البحرين: الملك يتدخل لحل نزاع بين صيادين وابن عمه بشأن مصايد سمك تقليدية
تجمع عشرات من اهالي قرية المالكية جنوب المنامة صباح امس بالقرب من الشاطئ لمراقبة العمال وهم ينزعون مصايد السمك التقليدية التي يملكها ابن عم ملك البحرين (حمد بن عيسى الثاني) والتي كانت محور نزاع استمر اكثر من عام، ولم يحسم الا بتدخل من العاهل البحريني.واصطفت سيارات للشرطة بمحاذاة الشاطئ بينما شوهد شبان من اهالي قرية الصيد «الشيعية» وهم يسجلون بهواتفهم النقالة الحدث الذي هو آخر فصول ازمة المصايد التي اثارت غضب السكان بسبب إعاقتها حركة الصيد والتي تحولت الى مواجهة مع رجال الشرطة قبل ايام.
وكانت سبقت مشكلة المصايد قبل سنتين في القرية نفسها مشكلة جدار بناه عضو العائلة الحاكمة نفسه بمحاذاة الشاطئ ويمتد بطول نحو الف متر، الامر الذي اثار حينها ايضا غضب السكان وانتهى كذلك بتدخل من الملك.وقال شاب كان يراقب عملية ازالة المصايد التي تعرف محليا بـ«الحظور» «لولا ضغوط الاهالي لما أزيلت هذه الحظور المخالفة».وأضاف مفضلا عدم الافصاح عن هويته ان «الحظور تقوم بنفس الدور الذي قام به الجدار قبل ازالته، حيث تحجب الساحل عن الاهالي»، معتبرا «انها لا تصلح لصيد السمك لانها اقيمت في المياه الضحلة وبشكل مخالف وفق الجهات المعنية».من جهته، قال الصياد حسن احمد علي (55 عاما) «نتمنى ان تكون المشكلة قد حلت (.. ) السواحل يجب ان تبقى مفتوحة للجميع وملكا للجميع».واضاف «المسألة ليست متعلقة بالصيد والرزق فقط بل بفرض الارادة ومنع الناس. في السابق كنا نسير من هذه القرية وصولا الى البديع (اقصى شمال غرب البحرين) دون ان يمنعنا احد، الان نتساءل اين ذهبت السواحل؟».وتصدر خبر ازالة «حظور المالكية» التي شغلت الرأي العام البحريني، الصفحات الاولى للصحف البحرينية امس، وقد اعتبرت أغلبية الصحف ان تدخل العاهل البحريني لتسوية هذا النزاع «انتصار للقانون».وفي مقال له نشر أمس في «الوسط»، تساءل الصحافي سيد قاسم حسين «ترى بعد ربع قرن، لو وقع هذا المقال بيد احد طلاب الجامعة ماذا سيقول؟ (..) صحافة تكتب عن حظور وجدران فصل عنصري طبقية؟ أهذه جنوب افريقيا ايام الفصل العنصري ام هي دولة خليجية حديثة في مطلع الالفية الثالثة؟».وكان رئيس المجلس البلدي للمحافظة الشمالية يوسف البوري اعلن ان ملك البحرين تدخل لانهاء الازمة بين سكان المالكية وابن عم العاهل البحريني الذي يملك مصايد السمك المثيرة للجدل. وقال البوري ان «مشكلة مصايد السمك قد انتهت عمليا بعد تدخل من ملك البحرين». وأضاف البوري ان «الاهالي أزالوا -الاحد بعد ان نفذ صبرهم- ثلاث مصايد من أصل عشر تعتبر مخالفة وتدخلت الشرطة لتفريقهم. في ما بعد تلقت اتصالا من الشيخ عبدالله بن حمد الموجود مع والده جلالة الملك في لندن».وتابع ان الشيخ عبدالله الذي يرأس الهيئة العامة للحياة الفطرية في البحرين «اعرب عن استيائه مما جرى (..) وأبلغني أن توجيهات صدرت للجهات المعنية بإزالة الحظور المخالفة».وقال «بالفعل جاء الاثنين الفائت موظفون من ادارة الثروة السمكية وأزالوا بعضها، ومن المفترض ان تزال البقية واعتبر ان المشكلة انتهت».وأشار البوري الى ان المشكلة المستمرة منذ اكثر من عام «تضاعفت في يونيو الماضي عندما رفضت إدارة الثروة السمكية تجديد تراخيص حظور تعود إلى ابن عم الملك على اعتبار ان هناك نزاعا قائما».واضاف ان «الاهالي يرون منذ البداية ان اقامة المصايد جاء بشكل مخالف والمجلس البلدي سعى لايجاد حلول وعقدنا اجتماعا مع ممثلي ادارة الثروة السمكية ولجنة الأهالي بينما ابلغنا صاحب المصايد انه يفوض المجلس البلدي في الاتفاق».وتابع «تم الاتفاق على ازالة نصف المصايد وتحريك النصف الآخر بشكل عمودي بحيث تكون المسافة بينها وبين الساحل مئتي متر وقامت ادارة الثروة السمكية بتحديد منتصف الشهر الماضي موعدا نهائيا لإزالة المصايد لكنها لم تنفذ قرارها بإزالتها».ولفت البوري الى ان عدم إزالة المصايد «تسبب في تصاعد غضب الأهالي فحاولوا نزعها بأنفسهم الاحد الفائت مما اسفر عن مواجهات مع الشرطة».وكانت قرية المالكية التي تقع في جنوب الساحل الغربي لجزيرة البحرين الرئيسية مسرحا لصدامات مماثلة ايضا عام 2005 بسبب اقامة مالك المصايد جدارا حرم الصيادين من أهالي القرية من الوصول الى البحر. وتمت تسوية المشكلة بتدخل من العاهل البحريني ايضا حيث أزيل ذلك الجدار.(المنامة - أ ف ب)