أعطونا ديموقراطيتكم...وخذوا كل أبراجنا!

نشر في 17-07-2007
آخر تحديث 17-07-2007 | 00:00
 سعد العجمي

بعضهم يصور الكويت كأنها «خرابة» مهجورة، وآخرون يوحون بأنها باتت جمعية خيرية لتوزيع الهبات فقط، بعد أن غابت الرؤية الاستراتيجية لبناء الدولة وتوقفت خطط التنموية بسبب مجلس الأمة، وهنا بيت القصيد، لأن الهدف من ذلك كله هو تشويه برلماننا وديموقراطيتنا.

بعد انحسار موجة التكفير بديموقراطيتنا في دول الخليج التي مارستها بعض صحفنا، وأقلام وحناجر عدد من أشباه المثقفين لدينا في الفترة الماضية، من خلال تخويف الإخوه هناك من ممارساتنا السياسية. بدأ «تكفيريون جدد» حملة أخرى تصور أننا تخلفنا كثيراً عن إخواننا في الخليج على صعيد التنمية الاجتماعية والاقتصادية والخدمية والرياضية وغيرها، عبر ما يكتبه بعضهم في صحف خليجية ومواقع اخبارية أو يقولونه في فضائيات عربية.

بعضهم يصور الكويت كأنها «خرابة» مهجورة، وآخرون يوحون بأنها باتت جمعية خيرية لتوزيع الهبات فقط، بعد أن غابت الرؤية الاستراتيجية لبناء الدولة وتوقفت خطط التنموية بسبب مجلس الأمة، وهنا بيت القصيد، لأن الهدف من ذلك كله هو تشويه برلماننا وديموقراطيتنا.

نعم لدينا قصور كبير في كثير من مجالات التنمية خصوصاً الصحية والتعليمية التي قطع فيها إخواننا في الخليج شوطاً كبيراً، ولكن وفق المفهوم الدقيق للتنمية، التي يكون المواطن عمودها الفقري الذي تنجز في الأصل من أجله، فنحن لسنا خلفهم بكل تأكيد.

الازدهار الاقتصادي، لا يقاس بناطحة سحاب تبنى هنا، أو برج سكني يشيد هناك. بل بقوانين اقتصادية تحميني كمواطن أو مستثمر، مدعومة بسلطة قضائية، كقضائنا الشامخ يمنع الآخر، أيا كان موقعه في الدولة، من الاستيلاء على أرضي أو مسكني، وليس كما يحدث عند الآخرين!

التطور الرياضي لا يمكن اختزاله بتحقيق فوز لفريق كرة قدم يتكلم أفراده عشر لغات، ولا بحصول لاعب على ميدالية ذهبية لدولته الجديدة التي لا يعرف نشيدها الوطني، ولا يميز بين علمها وعلم (نيكاراغوا)، بل يقاس بما أنجزه أبطال الكويت في الرمايه وفي كرة اليد.

يا ساده يا كرام لدينا الكثير مما نباهي به أشقاءنا ونتمنى أن يأخذوه عنا مثلما نتمنى أن نأخذ منهم ما ليس عندنا في إطار عملية انتقال عدوى «حميدة». لدينا صحافتنا الرائدة، لدينا حراكنا السياسي الجاذب للأضواء والإبهار معا، لدينا علاقتنا الاستثنائية في كل شيء كحكام ومحكومين التي قلَّ أن تجدها لدى غيرنا، لدينا دستورنا ومجلسنا اللذان لولاهما لما بدأت وانتهت أزمة الحكم من دون نزول رجل أمن إلى الشارع... بلادنا لا يمكن اختزالها في وزير ارتكب تجاوزاً في وزارته، ولا في نائب فعّل أدواته الدستورية لنحوّلها إلى جنازة يكثر النائحون عليها، فما زلت أتذكر ذلك الموقف الذي حدث لي مع صديق خليجي اصطحبني بسيارته إلى أحد شواطئ بلاده، حينها كنت أتحدث بإعجاب عن عدد من الأبراج السكنية المشيدة قبالة البحر، فأوقف السيارة فجأه... وقال لي «أعطونا دستوركم وديموقراطيتكم وخذوا كل أبراجنا».

back to top