الأطباء ينصحون بسرعة التدخّل الجراحيّ مرضى ارتخاء الجفون أكثر عُرضة للإصابة بضعف النظر
يعد ارتخاء الجفون من أكثر أمراض العيون شيوعاً وانتشاراً بين الكبار والصغار، وتختلف أنواعه باختلاف الأسباب. الجديد الذي يؤكده الأطباء الاختصاصيون أن المصابين به هم أكثر عُرضة للإصابة بضعف الإبصار، لذا ينصحون بضرورة التدخل الجراحي قبل تفاقم الحالة.
يوضح د. عبد الله حسن حامد، أستاذ طب وجراحة العيون، أن «الجفن عبارة عن ثنية من نسيج جلدي مخاطي متحور يغطيه الجلد من الأمام ونسيج الملتحمة من الخلف، وظيفته حماية العين من أية إصابات، كذلك يساعد على نقل الدموع في العين وتصريفها، وتمنع إفرازات الغدد الدهنية في الجفن تساقط الدموع خارج العين، علاوة على أنه يعطي شكلا جمالياً للوجه».ويشير د. حامد إلى أن «الإصابة بارتخاء الجفون من أكثر أنواع أمراض العيون انتشاراً بين الراشدين والأطفال، وهو عبارة عن سقوط الجفن العلوي إلى أسفل، ليغطي جزءاً كبيراً من القرنية أو القزحية لمسافة تزيد على النسبة الطبيعية. من الطبيعي أن يغطي الجفن العلوي سُدس القرنية بما يساوي مساحة مليمترين من القرنية، لكن عند زيادة هذه المسافة يعتبر الشخص مصاباً بارتخاء الجفون. قد يصيب هذا الارتخاء عينا أو اثنتين»، ويوضح أنه «لا بد من الإسراع في علاج هذا المرض، إذ أثبتت الدراسات الحديثة أنه يؤثر سلباً في صحة العين وقدرتها على البصر، بل ان المصابين بهذا المرض أكثر عرضة للإصابة بأمراض العيون وعلى رأسها ضعف النظر الشديد».أنواع وأسبابعن أنواع هذا المرض وأسبابه يقول د. حامد: «ثمة أنواع عدة منها:1. ارتخاء الجفن لدى الأطفال حديثي الولادة، نتيجة عيب خلقي في العضلة الرافعة للجفن أو في العصب الثالث المغذي للعضلة، ويصيب هذا النوع في الغالب الجفنين معاً، ويكون واضحاً منذ ولادة الطفل مصحوباً ببعض العيوب الخلقية الأخرى بالعينين، مثل ضيق في العضلة المستقيمة الدافعة للعينين أو زوائد جلدية في زوايا العين أو ضيق في فتحة العينين. 2. الارتخاء المكتسب الذي يحدث في جفون سليمة، وينقسم الى: * ارتخاء الجفن الناتج عن تعرض العين إلى إصابة أو كدمة، ما يؤدي إلى تمزق العضلة الدافعة للجفن أو إصابة العصب المغذي له أو نتيجة ثقل الجفن بسبب حدوث تجمع دموي فيه. * ارتخاء الجفن الميكانيكي بسبب ثقل الجفن نتيجة وجود كيس دهني كبير فيه أو رمد حُبيبي أو ربيعي أو ورم عام. * ارتخاء الجفن الناتج عن أمراض تصيب العضلة الدافعة للجفن بالضعف مثل مرض «مياثينيا غرافيس». * ارتخاء الجفن نتيجة شلل العضلة الدافعة له بسبب حدوث إصابة في العصب الثالث المغذي لعضلات العين أو في النواة الخاصة بالعصب الثالث مثل حدوث حول بالعين أو شلل بعضلة «موللر». * ارتخاء الجفن الهيستيري الذي يصيب غالبا السيدات الصغيرات في السن اللواتي يعانين من اضطرابات نفسية. * ارتخاء الجفن الذي يحدث نتيجة الشيخوخة بسبب ضعف العضلة الدافعة للجفن أو وجود دهون محيطة بالعين. * ارتخاء يسمى «ارتخاء الجفن الكاذب» ويحدث نتيجة عدم وجود دعم للجفن من الخلف بسبب حدوث ضمور في العين أو استئصالها أو تكون العين غائرة إلى الخلف، ويشكو المريض في هذه الحالة من وجود تشوه في شكل العين أو تأثير الارتخاء في قوة النظر، خصوصاً إذا كانت درجة الارتخاء كبيرة وتغطي حدقة العين.علاجقالت د. سامية صبري، أستاذة طب وجراحة العيون في جامعة القاهرة: «يحدد العلاج وفق نوع الارتخاء، فإذا كان بسيطاً وسواء أصاب عيناً أو اثنتين، لا يخضع المريض الى جراحة، خصوصا إذا لم يكن قد أثر في حدة النظر، لكن قد نلجأ إليها للتجميل فحسب. أما إذا كان الارتخاء شديداً وأصاب الطفل، فيضطر الاخير إلى رفع ذقنه إلى أعلى والرأس إلى الخلف كي يتمكن من الرؤية من خلال الجزء الأسفل من العين، ما يؤدي إلى التأثير في فقرات الرقبة وحدوث تشوّه في العمود الفقري، وفي هذه الحالة لا بد من إجراء جراحة في سن مبكرة لتعديل هذا الارتخاء، تجنباً لحدوث أي مضاعفات. وفي حالة حدوث ارتخاء شديد يغطي الحدقة ما يؤدي إلى حجب الرؤية، لا بد من التدخل الجراحي المبكر كي لا يحدث كسل في حدة الإبصار، لن يكون ارتداء النظَّارة الطبية مُجدياً بسبب إهمال المخ الرؤية بهذه العين».وحول علاج الارتخاء الناتج عن إصابة الجفن والعضلة الرافعة له أو العصب المغذي لها، بما يؤدي إلى حدوث نزيف أو انتفاخ، تشير د. صبري: «في هذه الحال نعطي المريض أدوية لمدة ستة أشهر لأنه في بعض الحالات قد يشفى ، لكن إذا اضطررنا الى اللجوء الى جراحة فإنها تتم على مرحلتين، الأولى ترتكز على استعمال العضلة الطبيعية نفسها والتي ترفع الجفن من خلال تقصيرها، والثانية تعتمد على استخدام خيوط لرفع الجفن ليتمكن المريض من الرؤية».أما عن علاج ارتخاء الجفن نتيجة وجود حبوب أو انتفاخات فيه من ثقل الجفن تشير د. صبري إلى أن «أفضل علاج لهذه الحالة يكون من خلال إزالة هذه الانتفاخات أو الحبوب التي أدت إلى سقوط الجفن أو الارتخاء الشللي المصاحب لبعض الأمراض مع تناول بعض الفيتامينات لتغذية الأعصاب».