جنبلاط يشن هجوماً عنيفاً على الأسد ولحود... ويتوقع مزيداً من الاغتيالات صفير: الدولة تتخبط في ما يواجهها من استحقاقات لا تقوى على مواجهتها
قفز ملف الانتخابات الرئاسية في لبنان، ملفاً أولا في أولويات الفرقاء السياسيين في بيروت. ففي وقت تقتصر المساعي العربية والدولية لحلحلة الوضع المأزوم لبنانياً على تلك التي يقودها السفير السعودي في لبنان بين رئيس الحكومة فؤاد السنيورة ورئيس البرلمان نبيه بري، يستعد الأخير على ما تشير مصادر مقربة منه إلى إطلاق مبادرة باتجاه القيادات اللبنانية في الأيام القليلة المقبلة، تمهد الأجواء لانتخاب رئيس جديد للجمهورية يتوافق عليه جميع الفرقاء.
في ظل مراوحة المشهد السياسي في لبنان حالا من الجمود والشلل، بانتظار أن تتكشف عن تطورات الأيام القليلة المقبلة ما ستؤول إليه مروحة الاتصالات التي ينوي الرئيس بري القيام بها تحضيرا للانتخابات الرئاسية، شنّ رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي النائب وليد جنبلاط هجوما عنيفا على الرئيس السوري بشار الأسد ونظيره اللبناني إميل لحود، فوصف الأول بـ«المجرم والأهبل الكبير» والثاني بـ«الأهبل الصغير». ولم يوفر جنبلاط حزب الله فرأى أن «السلاح الذي يحمي أنظمة الحقد والاستبداد الذي يتواصل من بيروت إلى طهران عبر نظام دمشق ليس بمقدس، ولن يكون بمقدس أياً كانت مآثره في مواجهة العدوان الاسرائيلي». واعتبر جنبلاط في حفل عشاء أقامته منظمة الشباب التقدمي أنه «كم من بهلونيات ديموقراطية في العالم العربي لا علاقة لها بالحرية، ومادامت الطغمة الحاكمة في دمشق باقية، ومادام الأحرار في سورية في السجون، ومادامت قنابل التكفيريين تتجول في لبنان، ومادامت الحدود اللبنانية السورية مفتوحة لعملاء التخريب والعبث، فعلينا أن نتوقع مزيداً من الاغتيالات والتفجيرات، فضلا عن شلال الدم والتضحيات لجيش لبنان البطولية في النهر الدامي في نهر البارد».أضاف «ثقافة الموت تجاورنا تدمر اقتصادنا تهجر شبابنا وتهدد مستقبلنا عبر رسائلهم الملغومة في الجنوب وعبر المجرمين والتكفيريين الذين يعبرون الحدود اللبنانية السورية، وعبر ترسانتهم الخارجة عن الشرعية واعتصامهم العبثي، لكن لحظة الشماتة آتية لا محالة، وقد تطول ربما لكنها آتية».وحذر جنبلاط من اي جهة كانت محلية أو أجنبية فرداً أو دولة، من محاولة مقايضة المحكمة على حساب العدالة والسيادة والحرية، مؤكداً انه «لن نسمح لهم أياً كانوا للدخول في هذه اللعبة القذرة، لكن هذا يتطلب منا ومنكم أيها الرفاق مزيداً من الصمود من التضحية من الوعي والعناد».وأكد أن قوى 14 آذار صمدت ولاتزال، وأن «نتيجة صمودها تحول الرأي العام وما انتخابات المتن الأخيرة إلا خير دليل على ذلك»، وقال «خائن في صفوفنا الذي يفكر على طريقته من قريب أو من بعيد من فريق 14 آذار الذي يفكر في المساومة أو التسوية، اصلاً سيحكم بالإعدام المعنوي والسياسي».صفير...من جهته اعتبر البطريرك الماروني نصرالله بطرس صفير أن «البلبلة التي نشهدها اليوم في لبنان مردها إلى الإبهام في الكلام والمواقف، وانتفاء الصراحة التي هي أكثر ما يحتاج إليه الوطن».ورأى في عظة الأحد في الديمان (مقره الصيفي) «أن أهل السياسة في لبنان يتزاحمون على المناصب، بينما الجيش وقوى الأمن يبذلان ما بوسعهما للقيام بواجبهما، مؤكدا أن المطلوب هو انقاذ الوطن مما يتخبط فيه من مشاكل»، مشيرا إلى أنها «السنة الثانية التي يبور فيها موسم الاصطياف، والناس حيارى في كيف يؤمنون عيشهم وعيش عيالهم اليومي، والجميع يطالبون الدولة بأن تدفع لهم ما لهم من حقوق، والدولة تتخبط في ما يواجهها من استحقاقات لا تقوى على مواجهتها». وقال «ليتنا نعي ما نحن فيه ونقلع عن المهاترات، ونتكاتف لإنقاذ بلدنا الذي لن ينقذه سوانا». الجميل... بدوره اكد الرئيس الاعلى لحزب الكتائب اللبنانية أمين الجميل ان التيار الوطني الحر (برئاسة النائب ميشال عون) وحلفائه «خاضوا بوجهنا معركة شرسة ليمنعونا من تحقيق انجازات انتفاضة الاستقلال (التي انطلقت عقب اغتيال رئيس وزراء لبنان السابق رفيق الحريري)»، مشيراً الى ان «زمن مصادرة القرار المسيحي انتهى الى الى غير رجعة».وقال الجميل في «اليوم المتني وفاء للشهيد بيار الجميل» الذي أقامه حزب الكتائب في بكفيا امس «جاهزون لمواجهة كل الاستحقاقات وفي مقدمها انتخابات رئيس الجمهورية»، مضيفا «جعلنا الرئاسة أيام تولينا منصبها (1983-1988) التزاما للقضية الوطنية وسوانا جعل منها مغانم ومصالح ذاتية»، ومؤكدا «اصرار 14 آذار على الانتخابات الرئاسية بموعدها الدستوري واستعداده لأي دعوة تنطلق من ثوابت بكركي (مقر البطريرك صفير)». ورأى ان المتن قال في الانتخابات الاخيرة «نعم للسيادة والحرية ولا لأحلاف ترهن البلد لمصالح خارجية»، وذلك في إشارة الى تحالف عون مع حزب الله المدعوم بدوره من طهران ودمشق. التيار... وعون من جهته استغرب «التيار الوطني الحر» «الحالة الفريدة التي ارساها مهرجان الكتائب المتني اليوم (أمس)»، معتبراً ان الكتائب «عابوا علينا الاحتفال في حال الانتصار، وذلك لأن المقعد كان لشهيد وهم اليوم يحتفلون وبدلا من الاحتفال بالانتصار يحتفلون بالهزيمة وهذا يعتبر سابقة في تاريخ الاحداث السياسية».وكان عون اطلق مساء أمس الاول سلسلة مواقف في حديث الى قناة «الجزيرة» الفضائية، فأعلن انه يشتمّ رائحة مؤامرات في «نهر البارد»، معتبراً ان هناك سياسيين داخل لبنان متورطون بسياسات إقليمية وهناك عملية سطو على حقوق المسيحيين والشيعة. وأكد عون «ان الحل للبنان العماد ميشال عون في قلب الرئاسة، أمّا اذا أرادوا الفوضى في لبنان فالعماد عون أبعد الناس عنها». أما رئيس الهيئة التنفيذية في القوات اللبنانية سمير جعجع فاعتبر أنه من غير المقبول تعطيل الانتخابات الرئاسية، مؤكداً ان اي فريق يحاول ان يفعل ذلك عمليا هو يعطل رئاسة الجمهورية، وتاليا الجمهورية. وقال في عشاء للقوات في زحلة (البقاع) «نحن ذاهبون بكل ذهن مفتوح الى هذه الانتخابات بغض النظر عن حسابات الربح والخسارة، ذاهبون بكل روح ديموقراطية مثلما ذهبنا الى انتخابات المتن، علينا ان نقبل بالنتائج مهما كانت». وأضاف «في جميع الاحوال، لا يفكرن احد اننا سنقبل بأي شكل من الاشكال ان يأخذ امورا معينة بالقوة، او ان يقوم بانقلاب تحت اي حجة من الحجج. لا يحق لرئيس الجمهورية الحالي ان يسلم احدا أو لا يسلم احدا. المجلس النيابي هو المولج بانتخاب رئيس الجمهورية المقبل، ومن هذا المنطلق علينا ان نتقيد بالدستور والقوانين، وهذه تكون الطريقة الفضلى لنخلص بلدنا».