بدر القطامي يحاكي الطبيعة الكويتية بصدق وشفافية وزير الإعلام افتتح معرضه التشكيلي في قاعة أحمد العدواني

نشر في 06-03-2008 | 00:00
آخر تحديث 06-03-2008 | 00:00
No Image Caption

أكد الفنان التشكيلي بدر القطامي أن التزامه بالتراث في لوحاته يأتي تعبيراً عن انتمائه الحضاري إلى الأرض التي يعيش عليها، وهو تعبير صادق ومباشر عن مكنونات النفس، رافضاً اللجوء إلى المدرسة الرمزية، بهدف التحايل على السلطة أو الرقابة.

بحضور وزير الاعلام الشيخ صباح الخالد وعدد من المهتمين بالشأن التشكيلي من فنانين واعلامين، افتُتح أمس الأول في قاعة أحمد العدواني بضاحية عبدالله السالم المعرض الخاص للفنان بدر القطامي.

تميزت لوحاته بحركة لونية مستمدة من الطبيعة، مستخدما الألوان الزيتية في ترجمة رؤاه البصرية ضمن رسومات فنية تحمل أبعاداً سياسية واجتماعية نابعة من البيئة الكويتية والتراث الاصيل، مختزلا ذاكرة زمنية حافلة بالأحداث المتشعبة والقصص المتنوعة في تجسيد إرث تراثي يرصد شظف العيش في الحياة البحرية ومخاطرها، ثم ينتقل من حياة الماء إلى حياة اليابسة، مركزا على امتداد الصحراء، مسلطا الضوء على الأراضي الزراعية المتناثرة في الكويت.

قدوة حسنة

أكد وزير الاعلام الشيخ صباح الخالد في كلمته للصحافيين أهمية الفنان التشكيلي بدر القطامي، مشيرا إلى ضرورة اقتداء جيل الشباب به والاستفادة من تجربته في مجال التشكيل، معبرا عن سعادته بافتتاح المعرض الخاص بالفنان، مبينا اهمية ابراز دور المبدعين وتشجيعهم، مشيدا بالتكنيك والدقة في مكونات لوحاته والتي تحمل رؤى خاصة به، متمنيا أن يترك معرضه أثرا جماليا طيبا في قلوب الجمهور الكبير الذي حضر حفل الافتتاح.

رسومات واقعية

وفي حديث مقتضب للصحافيين، أكد الفنان بدر القطامي ارتباطه بالمدرسة الواقعية، رافضا الهرب من الواقع والارتماء في أحضان بيئة لم يألفها، موضحا أن ثمة فنانين يسلكون هذا المسرب خوفا من السلطة الدكتاتورية في بلدانهم التي تعلق لهم المشانق، متجنبين الاصطدام مع رقابة لاتقدّر الإبداع الفني.

ويفسر القطامي التزامه بالتراث وتمسكه به بأن ثمة ارتباطاً وثيقاً بينهما اكسبه لقب «فنان الديرة»، معتبرا هذا المنحى انتماء حضاريا للأرض التي ولد فيها وعاش عليها، موضحا ضرورة توثيق التاريخ وتأصيل التراث عبر اللوحة الفنية، عرفانا بدور الآباء والأمهات الذين عاشوا تلك الحقب بكل ما تحمله البيئة الكويتية من صعوبة العيش وقسوة الواقع سواء في البحر او البر.

واستطرد القطامي في حديثه، مشيراً إلى أن الفنان يعبر بحرية مطلقة حينما تتاح له الفرصة، مترجما رؤاه الخاصة ضمن لوحات فنية، مختزلا مخزونه الثقافي والمعرفي، في عمل تشكيلي يعكس صدق إحساسه بالواقع، معتبرا أن رسومات المدرسة الواقعية تمنحه القدرة على التعبير بصورة أفضل، لأن لها وقعاً كبيراً على النفس البشرية، مستفيدا من التقنيات المستخدمة في مفردات اللوحة، رافضا اللجوء إلى المدرسة «التجريبية»، وأوضح القطامي أنه يلجأ إلى استخدام الألوان الزيتية في لوحاته على الرغم من أن لديه القدرة على تطويع أي مادة خام يستعين بها في مرسمه.

مضامين

انتقى الفنان بدر القطامي مجموعة لوحات فنية مكونة محتوى المعرض، موثقة مظاهر الحياة الكويتية القديمة بشقيها البحري والبري، مشكلا لحمة وطنية بعيدا عن الصراعات الاجتماعية أو الطبقية، مؤكدا ارتباطه الوثيق بقضايا وطنه المعاصرة، مناصرا المرأة في مسألة نيل حقوقها السياسية، معتبرا ذلك حقا كفله الدستور، مجسدا رؤيته الفنية في لوحة «ماكو حق يضيع ووراه مطالب»، وسواها من اللوحات الجميلة.

لمحة ذاتية 

يعد الفنان بدر القطامي احد رواد فن التشكيل في الكويت، ويصنف ضمن فناني المدرسة الواقعية، تتلمذ في بداياته على يد معلمه عبدالحميد الفرس، ثم سافر الى القاهرة لدراسة الفن، وبعد اكماله اربعة أعوام في مصر أرسل في بعثة دراسية الى انكلترا، مكتسبا تكنيكا فنيا راقيا جدا، رافضا الانفصال عن تراث وطنه، ومركزا على رموز التراث في معظم لوحاته، شارك في معارض جماعية، وقدم معارض فردية في الكويت ودول عربية واجنبية، صدر له ثلاثة مؤلفات عن الفن التشكيلي.

back to top