توم كروز لـ الجريدة:ما زلت في لحظات انبهاري الأولى بالسينما

نشر في 07-01-2008 | 00:01
آخر تحديث 07-01-2008 | 00:01

Valkyrie كلمة إسكندنافية قديمة تعني إمرأة بالغة الجمال لديها قدرات غير عادية، من بينها حمل الأبطال الذين يسقطون في المعارك إلى العالم الأبدي البعيد. الكلمة ذاتها مؤلفة من كلمتين الأولى تعني اختيار القتلى والثانية المذبوحين في أرض المعارك.

الكلمة ذاتها ستطلق على العملية المعقّدة التي عرفت بعملية العشرين من يوليو والتي قادها الضابط الألماني كلاوز فون شتوفنبيرغ، للتخلص من هتلر في فيلم سيحمل عنواناً بالكلمة نفسها يعرض في الثامن والعشرين من شهر يونيو من العام الجاري.

فضلاً عن كونه فيلماً يدور في رحى الحرب العالمية الثانية ويتناول إحدى المحاولات القليلة لاغتيال الزعيم النازي هتلر، فإنّ Valkyrie عملٌ يضمّ طاقماً من الممثلين المعروفين يتقدّمهم توم كروز في دور الضابط شتوفنبيرغ من بريطانيا كنيث براناه وتوم ولكنسون وإيدي إيزارد. أمّا الإخراج فلبرايان سنجر علماً أنّ «سوبرمان يعود» هو آخر ما شاهدنا من اعماله.

ورغم أنّ الفيلم لن يعجب هواة الشخصية الكوميدية كثيراً، إلاّ أن توم كروز يريدنا، وقد ألتقيناه خلال التصوير، أن نعلم أنّ برايان سنجر في هذا الفيلم ليس هو نفسه الذي عرفناه في أيّ عمل آخر له.

قصة مثيرة

توم كروز متحمّس بلا ريب، ما أن نجلس حتى ينطلق في الحديث معرّفاً بالشخصية التي يؤدّيها ويقول: «قرأت في بعض الصحف أن شتوفنبيرغ ضابط نازي. والحقيقة أنه ليس نازيًا. لم يكن يوماً جزءاً من الحركة الوطنية الإشتراكية بل عاداها منذ البداية. كان من المعارضين لهتلر ورغب فعلاً بالإطاحة به عن طريق إغتياله».

وفي السياق نفسه يؤكد كروز انّ مراجع الفيلم كثيرة، وهي في كل مكان، ويشير الى البيت الذي يصوّر فيه الفيلم قائلاً: «هذا البيت على سبيل المثال اختاره شتوفنبيرغ بالفعل مقرّاً له خلال وضعه الخطّة التي كادت تنهي الحرب العالمية قبل أشهر عدّة من نهايتها. حين زرنا البيت وجدنا فيه سيّدةً كانت في الثامنة عشرة من عمرها حين التقت بالضابط وهي ما زالت تحتفظ بصور فوتوغرافية كثيرة لهذه الوقائع. كذلك توفرت لنا مراجع نُشِر بعضها في كتب فيما حُفِظ بعضها الآخر في سجلاّت وكثير منها متداول».

أما عن السبب الذي جذبه الى هذه الشخصية فيجيب محدقاً كما لو أنّه يقرأ طالعاً: «لأن القصّة مثيرة وملزمة من زاوية سينمائية بحتة. السيناريو الذي كتبه كريس ماغواير خارج عن المألوف. أما المخرج برايان سنجر فكنت أتمنّى العمل معه منذ شاهدت فيلمه الأول «المشتبه بهم المعتادون». أعتقد انه مخرج بالغ الذكاء».

معركة كسر عظم

في خريف عام 2006 شهدت هوليوود إعلانين مثيرين متتالييْن. في شهر أكتوبر قرّرت شركة باراماونت بيكتشرز إنهاء عقدها مع الممثل توم كروز وشركته بعدما تبيّن لرئيسها رد سَمَر أن حصاد الممثل من عائدات فيلمه الأخير حينها «المهمّة مستحيلة 3» يتجاوز حصيلة ما حققته الشركة المموّلة، أي باراماونت ذاتها.

وكانت هيمنة كروز آنذاك على استوديو باراماونت من القوّة لدرجة أنّه لم يكن يتقاضى خمسة وعشرين مليون دولار عن دوره فحسب، بل نحو 10 بالمئة من الإيرادات حتى قبل أن تبدأ الشركة المموّلة احتساب عائداتها.

لم يعجب الأمر الرئيس فأمر بإيقاف التعامل مع النجم الأول في معركةٍ فسّرتها هوليوود برغبة سمَر في التأكيد على أن الشركة أكبر من النجم ومصلحتها تحتلّ الأولوية. إلاّ أن كروز ردّ، هو وشريكته باولا واغنر، في الشهر التالي مشترياً الشركة المتهاوية United Artists (تديرها مترو غولدوين ماير) في لعبةٍ مناوئة ومفاجئة للتأكيد على أن هوليوود لا تستطيع محاربة نجومها متى شاءت. وأول ما فعله توم هو تخصيص مبلغ 20 مليون دولار لتعزيز موقع الشركة وتسويقها إعلامياً.

عن الاستراتيجية الجديدة لشركة United Artists يقول كروز إن هدفها تحقيق الأفضل.

نسأله: هل يعني ذلك الأكثر ربحاً؟ فيجيب: «على العكس، يعني الأكثر جودة. ففلسفتي بسيطة. أحب أن أرى هذه الشركة تنتج الأفلام التي لا يتردد أحد في إعتبارها أفضل ما يمكن إنتاجه على نحو سينمائي مثير وحقيقي. والميزانية ليست الشأن الأكبر هنا. قد يكلّف الفيلم الجيد عشرين مليوناً أو مئة وعشرين مليوناً. ليس هذا المعيار الذي أحكم به على إنتاجات الشركة».

يتوقّف برهة ليسألني إذا ما شاهدت فيلم Lions For Lambs، فأهز رأسي بالإيجاب. ويكمل: «هذا الفيلم هو نموذج لما أريد إنتاجه والفيلم Valkyrie هو نموذج ثان. وهذان الفيلمان يشكلان نوعين من الأفلام الجامع بينهما أن كل منهما جيّد في مضماره، لكنهما مختلفان في تكوينهما وأسلوبهما».

ويعترف كروز سريعاً: «أحب الأفلام الكبيرة. أحبّ العمل على مساحات وإنتاجات كبيرة وشخوص بطولية. ومن شاهد أفلامي السابقة مثل «تقرير الأقلية» أو «حرب العالمَين» وثلاثية «مهمة: مستحيلة» يعرف أنني أحبّ تمثيل مثل هذه الأفلام لأنها تحتوي على كثير من الحماسة والإثارة».

إلى حد كبير يبدو توم كروز كولد صغير ما زال في حالة ذهول من النجاح الذي حققه وهو يوافق على هذا الكلام مؤكداً: «تستطيع أن تقول ذلك. تستطيع أن تقول انني ما زلت في اللحظة الأولى من انبهاري بالسينما وبالعالم الذي وجدت نفسي فيه. رغبتي في العمل في السينما لم تفتر بعد كل هذه الأعوام بل لا تزال في أوجّها. هذه هي الحقيقة».

لم يتجاوب كروز مع رغبة الحديث عن ردّة الفعل الأولى للجهات الألمانية الرسمية حين طلبت شركته رخص تصوير في بعض المواقع الحكومية. ينظر بعيداً ثم يهز رأسه رفضاً موضحاً أنه يفضّل التركيز على الجوانب الحاضرة من العمل. لقد ذلّل كل العقبات والماضي لا يهمّه بحسب قوله.

وعن موقف بعض السلطات التي قررت أنها لن تتجاوب مع رغبات الجهة المنتجة. يقول كروز: «لم يشكّل هذا الموقف خطراً على الفيلم. كانت تلك مجرّد ردّة فعل أولى وكما قلت المهم هو كيف سنقدّم هذه القصّة للمشاهدين».

back to top