نصيحة رئيس موتورولا لسمو الرئيس

كل شيء في الدنيا تطور إلا الحكومة ظلت على طريقتها (القرقيعانية) في تشكيلها والقائمة على أسلوب «القص واللزق» حتى يظل قرار الحكومة بيد وزراء من أبناء الأسرة الحاكمة، ولذلك كنا ومازلنا نرى كثيراً من الوزراء قد يكون بعضهم أكفاء في تخصصاتهم، لكن ينقصهم الانسجام المطلوب لحل المشاكل التي تواجهنا، بل إن بعضهم لا يملك رأياً سياسياً على الإطلاق مما تسبب بعقم الحكومات المتعاقبة، وحتى تمثيل بعض التيارات السياسية في الحكومة بوزير واحد أثبت من خلال التجارب فشله في تأمين غطاء لها، لأن هذه التيارات قد لا ترضى بتوجهات أو تجاوزات وزراء آخرين مستقلين، لذلك أصبح معظم الوزراء صيداً سهلاً للكتل والتيارات بحيث تنشغل الحكومة مع كل استجواب بمحاولة النجاة والحفاظ على تماسكها.إذن فالحل هو تغيير قاعدة تشكيل الحكومات، بحيث تمثل التكتلات النيابية أغلب مقاعد مجلس الوزراء، وتتفق هذه الكتل على برنامج عمل واضح وأولويات محددة قابلة للتطبيق(وليس 165 أولوية!)، وبهذه الطريقة تستطيع الحكومة أن تؤمن لها غطاء حقيقيا في مجلس الأمة وتنجز برنامجها بانسيابية أفضل من الآن ومن دون أن تغرق «في شبر ماء» مع أي استجواب، ما دام لديها من يساندها في المجلس.يقول رئيس شركة موتورولا- عندما سئل عن الوقت المناسب للتغيير- «عندما تشعر بأن الأمور تسير بأحسن أحسن ما يمكن... ذلك هو الوقت المناسب للتغيير!»، ومع أني لا أعتقد أن هذا الكلام قرآن منزل، لكني أؤمن بأن رجلاً بهذا المستوى يعرف جيداً ماذا يقول، فإذا كان التغيير مطلوباً في ظل أوضاع ممتازة فإنه يعد واجبا في ظل جمود طال عقودا من الزمن، فالتغيير الجذري في تشكيل الحكومة الآن أفضل من تضييع مزيد من الوقت مع هذه الحكومة العرجاء التي ستنتهي صلاحيتها عاجلا أم آجلا.