مي شدياق: ندفع أرواحنا ثمناً للكلمة الحرة
اختتم الملتقى الاعلامي العربي الخامس أعماله امس بالحلقة النقاشية الرابعة والأخيرة لفعاليات الملتقى التي عقدت تحت عنوان «نساء في واجهة الإعلام»، اذ استعرض فيها كل من مي شدياق، ندين البدير، منتهى الرمحي، نيكول تنوري، اقبال الأحمد، د.بروين حبيب، ود. الهام بدر. تجربتهن مع الاعلام والأسس السليمة للحوار الايجابي.واعتبرت الاعلامية اللبنانية مي شدياق تكريمها في هذا الملتقى تكريما للاعلاميات العربيات المدافعات عن الحق والحرية. مشيرة إلى وجود العديد من الذين قدموا أرواحهم دفاعا عن الكلمة الحرة «اذ استشهد الكثيرون من اجل نيل الحرية في بلدنا (لبنان)، ووقف معنا معظم الدول العربية وقفة رجل واحد، وما يفرح أن الدول العربية تعتبر حريتها من حرية لبنان».
وتحدثت مذيعة الأخبار في شبكة الــ«ام بي سي» نيكول تنوري عن «جهاز التلفاز» ودوره في التأثير على الرأي العام قائلة «يعتبر جهاز التلفاز الوسيط الأكثر فاعلية في الاتصال مع الجمهور، كونه يخاطب فئة كبيرة من المجتمع من مختلف الأعمار، وتعد الصناعة التلفزيونية من الوسائل القادرة على اختراق فكر المشاهد»، مشيرة الى ان القنوات التلفزيونية تستطيع كسب المشاهدين من خلال الالتزام بالحيادية في التغطية الاخبارية، مبينة أن التحقيقات التلفزيونية الجيدة المستندة إلى معلومات دقيقة واحصاءات تحظى باهتمام كبير. ومن جانبها، قالت الاعلامية السعودية نادين البدير « قبل أن أغادر السعودية منذ عدة سنوات، كنت أعيش داخل بيئة مجتمعية لها نظرتها الخاصة للمرأة، وكانت تقاليدها صارمة وأنساقها ثابتة لا تقبل النقد أو التغيير، ويعتبر طموح المرأة في العرف المحلي وقتذاك إما عيباً وإما حراماً. ولم أجد وقتها وسيلة للقضاء على تلك العادات سوى الكتابة». واكدت أن مشكلة الخليج تكمن في عدم وجود حركة نسائية ذات دعائم صلبة تربط نساء المنطقة بعضهن ببعض سواء ناشطات او حقوقيات، مشيرة الى ان الناشطات الخليجيات استطعن أن يتخذن من أوراق الصحف والفضائيات منابر قوية للمطالبة بتغيير أوضاع المرأة «وهناك مئات المقالات التي كتبتها أقلام نسائية تطالب المسؤولين بمنح المرأة الحياة العادلة، وهناك الكثير من التحقيقات الصحافية النسائية التي عرضت بكل شفافية ووضوح مشاكل نساء المجتمع المختلفة».واضافت ان «مادة إعلامية واحدة تقرأها أو تشاهدها ملايين النسوة هي كفيلة بتأسيس ثقافة جديدة تحترم المرأة، وتعادل تلك المادة عشرات المؤتمرات التي تتم بمعزل عن النساء العاديات فلا يشهد توصياتها سوى عضواتها، وطالما أن الإعلام أصبح وسيلة أساسية أمام المرأة للدفاع عن حياتها وعن حرياتها فإن مهمة الإعلامية ليست بالمهمة الهينة مطلقاً». اما الاعلامية منتهى الرمحي فقالت «ان أولى ملاحظاتي تتعلق بعنوان هذا المؤتمر «الحوار الإعلامي الإيجابي بين الشرق والغرب»، ولا أظن أن إصرار المنظمين التأكيد على مفردة «الإيجابي» قد جاءت عبثاً وإنما لشعورهم أن كثيراً من الحوارات التي نشأت بين الطرفين عبر العقود الماضية قد اتسمت بالسلبية، وهذا ما لا نختلف عليه، لكني أقول انه لا يوجد في قاموسي ما يمكن أن يطلق عليه حوار سلبي، ذلك أن ما هو سلبي يجب ألا يتصف بأنه حوار، وإذا كنت لا أعترف بمصطلح الحوار السلبي، فإني أعتقد أن الحوار هو إيجابي بالضرورة».وتابعت الرمحي «ان أزمة الحوار مع الآخر بالنسبة لنا في الشرق تنبع في آلياتها أساساً من عدم اتفاقنا على تعريف مفردة الحوار بحد ذاتها، فالبعض في الشرق يرى أنه ليس بالضرورة أن يقبل من يتحاور معه، وأن يقبل ما عنده. والبعض يرى أن الحوار يجب أن يقوم على مفهوم التسامح. فيما يرى آخرون – وأنا منهم – أن الشرط الأساسي للحوار هو قبول الآخر على اختلاف دينه وثقافته وتوجهاته وليس التسامح. والحوار بمفهومه الشامل بين الشرق والغرب ما زال عالقاً بين الممكن والمستحيل.. بين أرسطو الذي يرى الشرق استبدادياً بالطبيعة، وهيغل الذي يرى العقل غربياً».