغياب الكاتب الإسلامي مقارنة بالكاتب الدرامي عامة.

يؤكد كبار المؤلفين والكتاب والفنانين الذين يشاركون في هذا اللون من الدراما الدينية، خاصة الفنان حسن يوسف، أن أسباب غياب المسلسل الديني عديدة، أبرزها اضطهاده من قبل المسؤولين عن التلفزيون المصري وعدم عرضه في أوقات تناسب المشاهدين، في حين يتم تخصيص أفضل الأوقات لمشاهدة المسلسلات الدرامية التي تقع بسببها المشادّات والوساطات، بينما لا مكان لمثل هذه الأعمال التي لا تجد على ما يبدو من يتحمس لها.

موازنات

تعتبر الناقدة ماجدة موريس أن الموازنة من أبرز العوائق التي تواجهها الدراما الدينية، لا سيما أن الديكورات والملابس والأكسسوارات تحتل نصيب الأسد فى موازنة تلك الأعمال، ما يرفع من تكلفتها بل يحول كثيراً دون إنتاجها. يضاف إلى ذلك عدم حماسة بعض أشهر نجومنا لتجسيد تلك الأعمال، ما يقف حائلا دون تسويقها فيتعثر هذا النوع الدرامي مقارنة بالدراما الاجتماعية.

يرى المؤلف أسامة أنور عكاشة في الإطار نفسه أن تفوق الدراما السورية في تقديم الأعمال التاريخية والدينية وتهافت القنوات الفضائية على عرضها أدّيا دوراً لا يمكن الاستهانة به في إيقاف عجلة الإنتاج للدراما الدينية المصرية.

أمّا زواج الدراما المصرية والسورية فلا يراه الناقد أحمد عبد الفتاح حلاً ينقذ الدراما الدينية من الاندثار، خاصة أن هذا التزاوج أثمر دراما اجتماعية أو سيراً ذاتية تنتمي أكثر إلى الدراما التاريخية، ما يعني أن هذا التلاحم ليس حلا.

يشير أحمد عبد الفتاح إلى أهمية وجود نص جيد يناقش بموضوعية مثل هذه القضايا الصالحة للتداول درامياً، كذلك ضرورة اتساع هامش الحرية فالمسموح به اليوم لا يحمس البعض على الخوض في القضايا التي تثير عادة جدالاً كبيراً.

هدر الجهود

يؤكد الفنان رشوان توفيق على أن توقيت العرض السيئ عامل آخر يحول دون حماسة النجوم لتقديم هذه الدراما، إذ يشعر الفنان بأن جهده أهدر بلا منطق أو مبرر. ذاك ما حصل له كثيرا، لكن رغم ذلك ما زال يتحمس للعمل في تلك المسلسلات لإيمانه بالرسالة التي تقدمها. لذا يلقي رشوان الكرة في ملعب الدولة وأجهزتها المسؤولة عن إنتاج مثل هذه الأعمال التي لا تقل أهمية عن الدراما الاجتماعية الأخرى.

من ناحيته، يشير المخرج أحمد صقر إلى أهمية وجود النص الجيد والمخرج المتحمس لمثل هذه الأعمال التي تحتاج إلى جهد كبير. ويردّ الأسباب إلى المشاكل الاجتماعية المستعصية التي تجذب نجوم الدراما والجمهور أيضا إذ يجد متنفساً لمشاكله، لكن ذلك لا يعني أن الدراما الدينية ليست مهمة أو لا تؤدّي دوراً في التخفيف عن الجمهور وتبصره بتعاليم دينه. ولا يتوقف عند تفوق الدراما السورية طويلاً بل يرى المنافسة في مصلحة المشاهد و تفرض على الجميع بذل كل ما لديه من جهد لتقديم الأفضل.

back to top