افتتاحية:الكويت بخير ما دام الحكم حاضراً
هذا قول رددناه، وكتبناه، وقلناه مرات ومرات، والدلالات التي تؤكده وتثبت صحته وحقيقته كثيرة، ولسنا في مجال إعادة سردها وتكرارها ليصدق من لا يصدق أو ليقتنع من غابت قناعته بحقيقة أن الكويت ستبقى بألف خير ما دام الحكم حاضراً، فاعلاً، متفاعلاً، مدركاً لحجم الأمانة التي أوكلتها الأمة إياه ليحملها على كاهله، وهي أمانة لا حدود لها، تتوارثها أجياله جيلاً بعد جيل.
أمس أصدر الديوان الأميري بياناً على لسان وزيره الشيخ ناصر صباح الأحمد يستنكر فيه ما يتعرض له بعض رجالات الكويت «الأموات منهم والأحياء» من هجمات بعض الحاقدين واساءات لا تمت إلى النقد ولا إلى إعادة قراءة التاريخ وتقييمه بصلة. هجمات يتبناها نفر من أبناء الأسرة ومناصروهم، جل همها وغاية قصدها دق اسفين الفتنة بين الحكم وأهل الكويت من خلال الإساءة تارة، والتجريح تارات... لأنهم على هامش الحياة السياسية في البلاد... ولم يكن ولن يكون لهم دور في تلك الحياة... حياة بناء الكويت التي أسست أصلاً على لحمة أهل الكويت بحكامها، باختلافهم واتفاقهم. نحن نفهم حق الجميع في إعادة قراءة التاريخ وتفسيره، لكننا لا نفهم، ولا نقبل، محاولات تزويره وتشويهه، وليست هناك قراءة أصلها التجريح وأسلوبها التشويه ومفرداتها البذاءة... ونحن نفهم أيضاً أن الاختلاف حق، لكن الاحترام واجب، وتلك قيمة من أسمى قيم الانسانية ومعنى من أرقى معاني الديموقراطية، ولغة من أنقى لغات التخاطب الانسانية. بيان الديوان الأميري الذي أدلى به الأخ وزير الديوان هو قناعة الحكم ممثلاً في الحاكم ومترجماً من خلال أجهزته، وهي قناعة نعرفها، لذا لم يكن يعنينا الرد على أشباه الكُتَّاب أو أشباه المثقفين من أبناء الأسرة كما أطلق عليهم سمو الأمير هذا اللقب في لقاء له مع أبناء الأسرة... لم يكن يعنينا الرد لأن ثقتنا بقناعات الحكم وبوحدته واتحاده من أبنائه وإخوانه من أهل الكويت ثقة مطلقة لا يزعزعها حقد حاقد أو انفعال حاسد. والكويت التي بُنيت عبر الشدائد والمحن بُنيت بتلك الوحدة وترعرعت بتلك اللحمة بين الكويتيين جميعاً... والكويتيون هم الشعب حكماً وأهلاً. بقي أن نقول لأولئك الذين لا يعتاشون إلا على الفتنة بين الحكم وأهله إنكم غصون قد جفت ويبست في تلك الشجرة الشامخة... شجرة الكويت، وليس للغصون اليابسة سوى السقوط أو القطع. وبقي أن نؤكد ما سبق أن أكدناه، أن الكويت ستبقى بألف خير ما دام الحكم حاضراً فاعلاً متفاعلاً... وبيان الأخ وزير الديوان الأميري تأكيد جديد لتلك الحقيقة التي لا يريد أن يصدقها الحاقدون. الجريدة