في نسيم الروح... سمير سيف يتحدّى نقيب الممثّلين المصريّين!

عن الأجيال المفتونة بأسلوب الحياة الغربية، عن سعد الذي يسافر غرباً للدراسة، فيصبح مؤمناً بأفكاره ومروجاً لها ومدافعاً عنها. عن نسيم الروح، مشاعر الحب التي تولد رغماً عنه تجاه البائعة المتجولة الفقيرة، لتعود به إلى الوطن في داخله.

يطرح السيناريست يسري الجندي هذه القضية في مسلسله الجديد «نسيم الروح» الذي يعيد الفنان مصطفى شعبان الى الدراما التلفزيونية مع الفنانة نيللي كريم التي شاركته سابقاً مسلسل «العميل 1001». يشارك في البطولة الفنانة شيرين والنجم السوري أيمن زيدان والفنانة الأردنية صبا مبارك، في أول تعاقد لهما في عمل مصري، بعد أزمة نقيب الممثلين ومحاولاته تحجيم الحضور العربي في الأعمال الفنية. المسلسل من إخراج سمير سيف ويجتهد صانعوه في إنجازه كي يعرض على شاشة رمضان المقبل.

تدور أحداثه حول سعد (مصطفى شعبان)، الذي عاش على قيم ومبادئ المجتمع الغربي وتربى عليها بحكم دراسته في أوروبا، ولدى عودته يحاول فرض تلك القيم على كل من حوله، ما يدخله في صراع مع محاولات والده تغيير أفكاره وأسلوب الحياة الغربية التي يتمسك بها.

المفاجأة التي لا يتوقعها أحد، اكتشاف سعد أنه لا يمت بصلة الى تلك العائلة الثرية التي عاش في ظلها وأنه ليس إلا طفلاً لقيطاً، ولولا هذه العائلة التي يتمرد عليها بأفكاره المكتسبة من المجتمعات الغربية لتغير مصيره تماما، الأمر الذي يدخله في صراع نفسي متشابك سواء مع أفكاره أو مع تلك العائلة التي يدين بالفضل لها، وفي الوقت نفسه يختلف مع أفكارها.

رحلة عصيبة

يبدي شعبان سعادته بهذا الدور الذي يتيح له استعراض قدراته في الأداء، فالدور مركب وتمرّ الشخصية بتحولات عدة، ويؤكد أن العمل احتاج منه مجهودا كبيرا كي يجد مفتاح الشخصية ويتمكن من تقديمها ويحقق النجاح من خلالها.

يوضح أن غيابه عن الشاشة الصغيرة كان مرهونا بإيجاد دور جيد يحمسه على العودة، وأمام هذا السيناريو لم يستطع إلا رفع الراية البيضاء خصوصا أنه يتعاون للمرة الأولى مع كاتب المسلسل ومخرجه.

تجسّد الفنانة نيللي كريم شخصية فتاة تعيش في حي شعبي رباها أحد الخارجين على القانون، ما يعرضها الى مشاكل كثيرة، وفي رحلة سعد العصيبة التي يمر بها بعد إدراكه لحقيقته، يلتقي بها وهي تعمل بائعة متجولة في احدى الأسواق، فتحاول مساندته في محنته.

أما الفنانة صبا مبارك فتجسد شخصية عساكر ابنة العائلة الثرية التي تربى فيها سعد، وعلى الرغم من محاولاتها إخفاء مشاعرها وضعفها الإنساني بالتمرد حينا والقسوة حيناً آخر، إلا أنها تقرر في النهاية الانحياز إلى مشاعرها ومساندة سعد، لكن بعد فوات الأوان، فقد تعلق قلبه فعلاً بابنة الحي الشعبي.

يؤكد السيناريست يسري الجندي أن «لهذا العمل طبيعة خاصة لأنه إنساني من الدرجة الأولى»، يرصد من خلاله مدى تأثير المجتمع الغربي في المجتمع الشرقي عبر صراع رهيب، ما يفسر استغراقه فترة زمنية طويلة في كتابته تجاوزت العام تقريبا.

ويعترف بتشابه هذا العمل إلى حد ما في بعض تفاصيله مع مسلسل «جمهورية زفتي» الذي قدمه قبل اعوام وحاز على أعجاب النقاد والجماهير، مشيرا الى أن هذا العمل سيشهد نجاحاً قوياً لأنه يعالج قضايا فكرية وانسانية.

أما المخرج سمير سيف فيبدي ارتياحه للتعاون مع هذا الكم من النجوم الذي تجاوز الـ 70 فنانا، وبتكلفة قدرها 20 مليون جنيه. وعن اختياره زيدان ومبارك للمشاركة في العمل، في ظل الهجوم على الحضور العربي في القاهرة، يؤكد أن ذلك جاء وفقاً لضرورة درامية.