الزواج التقليدي... بين مؤيد ومعارض
رغم مناخ الحرية الذي بات يحكم اختيار الفتاة لشريك حياتها، إلا أن عددًا من الشباب والفتيات ما زالوا يفضلون الزواج على الطريقة التقليدية، إما عن طريق «الخاطبة» أو اختيار الأهل للبنت أو ابن الحلال، ما جعلنا أمام فريقين: الأول يفضل الطريقة التقليدية والثاني يستخدم حقه الطبيعي في اختيار الشريك. بين هذا وذاك استطلعنا آراء الشباب والفتيات، في سياق التحقيق التالي.
تقول هنا سليم (24 عاماً): «لا أحبذ الزواج عن طريق «الخاطبة» أو حتى عن طريق الأهل لأنه إهدار لحقي في اختيار شريك حياتي، إذ يجب أن أختار بنفسي الشخص الذي سأقضي معه بقية عمري، ويجب أن أدرس سلوكه وأتعرف عليه عن كثب، لاستطيع أن أكوِّن رأيي عنه، لأن الزواج شراكة». وتتساءل نوران محمد (19 عاماً): «لماذا يحرم الإنسان نفسه من أن يعيش قصة حب جميلة؟ يعيش المتزوج على الطريقة التقليدية حياة رتيبة ومملة، فهو يتزوج، كما يقولون، لمجرد أن يستكمل نصفه الآخر، ولا وقت للعواطف أو المشاعر في حياته. أنا شخصياً لا أستطيع أن أعيش مثل هذه الحياة، التي تفتقر إلى دفء الحياة الزوجية، وتمدها بطاقة تشكل سداً قوياً في وجه الانتكاسات التي قد يمر بها أي زوجين». أما عبد الله زرير (28 عاماً) فيقول: «في ظلّ التقدم التكنولوجي الذي نشهده حالياً، يمكن لأي فتاة أن تكون قد مرت بتجارب عاطفية، قبل أن ألتقيها، مع احد الأشخاص عبر الانترنت، وخصوصاً أن تقنية «الشات» باتت متاحة للجميع الآن، وحتى الزواج التقليدي الذى يكون مبنياً على قرار الأهل واختيارهم للعروس، هو زواج غير مضمون، فالفتاة يمكن أن تخدع من يتقدم لطلب الزواج منها وتوهمه بأنها لم تكن لها علاقة بأي شخص. وبناءً على ذلك قررت عدم خوض مثل هذه التجربة الفاشلة، إذ أرفض أن تخدعني أي فتاة، وأفضل أن أخوض تجربتي بنفسي بعيداً عن اختيارات الأهل. في المقابل يقول حسام محفوظ (26 عاماً): «أخطأت حينما تصورت أنّ الإنفراد بقرار زواجي يجب أن يكون نابعاً من داخلي من دون تدخل أو استشارة الأهل، فكانت النتيجة فشل تجربتي الأولى مع مَن اعتقدت أنها حبيبتي، وقد كان درساً قاسياً تعلمت منه ضرورة أخذ رأي العائلة، لأن هناك أموراً يعلمها الأهل قد تكون غائبة عني، مثل أسلوب التربية والبيئة التي نشأت فيها الفتاة. رأي علم الإجتماعمن جانبه يقول د. أحمد حمدي إبراهيم أستاذ علم الاجتماع بجامعة عين شمس إن مسألة اختيار الشريك مسألة مهمة جداً، فالبعض يفضل أن يكون الاختيار بناءً على قصة حب، فيما يعتمد البعض الآخر على ترشيحات الأسرة، وعموماً فإن رأي كلا الفريقين صواب، فالزواج الناجح لابد أن يكون مستندا على عنصرين أساسين: الشعور بقبول الطرف الآخر، وهو ما يطلق عليه العاطفة أو الحب، والعنصر الثاني هو إعمال العقل في دراسة شخصية الطرف الآخر لمعرفة مميزاتها وعيوبها وتشمل هذه الدراسة أيضاً أخذ رأي الأسرة في الاختيار ووضعه محل اعتبار في التقييم النهائي لشريك الحياة، فالاكتفاء بعنصر واحد دون الآخر سيؤدي إلى زيجة إن لم تكن فاشلة، فعلى الأقل سيصيبها الملل.رأي الدين يقول د. أسامة خالد أستاذ الشريعة إن اختيار شريك الحياة إذا جاء متفقاً مع ما جاء بالشريعة الإسلامية فسوف يكون زواجاً ناجحاً، فقد أشار الرسول الكريم (صلى الله عليه وسلم) إلى هذه المسألة بقوله في الحديث الشريف «تنكح المرأة لأربع، لمالها وجمالها ودينها وحسبها، فاظفر بذات الدين تربت يداك»، وهذا الحديث يحث كل شاب مسلم قادر على الزواج أن يحرص في المقام الأول عند اختياره شريكة حياته، أن تكون ملتزمة بتعاليم الدين وتطبق شرع الله.