ماذا تفعل حين تكتشف خداع صديقك؟

نشر في 11-12-2007 | 00:00
آخر تحديث 11-12-2007 | 00:00

يصدم الإنسان حين يكتشف زيف صديقه المقرب، فلا يصدق الأمر وينزعج من اكتشاف الوجه الآخر لما كان يسمّى صديقه، مع ذلك يفتقد الجرأة الكافية لإنهاء علاقة الصداقة تلك ويبحث عن مخرج من المأزق الذي وقع فيه، محاولاً إيجاد أسباب مقنعة ومنطقية يبرر فيها خطأ صديقه، لعل المياه تعود إلى مجاريها.

سلطت «الجريدة» الضوء على الموضوع وسألت رجالاً ونساء عن كيفية التصرف حين يكتشفون خداع الصديق وزيفه.

كثيرون يقطعون علاقتهم بمن خدعهم، لكن البعض الآخر يسامحون على أساس ان المسامحة علاج قد يمنع تكرار الخداع. في هذا المجال يؤكد أحمد الصالح أنه لا يجد حرجاً في إنهاء علاقته بصديقه إذا كان هذا الأخير يجلب له المتاعب، وينطلق من مقولة: «الصديق عند الضيق وليس العكس». قبل قرار الانفصال يحاول معرفة السبب الذي دفع صديقه إلى هذا السلوك و يقدّم من ثم النصح والارشاد إليه وفي حال عدم استجابته يضع حداً للعلاقة. يقول: «إذا كان السبب مقنعاً وله دوافع منطقية لن أتوانى عن مساعدته، أما إذا كان غير مقنع ولمجرد السرقة مثلاً أو إثارة المتاعب، فمن الأفضل أن أقطع علاقتي به نهائياً».

من ناحيته يقر فهد سالم بأنه لايستطيع التخلي عن صديق عمره بسهولة عند اكتشاف صفة غير محببة فيه، رافضاً مخاصمته، وباحثاً عن طريقة يسعى فيها الى اصلاح الخلل وايضاح مساوئ هذه التصرفات، مؤكداً أنه سيغفر لصديقه الأخطاء اذا اكتشف أنها غير مقصودة، لكن في حال اكتشافه أن صديقه ارتكب هذه التصرفات عن قصد، فإنه لن يتردد في إنهاء علاقته بهذا الشخص الذي ارتدى اكثر من وجه ونجح في خداع.

موعظة وارشاد

لا يدّخر أحمد الشخص وسيلة في تقديم النصح والارشاد لصديقه، آملاً أن ينجح في تخليصه من الصفات السيئة. يبدأ في الموعظة والارشاد ثم ينتقل إلى الحوار والمناقشة باحثاً عن الأسباب التي دفعته الى ذلك. قد يضطر الى استخدام أساليب يضغط بها على صديقه متعمداً إحراجه أمام الزملاء وكشف حقيقة أفعاله المشينة للملأ لئلا يكرر فعلته مرة أخرى .و يرى أن التدقيق في اختيار الصديق مهمة صعبة إذ ليس كل زميل في العمل أو على مقاعد الدراسة يمكن اعتباره صديقاً، موضحاً أن نجاح أية صداقة سليمة تفترض وجود توازن بين الصديقَين.

يشير سليمان القناعي إلى أنه يضع حدا لعلاقته بصديقه فور اكتشاف خداعه مفضلاً قطع صلته مع شخص لا يأبه بمشاعر الآخرين ولا يستجيب لكلامهم ولا يستمع إلى نصائح المقربين منه ومؤكداً أنه يشعر بالندم والحسرة على الأيام التي مضت من عمره مع شخص بهذا المستوى الأخلاقي.

الغدر والخيانة

لا يستطيع عبدالعزيز الفرس الاستمرار في علاقة صداقة مع شخص لا يعير توجيهاته أيّ اهتمام، مفضلاً قطع صلته بهذا الصديق مهما كان نوع العلاقة، مؤكداً أنه سيضطر الى إلغاء كل المشاريع التي كان ينوي تنفيذها بمشاركة صديقه لان من يسلك طريق الغدر والخيانة لايؤتمن جانبه ويصعب الوثوق به.

يخالف حمود الابراهيم رأي الآخرين، رافضاً التخلي عن صديقه تحت أيّ ظرف بل يسعى إلى الوقوف إلى جانبه لإخراجه من المأزق الذي وقع فيه محاولاً الاستمرار في صداقته ومعالجته من هذا الداء. ويرى أن من يتخلى عن صديقه بسهولة يرتكب حماقة أو ذنباً لا يغتفر معتبراً هذا التصرف بمثابة الخيانة والخروج على واجبات الصداقة وحقوقها.

في السياق نفسه، يؤكد عبدالرحمن الكندري أنه يقطع علاقته بالشخص «النصّاب».

محولاً إياه من مجموعة الأصدقاء الى صف الزملاء، فهو يحدد شكل علاقته وفق قناعته الشخصية من دون الاكتراث بآراء الآخرين.

من ناحيته، يغفر يوسف القضيبي خداع صديقه المقرب مبرراً عدم قدرة هذا الأخير على الكذب عليه، رافضاً التخلي عن صداقته تجنباً للمشاكل كما يفعل الآخرون مطبقين المثل «ابعد عن الشر وغني له».

بدورها تشير سارة حسين إلى أنها لن تغفر زلة صديقتها اذا أعادت الكرة مرة أخرى ولن تسامحها كما أنها ستفضح أمرها إن لزم الامر.

أمّا خلود أحمد فترفض الخيانة مهما كانت مبرراتها مفضلة عدم الاستمرار مع صديقة سددت لها طعنة في الظهر. تعتقد أن الضرر النفسي يختلف وقعه وفقاً لحجم الاساءة وإن كان الغدر أكثر ايلاماً من أية إساءة أخرى.

ويعمد سالم الرسام إلى إسداء النصيحة إلى صديقه المخادع، إن لم يتعظ يتخلى عن صداقته تجنباً لحدوث المشاكل كما أنه لا يغفر للطرف الآخر إساءته مهما كان شكل علاقته به .

يبقى ان لكل حالة أسبابها الخاصة وأن التصرف الحكيم ليس في مخاصمة من قام بفعل الخداع بل في تبيان الدافع الذي ربما يفضي الى حل أو علاج.  

back to top