نافذة: توثيقاً للتاريخ

نشر في 28-03-2008
آخر تحديث 28-03-2008 | 00:00
 أحمد سعود المطرود

حل مجلس الأمة جعل بعضاً من النواب السابقين يعيد حساباته مع الناخبين، ولكي يحسّن صورته ويكشف عنه القناع الذي لبسه أثناء عضويته بالأعذار الرنانة والأكذوبة الساطعة في الأفق كقوله «والله أني مقصر في حقك» ونسي هذا النائب أن الناخبين أصبحوا أكثر وعياً وأكثر مراقبة لما يدور في الساحة السياسية.

لأول مرة في تاريخ السياسة المحلية يقدّم الوزراء استقالاتهم باستثناء رئيس مجلس الوزراء، ولأول مرة يُحلُّ مجلس الأمة مرتين على التوالي وفي أقل من عامين، ولأول مرة كذلك يكون التصعيد السياسي من قبل الحكومة وليس من نواب مجلس الأمة. أحداثٌ تسجل في المعاجم لكي تصبح من التاريخ الموثق في دولة الكويت المعاصرة، سلسلة أحداث متتالية تطرأ على الحياة السياسية في الكويت، فقد فرح ورحّب الكثير من النواب بتقديم الوزراء هذه الاستقالات، ولكن «يا فرحة ما تمت» خصوصا لنواب الخدمات ونواب «فداوية» هذا الزمان، فكانت الصاعقة و«القشة التي قصمت ظهر البعير» لكثير من النواب، فعندما تفضل صاحب السمو الأمير الشيخ صباح الأحمد الصباح -حفظه الله- في يوم الأربعاء الموافق 19/3/2008 بإعلان حل مجلس الأمة حلاً دستورياً أخرس ألسن الكثير ممن هم خلف الكواليس، وممن يسعى إلى تعليق الدستور ولمآربهم الخاصة، فخيراً فعلت يا صاحب السمو بهذا القرار الحكيم، وبهذا «الحل» المفاجئ والضار لبعضهم كما يتضح من بعض الوجوه، ممن هم الآن يعضون أصابع الندم.

إن ممارسة الرياضة البرلمانية بالنسبة لهم دائما تكون شاقة في بداياتها، ولكن عندما تستمر في ممارستها بشكل منتظم يصبح لديك عضلات متناسقة وطاقة نشيطة تستطيع من خلالها أن تتغلب على خصمك، وتتحسب للمفاجآت لكي لا تعود إلى التعب وعدم اللياقة، وحتى تمارسها مرة أخرى قبل أن يسبقك خصمك، ولكن ما إن تنتهي من الاستمرار في الممارسة حتى تعود إلى الرخاء ونسيان كل ما فات من وعودك للناخبين، فتنتفخ البطون وتتورد الخدود.

هذا الحل جعل بعضاً من النواب السابقين يعيد حساباته مع الناخبين، ولكي يحسّن صورته ويكشف عنه القناع الذي لبسه أثناء عضويته بالأعذار الرنانة والأكذوبة الساطعة في الأفق كقوله «والله أني مقصر في حقك» وحب «الخشوم» والكلمات الجميلة، وكذلك «والله إنك من،،، الخاصين والغالين، والله سوف أقوم في خدمتك... إلخ»، ونسي هذا النائب أن الناخبين ليسوا كالسابقين، فقد أصبحوا أكثر وعياً وأكثر مراقبة لما يدور في الساحة السياسية، وما تمر به البلاد من مواقف إما خدمة للوطن وإما للشعب، فنرى مثل هؤلاء النواب الآن يتزاحمون على الدواوين من أجل تحسين الصورة وجمع أكثر رقم ليحظوا بالعودة إلى قاعة عبدالله السالم، فالهدف أصبح الآن مضاعفاً والمناطق زادت والوقت ضيق، فهل يصلح الاعتذار ما أفسده الدهر؟ هذا ما سنراه في قادم الأيام، وهل سنرى «فداوية» جدداً وطلاب المال السياسي؟

back to top