نخلة تبكي على الأحباب

نشر في 07-03-2008 | 00:00
آخر تحديث 07-03-2008 | 00:00
No Image Caption

حرص الفقيد الربعي على جمع أصدقائه ومحبيه المقربين في 21 مايو 2007 في لقاء برابطة الأدباء، ألقى خلاله عدداً من القصائد وهو من عرف عنه شغفه بالشعر وأسلوبه الشاعري كتابة وإلقاءً. ومن القصائد التي ألقاها أبو قتيبة في اللقاء قصيدة بعنوان «بياض» للشاعر المصري الراحل أمل دنقل، التي كان دنقل يصف فيها أيامه الأخيرة في المستشفى أثناء مرضه. وبين إبداع دنقل والربعي توحّد الألم والمرض لتكون هذه القصيدة التي كتبها دنقل وألقاها الربعي، وهو الذي كان عائداً من علاجه في الولايات المتحدة حينئذ:

بياض

في غُرف العمليات

كان نقاب الأطباء أبيض

لون المعاطف أبيض

تاج الحكيمات أبيض

أردية الراهبات

الملاءات

لون الأسرّة، أربطة الشاش والقطن

قرص المنوّم، أنبوبة المصل

كوب اللبن.

كل هذا يشيع بقلبي الوهن

كل هذا البياض يذكرني بالكفن.

فلماذا إذا مت

يأتي المعزّون متشحين بشارات لوْن الحداد؟

هل لأن السواد

هو لون النجاة من الموت؟

لون التميمة ضد الزمن

ضد من؟

ومتى القلب- في الخفقان- اطمأن؟!

بين لونين أستقبل الأصدقاء...

الذين يرون سريري قبراً

يرون حياتي دهراً

وأرى في العيون العميقة

لون الحقيقة

لون تراب الوطن...

ثم ألقى الربعي مقطعاً من قصيدة للشاعر العراقي مظفر النواب:

المساورة أمام الباب الثاني

في طريق الليل

ضاع الحادث الثاني وضاعت زهرة الصبار

لا تسل عني لماذا جنتي في النار

جنتي في النار

فالهوى أسرار

والذي بغضي على جمر الغضا أسرار

يا الذي تطفي الهوى بالصبر لا بالله

كيف النار تطفي النار؟

يا غريب الدار

إنها أقدار

كل ما في الكون مقدار وأيام له

إلا الهوى

ما يومه يوم... ولا مقداره مقدار

لم نجد فيما قطار العمر

يدنو من بقايا الدرب من ضوء على شيء

وقد ضج الأسى أسراب

والهوى أسراب

كنت تدعونا وأسرعنا

وجدنا هذه الدنيا محطات بلا ركاب

ثم سافرنا على أيامنا أغراب

لم يودعنا بهذا إلا الصدى

أو نخلة تبكي على الأحباب

back to top