كيف تجنّبين طفلكِ أخطار الحقيبة المدرسية الثقيلة؟

نشر في 11-06-2007
آخر تحديث 11-06-2007 | 00:00
 يوماً بعد يوم، نرى أطفالنا يرزحون تحت ثقل حقائبهم المدرسية ونسمعهم يشتكون من الجلوس فترات طويلة على المقاعد، فينتابنا القلق حول تأثير هذه العوامل على صحة ظهورهم ونتساءل: هل مكتوب عليهم أن يعانوا بسبب حقيبتهم المدرسية؟ أيعقل أن تكون هذه الحقيبة سيفاً ذا حدين لهم؟ أهي الجلاد المسؤول عن آلامهم والذي قد يتسبب بانحراف في العمود الفقري؟

يظهر الانحراف في العمود الفقري عند الأولاد في مرحلة البلوغ، وهو يصيب الفتيات أكثر من الفتيان ولا يتسبب بأي ألم، ولا يرسل إشارة سوى الاعوجاج الذي يطلق عليه اسم الانحراف الأساسي. ويمكن أن يصاب الأولاد أيضاً بانحراف ثانوي يترافق مع أمراض أخرى، كالشلل أو مشاكل في الجهاز العصبي.

إنّ حقيبة مدرسية وزنها 10 كيلوغرامات لا تتسبّب بانحراف في العمود الفقري، إلا إذا كان لدى الطفل استعداد للإصابة به. لكن من ناحية أخرى، يتسبب حمل الحقيبة المدرسية الثقيلة بمشكلة أخرى هي آلام الظهر. لاحظ الخبراء ارتفاعاً في نسبة الإصابة بفتقٍ طبقي (Discal hernia) لدى الأطفال في السنوات الأخيرة، وبخاصة في عمر 14 أو 15 سنة، ويعتمد العلاج في هذه الحالة على الخلود الى الراحة لفترة من الوقت.

في المقابل، قد تعطي الحقيبة المدرسية شكلاً خاطئاً للظهر، وهي حالة يستطيع التلميذ أن يصحح فيها وضعية ظهره بنفسه. أما لدى إصابته بانحراف أساسي فلا يمكنه أن يقف مستقيماً حتى لو أراد ذلك. لا يمكن اعتبار الشكل الخاطئ في وضعية الظهر خطراً طبياً، إذ يمكن تصحيحه بالرياضة والسباحة، ويمكن للطفل بعد ذلك أن يتابع نموه في شكل طبيعي.

التشخيص

يتم التشخيص من خلال فحص سريري يترافق أحياناً مع صورة أشعة عادية. أما في حال الانحراف في العمود الفقري، فيباشر الأطباء بالفحص السريري ويطلبون من الولد أن ينحني إلى الأمام، فإذا بدا جانب من الظهر أعلى من الجانب الآخر فذاك يعني أنّ العمود الفقري معوجّ وأنّ الانحراف أكيد.

علاج الإنحراف

في حال الانحراف الأساسي، تعتبر التمارين الفيزيائية غير مفيدة. إذا ظهر الانحراف لدى الأطفال في مرحلة النمو، ولم تكن حدّته تتعدى الأربعين درجة، يبادر الأطباء إلى وضع مشد لهم، طالبين وضعه حتى نهاية مرحلة النمو. ويغطي هذا المشد الجسم بكامله ويجب وضعه 23 ساعة من أصل 24، مما يعني أنّه علاجٌ صعبٌ للطفل والأهل على حدّ سواء. أما عندما يفوق الانحراف الأربعين درجة فالعلاج يعتمد على الجراحة. وتشكل المتابعة حلقةً ضرورية في علاج الانحراف في العمود الفقري، ولا سيما أنّ العلاج الحقيقي لا يبدأ إلا بعد التأكد من أنّ مشكلة الانحراف تتفاقم. أما الوضعية غير الصحيحة في الظهر والناتجة عن حمل الحقيبة فيقوم علاجها على تشجيع الولد على ممارسة الرياضة وبخاصة السباحة.

 درهم وقاية خير من قنطار علاج

- حمل حقيبة مدرسية خفيفة الوزن لا يتعدى وزنها الاجمالي نسبة 10 % من وزن الطفل. وفي حال استعمال حقيبة ذات عجلات صغيرة، يجب اختيار الحقيبة التي يمكن فكّ عجلاتها ومقبضها كي يتمكن التلميذ عند صعود الدرج من فصل الحقيبة عن الجزء البلاستيكي ليحملها على ظهره.

- دراسة محتوى الحقيبة جيداً والحرص على أن تكون أغلفة الكتب رقيقة. وينصح الخبراء باعتماد كتب مؤلّفة من أجزاء كي يجلب التلميذ جزءاً واحداً إلى الصف. أما بالنسبة إلى الدفاتر فينصحون باستعمال الدفاترالصغيرة.

- على الأهل أن يحسنوا اختيار الحقيبة وأن يراقبوا محتواها باستمرار وألا يسمحوا لأولادهم إلا بأخذ اللوازم الضرورية. فضلاً عن ذلك، ينبغي أن يعلّموهم كيفية حمل الحقيبة وألا يسمحوا لهم بحملها لمسافات طويلة. عليهم كذلك أن يأخذوا على محمل الجد كل ما يشكو منه أبناؤهم من آلام ناتجة عن حمل الحقيبة المدرسية، فيبادروا إلى استشارة الطبيب المختص عند الضرورة.

على الأستاذ:

-    توجيه التلاميذ إلى اختيار الكتب التي عليهم حملها.

-    تحديد البرنامج كي لا يجلب التلاميذ الكتب كلها.

-    مراقبة التلاميذ ومنعهم من إثقال الحقيبة.

-    مراقبة وضعية جسم التلميذ في الصف إن جلوساً كان أو وقوفاً.

على إدارات المدارس بذل جهود كثيرة مثل:

-    تأمين خزانات ذات أدراج تقفل بالمفتاح للتلاميذ كافّة.

-    محاولة تشغيل المصعد عند بدء الدروس ونهايتها لصفوف الطبقات العليا.

-    توجيه الأساتذة وتثقيفهم حيال مشكلة الحقيبة المدرسية.

-    إحصاء أطباء اختصاصيين في الفحص الطبي المدرسي للكشف باكراً على العمود الفقري عند التلاميذ.

-    تفادي وضع الصفوف الابتدائية والصف السادس في الطبقات العليا لأنّ تلاميذ هذه الصفوف هم الأكثر تعرضاً لهذه المشكلة.

نصائح للتلميذ:

تحاشَ وضع ثياب الرياضة ومطرة الماء في الحقيبة.

تخطَ خوف نسيان الكتب واحمل الضروري منها فحسب أي الكتب وفقاً للجدول الدراسي.

تجنّب حمل الحقيبة في حال الانتظار لأكثر من خمس دقائق.

back to top