تحالف دمشق - طهران في ميزان محادثات السلام مع تل أبيب
عبرت سورية عن استعدادها للمساعدة في كبح زعزعة الاستقرار بالشرق الأوسط في مقابل السلام مع إسرائيل غير أنها لن تتخلى بسهولة عن تحالفها مع إيران كما طالبت تل ابيب.ويقول محللون إن دمشق، التي ترغب في التوصل إلى اتفاق سلام مع إسرائيل، تستعيد بموجبه هضبة الجولان وتخفف عزلتها عن الغرب، تحجم عن التضحية بعلاقاتها القوية مع طهران حتى قبل الشروع بمحادثات السلام.
وقال محمد مصلح استاذ العلوم السياسية في جامعة لونج ايلاند في لندن «تريد سورية استئناف المحادثات من دون دفع الثمن الذي تطالب به إسرائيل. من المنظار السوري لماذا تكون العلاقات مع إيران ورقة تفاوض؟».وأضاف مصلح المقرب من الحكومة السورية «هل تطالب سورية إسرائيل بإعادة النظر في تحالفها مع الولايات المتحدة؟».وكان رئيس الوزراء الإسرائيلي إيهود أولمرت قال إن بلاده «مستعدة لاجراء محادثات سلام مع دمشق لكنها ترغب في أن تقطع سورية علاقاتها مع إيران وحزب الله وحركة المقاومة الإسلامية حماس».وأكد مصلح ان دمشق ستقاوم أي ضغوط لقطع تلك العلاقات كشرط مسبق للمحادثات، لكنه توقع أن تكون سورية «أكثر من مستعدة» لتغيير طبيعة علاقتها مع إيران إذا قدمت إسرائيل تنازلات في مفاوضات السلام.واضاف «بمجرد أن تكون هناك مفاوضات بين سورية وإسرائيل، ستكون سورية أكثر من مستعدة لعمل ترتيبات مع واشنطن بخصوص العراق، والشيء نفسه ينطبق على لبنان». الى ذلك تحاول سورية حاليا جذب استثمارات إيرانية. كما تنسق طهران ودمشق عن كثب دعم حزب الله وحماس، في سياسة تعتقد سورية أنها منحتها مكاسب استراتيجية.وقالت ريم علاف الخبيرة بمعهد شاتهام هاوس في لندن «لا أعتقد أن لدينا مبررا للاعتقاد بوجود أي شيء حتمي في الوقت الحالي من شأنه أن يفصم عرى الزواج بين إيران وسورية».ورغم ذلك يقول مسؤولون سوريون يطلبون عدم الكشف عن أسمائهم إن تحالف بلادهم مع إيران «تكتيكي» وقد انتقدوا الغزو الأميركي للعراق بوصفه خطأ استراتيجيا زاد النفوذ الإيراني في المنطقة.وكان فاروق الشرع نائب الرئيس السوري قال الأسبوع الفائت «لدينا علاقة قوية مع إيران ولكننا لا نتردد في أن نقول لها إنك على خطأ عندما تكون كذلك».بدوره قال الصحافي السوري ثابت سالم إن سورية ستتخلى بكل سرور عن تحالفها مع إيران إذا أيدت الولايات المتحدة محادثات سلام بين دمشق وتل ابيب.واضاف «ستحل سورية هذا التحالف الاستراتيجي المزعوم مع إيران إذا ازدهر اقتصادها، ورفعت العقوبات الأميركية عنها وعادت الجولان».غير أنه من غير المتوقع حدوث تغيير يذكر في طبيعة العلاقات بين دمشق وطهران في المدى القريب في ظل عدم إبداء الرئيس الأميركي جورج بوش حماسا بخصوص اتفاق سلام بين إسرائيل وسورية. (لندن - رويترز)