وجهة نظر :محمد خان... جائزته وفيلمه وجيله!

نشر في 29-02-2008
آخر تحديث 29-02-2008 | 00:00
 محمد بدر الدين منح مهرجان «المركز الكاثوليكي المصري للسينما» جائزة «أحسن إخراج» للمخرج القدير محمد خان، عن فيلمه الأخير «في شقة مصر الجديدة» الذي حصل على جائزة «أحسن ممثلة» لغادة عادل أيضاً.

والحق أن أي فيلم جديد لمحمد خان هو حدث مفرح، تماماً مثلما هو الحال بالنسبة الى كل أعلام جيله من بينهم خيري بشارة، رأفت الميهي، داوود عبد السيد وغيرهم، هذا الجيل الذي أضاء سماء السينما المصرية والعربية بروائع حقيقية ستظل باقية ومتألقة.

من ينسى لمحمد خان: «موعد على العشاء»، «طائر على الطريق»، «الحريف»، «عودة مواطن»، «أحلام هند وكاميليا»، «سوبر ماركت» وغيرها.

توقف خان طويلاً عن إبداع فيلم جديد قسراً، لظروف الإنتاج والتوزيع التي مرت بها السينما المصرية، خصوصاً منذ أوائل التسعينات الماضية، ما اضطره إلى اخراج «أيام السادات» الذي كان مشروع أحمد زكي كما يشير خان نفسه في أكثر من مناسبة.

أخيراً تمكن من إنجاز فيلمين على التوالي «بنات وسط البلد» و«في شقة مصر الجديدة»، يعتبر هذا الأخير من طراز خاص يخاطب فيه صانعه القلب والروح والوجدان بامتياز، أنشودة صادقة تترنم بالحب الجميل وقيمته وأثره في الحياة.

هذا ما علمته مدرّسة الموسيقى «تهاني» لبطلتنا غادة عادل في صباها، هي وزميلاتها، وظلت ترفض الزواج على الرغم من ضغوط مستمرة يفرضها المجتمع والأهل لأنها لا تتصور الزواج والحياة من دون هذا الحب.

تتحين هذه الفتاة الرقيقة فرصة رحلة من بلدتها في صعيد مصر إلى القاهرة لترى مدرّستها القديمة التي غادرت البلدة رغما عنها على اثر حديثها مع تلميذاتها عن الحب وهو ما رأته إدارة المدرسة خطراً ومن «الممنوعات»، ما دفع الفتاة إلى أن تحل محلّ مدرِّستها في المدرسة نفسها، بل وتعلِّم تلميذاتها كذلك الموسيقى ومعنى الحب الحقيقي الذي لا تستقيم الحياة من دونه.

وحين تذهب الى شقة تهاني، في مصر الجديدة، تجد أنها غادرتها منذ مدة. هناك تلتقي الفتاة مستأجرها الجديد (خالد أبو النجا) وهو شخص عملي، لاهث الإيقاع، يعمل في البورصة ويعيش علاقة غرام مع امرأة من دون زواج بل لا يفكر في الزواج منها أبداً.

من هنا يجد في بطلتنا الصفات التي افتقدها عند النساء اللواتي عرفهن وتجد هي فيه أخيراً، الحب المأمول الذي انتظرته طويلاً.

بدت غادة عادل في هذا الفيلم كأنها لا تمثل، دخلت جوهر الشخصية واتحدت معها، لذا استحقت عن جدارة جائزة «أحسن ممثلة» خلال عام 2007، كذلك استحق محمد خان جائزة «أحسن إخراج».

نحن على أبواب مهرجاني «القومي للسينما المصرية» و«جمعية الفيلم» ومسابقة «جمعية نقاد السينما المصريين». نحسب أن الجوائز الأهم في هذه المهرجانات السينمائية لن تبتعد كثيراً عن هذا الفيلم ومخرجه.

back to top