شوشو وأخوت شناي وفيلمون وهبي في الذاكرة

نشر في 06-12-2007 | 00:00
آخر تحديث 06-12-2007 | 00:00
No Image Caption

من يتأمل قليلاً في ماضي الفن اللبناني يحن الى نجومه خصوصاً إلى أولئك الذي أمتعوا جمهورهم بأحسن المسرحيات والأغاني الساخرة التي أتت من دون افتعال أو تكلف. لا يزال صدى هذه الأغاني والمسرحيات ماثلاً في الآذان الى اليوم.

من منا لا يتذكر شوشو وشاربيه ونبيه أبو الحسن المشهور بأخوت شناي، وواقعية فيلمون وهبي الذي طالما أثنى النقاد على الأعمال التي قدمها الى فيروز وغيرها من عمالقة الفن.

غاب شوشو (حسن علاء الدين) منذ 32 عاماً لكن صورته لم تغب كمؤسس للمسرح اللبناني اليومي. أضحك شوشو الجميع لكنه مات مديوناً في سبيل أن ينشئ مسرحه الخاص. رسم شخصيّات جديدة على المسرح أبرزها الرجل الذي ينطق بلسان طفل ويرتدي ثياب طفل. أتقن خلق الشخصيّة التي تجذب الجمهور حيناً وتُوجِّه الانتقادات الحادة حول قضايا المجتمع وشؤون السياسة حيناً آخر.

بدأ شوشو التمثيل منذ أيّام الدراسة يوم كان يجسّد الأدوار أمام رفاقه وفي خلال سهرات أصدقاء والده في أحد مقاهي ساحة رياض الصلح، ثم كانت له تجربة على مسرح فاروق، قبل أن ينطلق في مسيرة الاحتراف الخجول عام 1953 بمسرحيّة «عنتر بالجنديّة» على خشبة مسرح الخليّة السعوديّة في بيروت مع مجموعة من الهواة.

لم يكتب اسم شوشو بحروف ذهبيّة، إلا في المسرحيّات التي حملت توقيع المسرح الوطني وكانت باكورتها «شوشو بك في صوفر» التي عرضت للمرّة الأولى في 11 نوفمبر 1965 و»فرقت نمرة»، «واو سين»، «وراء البرافان»، «طربوش بالقاووش». لم يكتف صاحب «آخ يا بلدنا» بمخاطبة الكبار، فغازل الصغار أيضاً على خشبة المسرح، وغنى لهم مجموعة من الأعمال، ما زالت تتردد حتى اليوم، بينها «نانا الحلوة نانا» و»ألف باء بوباية».

خاطفاً كان مرور شوشو في هذه الدنيا، لكن 36 عاماً بدت كافية ليثبت أنه ممثلٌ استثنائي وأحد أعمدة الكوميديا اللبنانية. رحل في 2 تشرين الثاني/نوفبر 1975، مع بداية الحرب الأهلية في لبنان.

نبيه أبو الحسن

بدأ أبو الحسن حياته المهنية أستاذاً للرياضة في إحدى مدارس عاليه في لبنان ثم في طرابلس. لم يجد بين التدريس والعمل في أحد مصارف بيروت الوقت لدخول الفن من بابه الواسع. وحدها الصدفة قادته إلى استديوهات الإذاعة اللبنانيّة إثر انصرافه إلى الصحافة المكتوبة. شارك في إحدى المسرحيات مع فرقة منير أبو دبس، ثم مع شكيب خوري على مسرح الجامعة الأميركيّة، فمسرحيّة «الفرمان» للشاعرة اللبنانية ناديا تويني التي تقاسم بطولتها مع شوشو. لكن اللقاء الفعلي مع شوشو، لم يبدأ إلا مع مسرحية «اللعب عالحبلين».

قدّم أبو الحسن بعد ذلك مع ريمون جبارة وبيرج فازليان مسرحيّة «لعبة الختيار» قبل أن يقدم شخصيته الشهيرة في مسرحيّة «جحا في القرى الأماميّة» حين أدى للمرّة الأولى دور «الأخوت» وتتالت من ثم المسرحيات التي تولى بطولتها «الأخوت» من بينها: «نابليون وأخوت شناي» و»الشاطر حسن» و»أخوت شناي في الجبهة». كما جسد هذه الشخصية في التلفزيون مع الكاتب أنطوان غندور في مسلسل «أخوت شناي» وفي مسلسل «كانت إيام» للمخرج باسم نصر.

فيلمون وهبي

أمّا فيلمون وهبي فكانت له نكهة مختلفة، خصوصا أن أغانيه لا تزال تبث في الاذاعات وتباع في المكتبات الموسيقية.

«يا طير الطاير» و»دخل عيونك حاكينا» لصباح و»حلوي وكذابي» و»بترحلك مشوار» لوديع الصافي و»بليل وشتي» و»إسوارة العروس» و»فايق يا هوى» لفيروز و»حبيبي نجار» لشريفة فاضل. جميعها أغان لحنها فيلمون وهبي المولود عام 1916 في بلدة كفرشيما التي حمل أحد شوارعها اسمه بعد رحيله في 5 تشرين الثاني- نوفمبر1985. برع وهبي بالتمثيل في المسرح الرحباني وكان عاصي يغازله بـ»فاكهة المسرحيّة اللذيذة»، فيما قالت عنه فيروز «سبع الأغنية» و»شيخ الملحنين».

لدى الإعلان عن تأميم قناة السويس عام 1956، كان فيلمون في مصر برفقة نجاح سلام وزوجها محمد سلمان الذي كتب على الفور أغنية «اليوم اليوم النصر» فلحنها فيلمون وغنتها نجاح.

يعتبر وهبي أحد الروّاد الذين أرسوا أسس الأغنية في لبنان. عمل في فلسطين في أربعينات القرن الماضي حيث كانت إذاعتا القدس و»الشرق الأدنى»، وتنقل بين الإذاعتين وراديو الشرق في لبنان. ساهم في كثير من الأفلام العربية. كما أصدر ألبوماً تضمّن مونولوغات فكاهية، بينها: «همبرغر»، «فيلمون أتى» و«البوسطجي».

back to top