تشريبيون بلا حدود

نشر في 11-10-2007
آخر تحديث 11-10-2007 | 00:00
 ضاري الجطيلي

هناك يهنئك صديقاك المسيحي واليهودي برمضانك وعيدك لطفاً وذوقاً... وهنا يهنئك عند مدخل منطقتك مشتري الأصوات والمتاجر بالدين وسفير طالبان ومورد الشنط النسائية.

غداً قد ينتهي أول رمضان أقضيه في الكويت بعد سبع سنوات قضيتها في أميركا، وأبرزت لي تلك التجربة مفارقات عدة جديرة بالتأمل.

هناك تتصل بالشباب لتسأل «أذّن والا لا؟» ... وهنا تترقب «جاهز إرمي»، ولا تعرف إن كان ذلك الصوت هو الأذان أم بطنك.

هناك تفطر على نصف بيتزا، وتخزن النصف الآخر للسحور... وهنا يحار أنفك في ما يشتمّه من روائح ونكهات ممتزجة.

هناك تفطر أثناء المحاضرة أو في المكتبة التي يمنع إدخال الأكل إليها... وهنا تجلس قبل الأذان بعشر دقائق، تتحرش بالشوربة وتغازل التشريبة وتبني جسور الود مع صدر الدجاجة.

هناك تذهب إلى محاضرة الساعة 8 صباحاً «غصباً عنك» ... وهنا تتخذ من مطالبات «عطلة العشر الأواخر» ذريعة للكسل.

هناك تمكث في الشقة أياماً دون أن يشعر أحد بك... وهنا تقضي ساعة يومياً تراضي من لم تحضر غبقته أمس.

هناك يهنئك صديقاك المسيحي واليهودي برمضانك وعيدك لطفاً وذوقاً... وهنا يهنئك عند مدخل منطقتك مشتري الأصوات والمتاجر بالدين وسفير «طالبان» ومورد الشنط النسائية.

هناك يقدرك مضيفك فيمتنع عن الأكل أمامك، وأحياناً يصوم معك فضولاً... وهنا يسجن المضيف ضيفه ويغرمه.

هناك توفر الجامعة غرفة لصلاتك تكرماً... وهنا الدين يسر فتستطيع أن توقف سيارتك على جانب الطريق معرضاً حياتك وحياة الناس للخطر، لأن صلاتك لا تستطيع الانتظار عشر دقائق حتى تصل إلى البيت.

هناك يسهل المشي إلى المسجد الواقع في وسط المدينة... وهنا يُرفـَض في «شهر الخير والتسامح» إقامة مسجد لطائفة مسلمة.

هناك يعطيك التلفزيون ما يحترم عقلك وذوقك... وهنا يعطيك «تفصخا وتعنفصا»، وناساً تقتل بعضها، ووجوها «تخرع» تجعل «شهر الخير» مناسبة حتى «تخرعك» من السحرة والمشعوذين وعذاب القبر.

هناك 1 شوال هو يوم السبت... وهنا 1 شوال هو أول أيام العيد.

هناك تجد إسلاماً ولا تجد مسلمين... وهنا الإسلام مجرد شعار انتخابي، أو «ستيكر» سيارة، أو تصنيف في شهادة الميلاد.

Dessert

المدون سلوقة بلوقة يقول:

سكبوا الأمراق على الرقاق

فهاج فمي وهم إلى العناق

تشريبة قد حوت في جوفها

بطاطاً وجزراً عجيب المذاق

وباميةً ولومياً وطماطاً

وصدر دجاجة يشع بإشراق

أو فخذ هرفي غض ما أجمله

يخر الدهن منه ذهبياً رقراق

يأكلها الرجل ويقول أويلاه

والضحكة تملأ وجنتيه والأشداق

ويقول التشريبة فن إن أعددتها

أعددت أكلاً لذيذاً طيب الأعراق

للانضمام إلى منظمة «تشريبيون بلا حدود»:

http://atawya.blogspot.com

back to top