The Invasion فوضى لا ترضي التوقعات
من الصّعب تكهن الخانة التي يندرج فيها فيلم The Invasion. هل هو فيلم حركة أو فيلم رعب أو ربما قصّة خياليّة أو حتى قصّة امرأة وابنها؟. بعد مرور مشهدين جيّدين يفقد الفيلم ترابطه وتتباطأ أحداثه حتّى يصل إلى مشهد العنف الذي يؤدّي إلى نهاية مفاجئة وغير مرضية.
إنّه الفيلم الرابع في سلسلة The Body Snatcher لجاك فيني. بدا النصّ ضعيفا لدرجة أنّ المخرج أوليفر هيرشيبيغيل اضطرّ إلى قطع المشهد الأخير! ما أدى إلى استدعاء الأخوين واشوسكي والمخرج جايمس ماك لإعادة تصوير المشاهد بغية جعل الفيلم أقل «فنيّة» وأكثر تشويقا. النتيجة سيّئة، خاصة أنّ عمليّة توليف المشاهد نفذت بطريقة متلاصقة فلا يمكنك ملاحظة الانتقال من مشهد إلى آخر أحيانًا. يبدو هيرشيبيغيل مزاجيًّا في إخراجه مثيراً للازعاج، أمّا ماك تيغ فتجده هزلياً تافهًا. كارول بينيل (نيكول كيدمان) معالجة نفسيّة مطلّقة سئمت من وجودها مع ابنها أوليفر (جاكسون بوند). إنتابها شعور بالقلق لدى ذهاب إبنها لقضاء الوقت مع والده تاكر كوفمان (جيريمي نورثام)، حاول صديقها بين (دانيال كريغ) أن يطمئنها إلا أنه لم يفلح. يبدو أنّ تاكر كان يتحدّر من جنس فضائي وكان هدفه الأوّل أن يجعل الجميع مثله. من السّهل أن يتمّ تحويل البشر، كلّ ما يتطلّبه ذلك هو أن يعطس أو أن يبصق عليك أحد المصابين فتغطّ بعدها في نوم عميق. أما الاشخاص الذين يملكون المعرفة مثل كارول فيدركون فإنّ السبيل الوحيد لتفادي هذه العدوى هو البقاء مستيقظين. يعطي هذا الوباء مفعوله خلال فترة حركات العين السريعة أثناء النوم ولن يكون الذين استسلموا له هم أنفسهم عندما يستيقظون. تدور معظم أحداث هذا الفيلم حول بحث كارول عن ابنها وحمايته من قبضة المخلوقات الفضائية بعد العثور عليه. يظهر ذلك من خلال المطاردات التي بلغت ذروتها في المطاردة ونقلت خلالها سيّارة كارول المشتعلة إلى مكانها بواسطة طائرة مروحيّة. كان من الممكن أن نجد هذا المشهد في فيلم Die Hard لكن من الخطأ وجوده في فيلم The Invasion إذ أنّ هذا المشهد وحده كفيل بفشل الربع الأخير من الفيلم. كذلك في الفيلم أخطاء أخرى لا سيما بعد حذف بعض اللحظات المهمّة والمشاهد الانتقالية وهذا واضح للمشاهد العادي. The Invasion سيخيّب أمل المعجبين بتمثيل نيكول كيدمان. إنها جميلة في أغلب الأحيان في دور الشابة التي تواجه المِحَن كما في دور الأم الشجاعة لكنّ دورها في هذا الفيلم عادي وخالٍ من التحديات، لو أُعطِي دانيال كريغ هذا الدور بعد تمثيله دور 007 جايمس بوند لما كان وافق عليه. حاول الفيلم أن يبقى وفيًّا للأفلام السابقة في السلسلة فأعطى دورًا صغيرًا لفيرونيكا كارترايت (إحدى الشخصيات الأساسية في فيلم Invasion of the Body Snatcher في العام 1978). نلمس في The Invasion محاولة لربطه بأحداث الحياة الواقعية: الشكّ بالحكومة، الوضع في العراق، التخوّف من وباء ليس له أي دواء عالمي. تمّت محاولة الربط هذه بطريقة سيّئة وبالصّدفة. في النهاية تحوّلت الطموحات الرمزيّة إلى صورة خلفيّة للفيلم وذلك لإضافة بعض الحركة عليه. كذلك تضع المؤثّرات حدًّا للإثارة والتشويق اللذين يظهران في محاربة كارول النوم لحماية ابنها لكنّ الرغبة في «إبهار» المشاهدين أدّت إلى القضاء على هذين العنصرين.يتضمن فيلم The Invasion الكثير من الفوضى إلى حدّ أنّه لا يرضي توقّعات محبّي أي نوع من الأفلام. إنّ أحداث الفيلم متسارعة ممّا يبعد احتمال الملل لكنّ النهاية ضعيفة جدًّا بحيث تترك العديد من المشاهدين يتساءلون عن سبب بدء المغامرة أصلاً.