حصاد رمضان ...

نشر في 12-10-2007 | 00:00
آخر تحديث 12-10-2007 | 00:00
 عبدالكريم السيد عبداللطيف الغربللي

الشيخ سالم الصباح عاش بسيطاً ورحل زعيماً، وفاته أذنت بتوثيق زعامته في قلوب أهل الكويت ليظل خالداً في ذاكرة الوطن والمواطنين... شيخاً للقلوب.

في وداع المبروك: شهر رمضان كما هو كل عام ضيفا عزيزا وكريما ما إن يحل حتى يهم بالرحيل، ولله در الشاعر جابر قميحة وهو يصف لحظات الوداع قائلاً:

رمضان ودع وهو في الآماق

ما كان أقصره على ألافه

زرع النفوس هداية ومحبة

«اقرأ» به نزلت ففاض سناؤها

ولليلة القدر العظيمة فضلها

فيها الملائك والأمين تنزلوا

يا ليته قد ظل دون فراق

وأحبه في طاعة الخلاق

فأتى الثمار أطايب الأخلاق

عطراً على الهضبات والآفاق

عن ألف شهر بالهدى الدفاق

حتى مطالع فجرها الألاق

كيف لا وهو شهر القرآن، وشهر البر والإحسان، وشهر الرحمة والغفران، وشهر محاسبة النفس، وتنقيتها مما يثقلها ماديا ومعنويا، فهو شهر الصحة البدنية، وشهر الصحة النفسية، وشهر التغذية الروحية، فهو نعمة من أجلّ نعم الله وأعظمها... نسأل الله عز وجل أن يجعلنا من عتقائه، وأن يعيده علينا وكويتنا الحبيبة ترفل ثوب العزة والتقدم، وأن يرحم شهداءنا وأمواتنا.

الشيخ سالم الصباح عاش بسيطاً ورحل زعيماً: ولم يشأ هذا الشهر الكريم المغادرة إلا باحتضان الروح الطاهرة لابن الكويت البار الشيخ سالم صباح السالم الصباح رحمه الله واسكنه فسيح جناته، فوفاة الشيخ سالم أذنت بتوثيق زعامته في قلوب أهل الكويت من خلال هذا الحشد الكبير الذي شارك في تشييعه إلى مثواه الأخير، وما تلاه من الاجتياح الحاشد لقصر المسيلة لمشاركة أسرته الكريمة في هذا المصاب الذي نحتسبه عند المولى عز وجل، وعزاؤنا في رصيد عطائه الوطني الكبير وعمله الدؤوب، ومحبته للناس على نهج والده الأمير الراحل الشيخ صباح السالم طيب الله ثراه، فعاش أبوباسل بين شعبه بكل تواضع أمام الصغير قبل الكبير مواطناً يتلمس حاجياتهم ويعيش معاناتهم، وودعه شعبه عند رحيله زعيما سوف يظل خالداً في ذاكرة الوطن والمواطنين... شيخاً للقلوب.

إفطار «ريوق» العيد: من العادات التي كان يحرص عليها أهل الكويت هو إفطار العيد، وهو إفطار يكون بعد صلاة الفجر وقبل صلاة العيد، ورغم أن هذه عادة قديمة تكاد تنقرض، فإن بعض الأسر الكويتية ما زالت تحرص عليها وبشكل جماعي... اذكر منها أسرة المرحوم يعقوب الدعيج الذي كان يحرص على دعوة الجميع على إفطار يقام بالشارع أمام منزله في مشرف لكثرة المدعوين، ولقد دأبت أسرته الكريمة على إحياء سنة والدهم «الجبر»، رحمه الله، وأطال بعمر ولده المهندس خالد وإخوانه، ومن عادات أهل الكويت بالعيد زيارة المقابر بعد صلاة العيد وقراءة ما تيسر على أرواح الموتى، وهي لمسة وفاء من الأحياء للأموات، نتمنى لكم عيداً سعيداً، وعساكم من عواده.

back to top