أغنية للكويت

نشر في 30-03-2008
آخر تحديث 30-03-2008 | 00:00
No Image Caption
 سليمان الفليح

لا تفرحوا:

يا أيها الحسّادُ والأوغادُ

فهذهِ الكويت / أعرفها منذُ لها انتميت

وكنتُ طفلاً يافعاً / لطالما لعبتُ في ترابِها

وعشتُ في رحابِها / لاعبتُها / داعبتُها، شاغبتُها، لحقتُها، أمسكتُها

عضّتني، ضربتُها، انفلتتْ / وخلفها جريت

**

وفي مراحلِ المراهقة

غازلتُها، قابلتُها، واعدتُها، خاتلتُها / بادلتُها الرسائلَ الرقيقةَ المنمّقة

وكنا مثلَ أيِّ عاشقٍ وعاشقة / نحبُّ بعضَنا / وطالما بنارِها اكتويت

قلتُ بها قصائدَ الغزل / شاركتُها: الجدَّ والهزل

وطالما أمام بابِها مشيت / أرشقها بالوردِ/ ترشقني بالصدِّ

لكنه التمنّعُ اللذيذُ / لأنها تكنُّ ليَ الودَّ، مزّهوّةً وواثقة

وطالما من أجلها بكيت

**

كم حاول العُذّالُ والأعداءُ / أن يحبكوا ما بيننا المؤامرة

لكنها بوعيها الجميلِ / وقلبِها النبيلِ / تبقى بعيني طاهرة

**

قاسمتُها الولاءَ والبكاءَ والغناءَ

وكم لها ضحّيت / فلتسمعوا يا أيها الحسادُ والأوغادُ

فالكويت / ليست إذن دراهمَ / أو خيمةً / أو جملاً / أو بِئر زيت

يا صائدين - عبر اعتِكارِ الماءِ - الفُرصَ العمياء

فالكويت / يا حاملي الكاز والكبريت / في الظلماء

لن تفلحوا: أن تشعلوا الحرائقَ الهوجاء

بوجهها الوضاء / لأنّها تعلمتْ تجاوزَ المحن / من محنةٍ لمحنة

فشعبها من شيعةٍ وسُنّة / ونهجُها دستُورها الذي خطّته في الحياة

علّمها أن تُرخيَ الأعنّة / وتنطلقَ لتكملَ الطريقَ

بدونِ أيِّ مِنّة / فلتتركوا الكويتَ، تعيشُ مطمئنة

لأنها هي شعلةُ الضياء / للأجيالِ في الأمة العمياء

والثّاكلةُ المُسنّة، فلتتركوا الكويتَ تعيشُ مطمئنة

back to top