العراق: مئات القتلى والجرحى من الطائفة الأيزيدية في تفجيرات الموصل تنديد عربي ودولي بالعمل الإرهابي

نشر في 16-08-2007 | 00:10
آخر تحديث 16-08-2007 | 00:10
شنّ مهاجمون كانوا يقودون خمس شاحنات وقود مفخخة هجوما على بلدة سنجار التي تقطنها أغلبية من الطائفة الايزيدية غرب مدينة الموصل في وقت متأخر من ليلة الثلاثاء وسقط من جراء الهجوم مئات الأشخاص مابين قتيل وجريح.
قال الجيش الأميركي أمس إن تنظيم القاعدة هو «المشتبه فيه الرئيسي» في التفجيرات الانتحارية التي تعرضت لها الطائفة الايزيدية ليلة الثلاثاء والتي قال مسؤولون عراقيون إنها أسفرت عن سقوط المئات من القتلى والجرحى في شمال غرب العراق.

وفتش عمال الانقاذ بحثا عن جثث وسط أنقاض عشرات المباني التي دمرت في نحو خمس هجمات متزامنة بشاحنات ملغومة.

وكان مهاجمون يقودون خمس شاحنات وقود شنوا الهجمات في منطقة سنجار المكتظة بالسكان غربي مدينة الموصل التي يقطنها منتمون إلى الطائفة الايزيدية. وتعتبر جماعات المتشددين الإسلاميين السنة أتباع الطائفة الايزيدية كفارا. وقال الجيش الأميركي إن الوقت مازال مبكرا للغاية لمعرفة المسؤول عن الهجمات ولكن الحجم والطبيعة المتزامنة في ما يبدو للهجمات تعني أنها تحمل بصمات تنظيم القاعدة السني. وأدانت الولايات المتحدة الهجمات ووصفتها بأنها وحشية.

وقال المتحدث العسكري الأميركي اللفتنانت كولونيل كريستوفر جارفر «ننظر إلى تنظيم القاعدة على أنه المشتبه به الرئيسي».

وقال دخيل قاسم حسون رئيس بلدية سنجار إن عدد القتلى يتفاوت مابين 200 الى 500 سقطوا في التفجيرات.

وإذا تأكد العدد فسيكون أعلى معدل للقتلى منذ نوفمبر الماضي. ونقل عشرات الجرحى إلى مستشفى سنجار، حيث اكتظت بهم ممرات المستشفى فيما بدأت المروحيات الاميركية بنقل الجرحى والمصابين الى مستشفيات مدينة دهوك في اقليم كردستان العراق. ودعا مدير مستشفى سنجار المواطنين الى اغاثة جرحى التفجيرات ونقلهم الى المستشفيات لعدم وجود سيارات اسعاف كافية في المنطقة.

وقال الدكتور رعد عبد الكريم مسؤول اعلام صحة دهوك «تلقى مستشفى طوارئ دهوك اكثر من من ثمانين جريحا حالة اغلبهم مستقرة واكثرهم من الاطفال والنساء».

وقال السفير الأميركي لدى العراق رايان كروكر وقائد القوات الأميركية في العراق ديفيد بتريوس اللذان سيقدمان التقرير في سبتمبر في بيان مشترك «مثل هذا العنف عديم الرحمة يزيد تصميمنا على مواصلة مهمتنا ضد الإرهابيين الذين ابتلي بهم شعب العراق».

وفي أعقاب التفجيرات فرضت السلطات العراقية حظرا شاملا للتجول في منطقة سنجار القريبة من الحدود السورية.

وقال حسون إنه سيسمح فقط للناس والعربات المشاركة في جهود الانقاذ بالتحرك في المنطقة.

وأضاف أنه يستحيل تحديد العدد النهائي للقتلى في أي وقت قريب لأن العديد من الجثث مازالت مدفونة تحت أنقاض ما يصل إلى 30 منزلا دمرت في الانفجارات.

وقال اللفتنانت كولونيل مايك دونيلي المتحدث العسكري الأميركي في شمال العراق إن القوات الأميركية تساعد خدمات الطوارئ العراقية في تفقد الحطام وتقدم مساعدات طبية وأمنية وأخرى متعلقة بالنقل والإيواء.

وأشارت اللجنة الأميركية لمراقبة الحريات الدينية حول العالم في مايو الماضي، وهي مجموعة مراقبة تابعة للكونغرس الأميركي، إلى العنف الذي يتعرض له أتباع الطائفة الايزيدية في العراق وذلك عندما أصدرت تقريرا قالت فيه إن حرية الأديان تتعرض لتهديد «خطير» بسبب العنف الطائفي الذي يشهده العراق.

وأضافت اللجنة في تقريرها السنوي إن الحكومة العراقية التي يقودها الشيعة تسهم في مثل هذه الانتهاكات عن طريق ممارسات القوات الأمنية التابعة لها، وقيامها بغض الطرف عن ممارسات الميليشيات الشيعية التي تهاجم التجمعات السكانية السنية في العراق انتقاما على ما يبدو من الهجمات التي يشنها المسلحون السنة.

وأشار التقرير الأميركي السنوي للحريات الدينية إلى أنه بالإضافة إلى أعمال العنف المتبادلة بين السنة والشيعة في العراق، فإن غير المسلمين أيضا في هذا البلد ومن بينهم المسيحيون والإيزيديون يتعرضون «لعنف وتمييز قاس وواسع النطاق».

من جهته استنكر الرئيس العراقي جلال طالباني ورئيس وزرائه نوري كامل المالكي امس الهجمات الارهابية التي طالت بلدة صغيرة في محافظة نينوى واسفرت عن مصرع واصابة المئات. وقال الرئيس طالباني في بيان له ان هذا الهجوم حلقة في مسلسل حرب الابادة التي يشنها «الارهاب التكفيري ضد جميع فئات الشعب العراقي دون استثناء». من جانبه اكد رئيس الوزراء نوري المالكي ان «هذه الجريمة الوحشية دليل على افلاس قوى التكفير والارهاب وفشلها في زرع الفتنة الطائفية والنيل من الوحدة الوطنية بعد هزيمتها وخسارتها لقواعدها ومخابئها ورؤوسها القيادية».

وأدانت جامعة الدول العربية امس بأشد العبارات الانفجار، وأعربت في بيان لها عن «خالص تعازيها لأسر الضحايا والشعب العراقي الذي لايزال يعاني من عمليات إرهابية تودي بحياة المئات من المدنيين العراقيين الابرياء بشكل يومي وتنال من قدرتهم على تحقيق الامن والاستقرار الذي يستحقه العراق الشقيق».

الى ذلك قالت الشرطة العراقية امس ان هجوما بسيارة مفخخة يقودها انتحاري استهدف قاضي التحقيق في لواء العقرب عقيل وتوت في حي الجمعية في مدينة الحلة جنوب بغداد. واضاف المتحدث باسم الشرطة العراقية في محافظة بابل النقيب مثنى ابو الحارث المعموري ان الحادث اسفر عن اصابة وتوت بجروح خطيرة تم نقله الى مستشفى ميداني. وذكر ان الحادث اسفر كذلك عن مقتل اثنين من افراد حماية وتوت وجرح ثمانية اخرين من بينهم مدنيون.

من جهة اخرى، اعلن الجيش الاميركي مقتل 11 «ارهابيا» واعتقال اربعة آخرين في عمليات استهدفت امس تنظيم القاعدة في مناطق متفرقة في العراق.

(بغداد - د ب أ، رويترز، أ ف ب)

من هي الطائفة الأيزيدية؟

الأيزيدية مجموعة نشأت سنة 132هـ إثر انهيار الدولة الأموية في معركة الزاب الكبير الكبرى. كانت في بدايتها حركة سياسية لإعادة مجد بني أمية ولكن الظروف البيئية وعوامل الجهل انحرفت بها فأوصلتها إلى تقديس يزيد بن معاوية وإبليس الذي يطلقون عليه اسم (طاووس ملك) وعزازيل.

استطاع الأمير بايزيد الأموي أن يحصل على ترخيص بافتتاح مكتب للدعوة الايزيدية في بغداد سنة 1969م بشارع الرشيد بهدف إحياء عروبة الطائفة الأموية الايزيدية ووسيلتهم إلى ذلك نشر الدعوة القومية مدعمة بالحقائق الروحية والزمنية وشعارهم عرب أموي القومية، ايزيدي العقيدة.

وآخر رئيس لهم هو الأمير تحسين بن سعد أمير الشيخان.

مرت الحركة بعدة أدوار، أولها حركة أموية سياسية، تتبلور في حب يزيد بن معاوية.

وثانيها تحول الحركة إلى طريقة عدوية أيام الشيخ عدي بن مسافر الأموي.

وثالثها انقطاع الشيخ حسن ست سنوات، ثم خروجه بكتبه مخالفاً فيها تعاليم الدين الإسلامي الحنيف.

والدور الاخير خروجهم التام من الإسلام وتحريم القراءة والكتابة، ودخول المعتقدات الفاسدة والباطلة في تعاليمهم. ويبلغ تعدادهم نحو 120 ألف نسمة، منهم سبعون ألفًا في العراق والباقي في الأقطار الأخرى، وهم من الأكراد، لكن بعضهم من أصل عربي.

لغتهم هي اللغة الكردية وبها كتبهم وأدعيتهم وتواشيحهم الدينية، اما معتقداتهم فلديهم تمثال من النحاس على شكل ديك يطوفون به لجمع الاموال من القرى، ولديهم مصحف رش (أي الكتاب الأسود) فيه تعاليم الطائفة ومعتقداتها، وكتاب الجلوة الذي يتحدث عن صفات الإله، ووصاياه.

back to top