أبناء الأسرة... وجاسم الصقر

نشر في 14-07-2007
آخر تحديث 14-07-2007 | 00:00
 سعد العجمي حديث عن تجاوزات مالية وإدارية في «المواني»، ومطالبة بإحالة مسؤولي «الكويتية» إلى النيابة العامة، وكلام عن «الأهرام» وإعلانها الشهير، وقبل ذلك «الناقلات» و«الاستثمارات». هناك قاسم مشترك في هذا كله، هو أن أفراداً من أبناء الأسرة الحاكمة لهم علاقة بشكل، أو بآخر، بما يثار عن وجود تجاوزات سواء مالية أو إدارية في تلك القضايا، والمؤلم في الموضوع، أن أغلبهم شباب مازالوا في بداية حياتهم السياسية والطريق أمامهم طويل.

سنقدم النية الحسنة، على أختها السيئة، ونقول إن الأمر برمته مجرد اتهامات لم تثبت بالدليل القاطع، ولكن «لا دخان من غير نار»، والاتهام تلو الاتهام يثبت الجرم تلقائياً، وهذا ما يجب أن يدركه كل مسؤول من أبناء الأسره تم تكليفه بأي منصب، فإما أن يتحمل مسؤولياته ويكون أهلاً للثقة التي منحت له، وإما أن يطلب إعفاءه من منصبه، وإلا فإنه في نظر الشعب والأمة شريك في أي سرقة أو اختلاس أو تجاوز في الجهاز التابع له، حاله كحال أي مسؤول آخر من أبناء الوطن.

نقول هذا الكلام، لأن أبناء الأسرة هم القدوة، ومن المفترض أن يكونوا أكثر الناس خوفاً وحرصاً على مصالح البلاد، رغم أن بعضهم، للأسف الشديد شذوا عن هذه القاعدة، فكبرى تهم الاختلاسات في تاريخ الكويت، وجهت إلى أفراد من الأسرة، في فترات ومناسبات متفاوتة، بعضها نفذ في أحلك الظروف وأصعبها، في يوم كان فيه الكويتي إما محتلا، وإما مشردا.

عموماً، لن نفتح الجراح ولن نقلب المواجع، فلسنا ممن يبكون على اللبن المسكوب، ولكن على كل من أراد من أبناء الأسرة أن يأخذ مكاناً وموضعاً في مؤسسة صنع القرار، أن يدرك أن الأخطاء في عالم السياسة قاتلة، وأنها قد تنهي مستقبله السياسي، خصوصاً ما يتعلق منها بالتجاوزات المالية، لأن «الرجال ذمم».

ونقول لكل فرد طموح منهم، سنكون سعداء جداً بمن يجمع ولا يفرق منكم، يبني ولا يهدم، يعطي ولا يأخذ، يبذل ويحتسب، فأنتم أسرة الخير، التي لن نجد أفضل منها أسرة، ولن تجد أفضل منا شعباً.

نعم نقول لكم ذلك، من موقع المحب، لا المبغض، من موقع الناصح، لا المطبل، من موقع الشريك في الحقوق والواجبات، لا «الفداوي».

* * *

لا أدري كيف سيكون الوضع الآن لو أن الرعيل الأول من أبناء هذا الوطن لم ينتزعوا مساحات الحرية والديموقراطية التي يعيش نعيمها جيلنا الحالي، ربما لا يمكن لهذا المقال أن يجاز، وبكل تأكيد لن نكون محسودين من أبناء المنطقة جميعهم على مجلسنا وبرلماننا، كما هي الحال الآن. ثلة من الآباء والأجداد كان لهم الفضل فيما نحن فيه حالياً، أحدهم العم جاسم الصقر... لذلك وليس نيابة عن شريحة اجتماعية، ولا عن طائفة معينة، بل نيابة عن جيل كويتي كامل، أقول: عذراً جاسم الصقر عما طالك في جلسة الأربعاء الماضي.

back to top