Atonement رومانسية متشائمة

نشر في 18-11-2007 | 00:00
آخر تحديث 18-11-2007 | 00:00

يبدو أنّ Atonement سيترشح إلى جوائز الأوسكار لسببين: الأول أنه مقتبس عن كتاب إيان ماك إيوان الشهير والثاني لأن كيرا نايتلي تقوم بدور سيسيليا وجايمس ماك أفوي بدور روبي وقد برعا في تأدية دورهما.

تدور أحداث الفيلم قبل الحرب العالمية الثانية. برايوني تاليس فتاة تبلغ الثالثة عشرة من العمر، تنتمي إلى عائلة غنية وتتمتع بمخيّلة واسعة تفجرها من خلال كتابة مسرحيات وكانت تتمنى أن يشاركها أقرباؤها فيها بدل الذهاب إلى السباحة في البحيرة. لكن عندما تشاهد بالصدفة في نهار صيفيّ أختها سيسيليا (نايتلي) بين أحضان روبي (ماك أفوي) ابن الخادم تنقلها مخيّلتها إلى مشهد آخر فتتصوّر أحداثًا في ذلك النهار عواقبها وخيمة.

ثمة تشابه واضح بين فيلمي Atonement وThe English Patient فكلاهما رومنسيان وبطيئان بشكل متعمّد. علماً أن الفيلم الجديد هو أحد الأفلام المؤثّرة ذات الميزانيّة العالية وهو الثاني للمخرج البريطاني جو رايت البالغ من العمر 35 عامًا.

ورغم أن رايت مخرج شاب فهو بالنضج وكأنه تخرّج من مدرسة قديمة أكثر من كونه مخرجاً هوليوودياً، فيقدّم القصّة من خلال مشاهد بصرية وروائيّة تمامًا مثل المخرج البريطاني ريدلي سكوت ، ناجحاً في التوفيق بين الأسلوبين.

يحمل الفيلم طابع التشاؤم وقد تعامل معه رايت على هذا الأساس، فكان مجرى الأحداث بطيئًا ولم يحاول سردها بسرعة، بل جعل المشاهد مهتمّاً بالشخصيات الرئيسة ومتفهماً أوضاعها، لأنها ليست آلات ولا رسوماً كاريكاتوريّة بل أناس أحياء وهذا ما يجعل الأحداث أكثر واقعيّة وحياة.

Atonement هو أحد الأفلام المميّزة من ناحية التصوير إذ لم يستخدم رايت الكاميرا المتحرّكة مثل غيره من المخرجين الشباب بل اختار طريقة هادئة في الإخراج واستعان بمهاراته من أجل إيصال أفكاره. يتضمن الفيلم مشاهد لافتة من بينها مشهد راقص مدته خمس دقائق تميز بتصويره بالـ steadicam وبغرابته إذ يظهر بشكل مفصّل كيف تشعر الشخصيّة التي نشاهدها.

يركّز Atonement على التّفاصيل فنسمع أخف الأصوات والحركات: طيران ذبابة مثلاً أو صوت سيسيليا وهي تدخّن سيجارتها... ويعود الفضل في ذلك إلى احتراف المؤلّف الموسيقي داريو ماريانيلي. كلّ هذه الأمور ساعدت على جعل Atonement أشبه بالحلم من ناحية إيقاع الفيلم وموضوعه.

في الواقع أجاد الممثلون في تأدية أدوارهم. فماك أفوي رائع بدور ابن الخادم الوضيع والطموح المشتاق إلى حبّه الضائع سيسيليا. من خلال تأدية أدوار شبيهة بدوره في فيلم The Last King of Scotland٬ يبني أفوي سيرة ذاتية مليئة بأدوار رائعة ما يجعله موهبةً تستحقّ المتابعة في السنوات المقبلة. كذلك أثبتت كيرا نايتلي قدرتها على أداء لافت بإدارة مخرج مهتمّ في إبراز الشخصيّة التي تؤديها بعيداً عن الاتكال على مؤثّرات خاصّة.

أمّا الطفلة ساويرز رونان فجسدت شخصيّة برايوني الصغيرة الموهوبة للكتابة بطريقة مميزة، إلاّ أنها لم تتخطّ كونها فتاة صغيرة بسيطة. من ناحيتها كان أداء رونان الرائع السبب الذي دفع بيتر جاكسون إلى الاستعانة بها في دور رئيسي في فيلم The Lovely Bones. اللافت أيضاً في الفيلم مساهمة الممثلين الثانويين المعروفين وغير المعروفين في دعم الشّخصيات الأساسية بشكل كبير.

من الممتع مشاهدة فيلم لا تتابعه رغماً عنك، فتعيش تجربة حبّ عكس التّيار، وتكتشف قوّة الكذب وخطورته.

back to top