وداعاً سيد القلم

نشر في 10-03-2008
آخر تحديث 10-03-2008 | 00:00
 د. موضي عبدالعزيز الحمود

عزاؤنا فيك أيها العزيز... فكرك الذي شاركتنا فيه، وثورتك على الخطأ التي زرعتها في نفوسنا، ولهفتك على التغيير التي ألهمتنا إياها في كثير من المواقف، وسعة صدرك التي احتوت الجميع، خصومك قبل أصدقائك، وأبناء وطنك قبل أبنائك.

لم يكن قلمي عصياً عليّ كما هو اليوم حيث خنقتني العبرات وخنقته الصدمة. عجيب أمر القدر يباغتك على حين غرة ولا تملك أمامه إلا التسليم به والقبول بحكمه ولا تجد عزاءً لوقعه إلا كلمات نتمتم بها لعلها تهدئ روع القلوب وتنزل السكينة في النفوس... ولا حول ولا قوة إلا بالله .

كم هو صعب أن ترثي صديقاً، وأن تعدد مآثر عزيز، وأن تسطر ذكرياتك مع رفيق المهنة وزميل الفكر، وأن تستذكر تلك المواقف العديــدة الــتي مررت بها معه، وهو يملأ الدنيا صخباً ونشاطاً، ولكنه القدر تجري أحكامه على البشر... ولا تملك حيالها غير الدعاء.

لقد امتلأت الصفحات بمداد الأقلام وكلمات الزملاء وأصحاب الفكر والمسيرة يرثون الفقيد أحمد، وكل منهم يذكر له موقفاً ودرباً سلكه معه حتى إن لم يرافقه شخصياً إنما رافقه فكراً وتابع جولاته وصولاته مدافعاً عن الحق، وعن المواطن البسيط، وعن الطفل والشيخ والمرأة، وعن الكويت التي حملها في قلبه وفكره... فأنزله الكويتيون جميعاً في قلوبهم، وتسابقت الغصات في حلوقهم حين سمعوا خبر وفاته.

الحمد لله أيها الصديق الراحل على مشيئته وحكمه، وعزاؤنا فيك أيها العزيز... فكرك الذي شاركتنا فيه، وثورتك على الخطأ التي زرعتها في نفوسنا، ولهفتك على التغيير التي ألهمتنا إياها في كثير من المواقف، وسعة صدرك التي احتوت الجميع، خصومك قبل أصدقائك، وأبناء وطنك قبل أبنائك، وعائلتك العربية الكبيرة قبل عائلتك الصغيرة.

أيها العزيز أحمد... لقد ابتعدت عنا اليوم بجسمك النحيل ولكنك مازلت ماثلاً بيننا بفكرك العملاق وذكراك التي نعتز بها وإرثك الوطني الذي سلمتنا إياه... نعدك بحفظ الأمانة ومتابعة الطريق.... فإلى جنات الخلد يا أبا قتيبة... والصبر والسلوان لمحبيك وعائلتك.

back to top