نساء قاتلات... باسم الحب والملل والجنون!

نشر في 20-09-2007 | 00:00
آخر تحديث 20-09-2007 | 00:00

الجريمة خلقها البشر. وجدت مذ خلق الله آدم أبو البشر جميعا. هي سلوك عدواني يلحق ضررا بالفرد والمجتمع. لم تنجح أي وسيلة في أي زمان أو مكان لمنع وقوع الجرائم. إنها جزء لايتجزأ من السلوك الإنساني وأحد مكونات الحياة في أي مجتمع، أياً تكن ثقافته أو مستواه الحضاري.

رغم التقدم التقني الذي شهده العالم في مجال اكتشاف الجرائم ومكافحتها فإن المجرمين يقومون في خط مواز بتطوير أساليب جرائمهم في محاولة لتضليل السلطات عن مطاردتهم وإنزال العقاب بهم.

بخلاف ما يسمى «المجرم بالصدفة» الذى يرتكب نوعا من الجرائم من دون إعداد أو تخطيط مسبق، ثمة المجرمون العتاة الذين يتميزون بتركيبة إجرامية ذات سمات خاصة وتفشل كل الطرق فى إصلاحهم وتهذيبهم كما تفشل كل أنواع العقاب، مهما بلغت قسوتها، في ردعهم.

عالم الجريمة مثير لما ينطوي عليه من رعب وتشويق. وإن كان عالماً صغيراً، إلا أنه يعكس الحياة البشرية بأكملها إذ يمثل حالة الصراع الدائم بين الخير والشر، بين العدل والظلم، بين القوة والضعف، بين الفضيلة والرزيلة.

نقدم هذا العالم الغريب في حلقات متتالية، من مصر بلد التاريخ والحضارات المختلفة، بلد الجوامع والكنائس، بلد الهرم والنيل، لكن أيضا بلد «الخط» وريا وسكينة والتوربيني.

كانت تلميذة صغيرة حين هامت بمدرّسها وتمكنت من إيقاعه في شباكها. أحبها فتزوجا، وخلال 24 سنة معاً أنجبا ستة أبناء لكن رحلة السنين بدّلت فيها أشياء كثيرة فاتجهت إلى حبّ من النوع المحرّم ومن أجله قتلت ابنها وزوجها.

كانت سلوى تلميذة في المرحلة الإعدادية في إحدى مدارس الجيزة. لفت نظرها مدّرس اللغة الانكليزية. بدأ قلبها يخفق حبّاً رغم فارق السن بينهما. كانت في الخامسة عشرة بينما تجاوز الثلاثين. إلى ذلك بذلت جهداً كبيراً كي تلفت نظره، لاجئة إلى كل الحيل لإيقاعه في حبها. في النهاية نجحت محققة أملها في الارتباط به، ليعيشا سوياً في هدوء واستقرار لـ 24 عاماً، ولتنجب ستة أبناء أكبرهم سامح (23 عاماً) في حين كان والده يقارب عقده السادس ويعمل في إحدى دول الخليج.

رغم ملازمة أبنائها الستة كانت تشعر بالملل بسبب بُعد زوجها. هي في بداية الأربعينات، ممتلئة أنوثة وحيوية، يشعرها ابتعاد زوجها عنها بافتقادها أشياء كثيرة وتلك بداية المأساة.

ذات يوم أقلّتها سيارة تاكسي. كانت في المقعد الخلفي حين تبادلت مع السائق الإشارات. وبدأ الغمز واللمز بينها وبينه وقبل بلوغ المكان المقصود ارتبطت بالسائق بعلاقة صداقة تطورت لاحقاً الى لقاءات محرمة يمارسان خلالها الجنس في غياب الأبناء عن الشقة وينهلان من المتعة الحرام ولها نكهة خاصة لدى من يخرجهم الله من رحمته.

كان سائق التاكسي (فرغلي) يعمل على السيارة كسائق فاشترت له تاكسياً لتضمن بقاءه قربها من ناحية ومن ناحية أخرى لتخلق سبباً لوجوده عندهم باستمرار. رغم ذلك انتشرت الشائعات لكنها تحدت الجميع مقنعة ذويها بأن الرجل يعمل لديها ويأتي إليها لتقديم الإيراد اليومي للتاكسي. في الحقيقة هي التي اشترت له التاكسي وإلى ذلك تغدق عليه من أموال زوجها المغترب في بلاد الله كي يوفر لهما متطلبات المعيشة.

كانت الإبنة الكبرى سماح على علم بما بين أمها وسائق التاكسي. تتستر على أمها مقابل أن تتستر أمها عليها في علاقاتها الخاصة. كلما يقصد فرغلي المنزل بحجة تقديم الإيراد اليومي تقوم الإبنة بتقديم شراب لأخواتها محتوٍ على أقراص مخدّرة كي يناموا فتنفرد الأم مع فرغلي في غرفة نومها لينعما بالمتعة المحرمة، كذلك تستقبل الإبنة أصدقاءها.

ذات ليلة استيقظ على غير العادة الإبن الأكبر سامح وخرج قاصداً الحمام فإذا به يسمع أصواتاً غريبة وقبيحة في الوقت نفسه مصدرها غرفة نوم أمه. اتجه خائفاً نحوها. فتح الباب فإذا بأمه في أحضان سائق التاكسي على سرير والده. نهر الإبن أمه. جرت خلفه متسترة بملاية السرير محاولة اسكاته لكنها عبثاً حاولت إذ انفجر الإبن فيهما. تصرف فرغلي بسرعة. لم يجد حلاً سوى كمّ فاهه فأطبق على عنقه ولم يتركه إلا بعد سقوطه مفارقاً الحياة.

استيقظت الإبنة سماح على الأصوات العالية مدركة سريعاً ما حصل فساعدت أمها وعشيق أمها في نقل سامح إلى التاكسي وكان أشقاؤه استيقظوا فأخبرتهم الأم بأن أخاهم مغمى عليه وسوف يحملونه إلى المستشفى. في التاكسي كانت جثته ترقد في صندوق السيارة حتى وصل الجميع إلى مكان مهجور قرب صحراء المقطم فنزل فرغلي ملقياً الجثة ثم استل سكيناً وذبح الإبن من رقبته ليعود الشياطين الثلاثة الى المنزل وكأن شيئاً لم يحدث. حين سأل الأبناء عن شقيقهم أجابتهم الأم أنه خرج معهم من المستشفى ثم غافلهم وهرب.

مرت الأيام إثر ذلك على أتمّ ما يرام. استطاعت الزوجة إقناع الجميع بما فيهم جده لوالده بأن سامح في العراق ويتصل بها من هناك، ويراسلها أيضاً. رغم كذبها المتقن لم تهدأ الشائعات حولها وبدأت حكايتها تتناقلها الألسن، ورغم ما حدث من أهوال، صممت على استمرار تلك العلاقة مهما تكن النتائج إذ أعماها الشيطان عن أيّ شيء إلا هذا الطريق الملوث المليء بالشرور. ليس هذا فحسب، بل مالت الى معاداة من يقف في وجهها ناصحاً إياها بإنهاء هذه العلاقة مشعلة النار في شقة شقيقة زوجها وفي محل يملكه أحد أقرباء زوجها لأنهما وجها إليها انتقادات وهدداها بإبلاغ زوجها. كما أشعلت النار في سيارة أحد الجيران لأنه نصحها بإنهاء هذه العلاقة واستشفت في كلماته تهديداً بإبلاغ زوجها.

خلال لحظات أدرت هذه الشيطانة أن زوجها الذي لا بد من أن يعود يوماً سيحقق في الأمر ويسأل عن ابنه وقد يكتشف الحقيقة. لذا قررّت مع عشيقها قتله للتخلص منه فوضعا خطة تجعل أمر اكتشافهما صعباً.

كان الزوج المسكين أبرق من السعودية مفيداً بموعد وصوله في اليوم الأول من رمضان. كان على الزوجة أن تنتظره هي وعشيقها على سطح المنزل، بالاتفاق مع ابنتها سماح على أن تصطحب أشقاءها الى منزل جدهم ليتناولوا الإفطار عنده. أما هي فأعدت للزوج إفطاراً خاصاً. وضعت في كوب قمر الدين أقراصاً منومة. ما أن شربه الزوج حتى غطّ في نوم عميق ثم نزل العشيق من فوق السطح وقام بفصل رأسه عن جسده. حمل جسمه في التاكسي وألقاه على طريق زراعي قرب بلدته في المنوفية. أما الرأس فتركوه تحت السرير ليرموه في اليوم التالي في صحراء سقارة.

لم يقف إجرام الزوجة عند هذا الحد بل نزعت صورة زوجها من على بطاقته العائلية ووضعت بدلاً منها صورة فرغلين ليصبح الأخير زوجها. نجح في توثيق توكيل عام لها استولت بموجبه على كل أموال الزوج المودوعة في المصارف كما عمل على طلاقها بهذه البطاقة لأجل حياة جديدة مع فرغلي.

بلغت الشائعات والد الزوج المعمّر. لما سأل البواب عن ابنه قال له إنه رآه في اليوم الأول من رمضان يصعد ولم يره ينزل منذ ذلك التاريخ. أبلغ الرجل المباحث عن طريق مصلحة الجوازات فتأكد أن الزوج حضر إلى مصر بالفعل، فتم مطابقة بصمات زوجها في السجلات بعدد من الجثث المجهولة التي عثر عليها، وأكد الطب الشرعي أن الجثة الموجودة في المنوفية هي لزوجها.

إثر التحقيق انهارت سلوى معترفة بكل ما جرى وتابع الرأي العام المصري هذه الجريمة يوماً بيوم وساعة بساعة مطالباً عبر البرامج التلفزيونية والإذاعية والصحافة بألا ترحم المحكمة العاشقين والإبنة، فصدر حكم القضاء بإعدام الزوجة والعشيق وسجن الإبنة.

بيجاما الزوج كشفت جريمة الزوجة

آمال ومنير زوجان عاديان: هو عامل بسيط في إحدى المدارس، تعرف إليها في ظروف عادية فارتبطا وأنجب منها ابنا وابنة. في ظلّ المتطلبات كان يسعى الى عمل إضافي يحقق له دخلاً لتوفير حياة هانئة لعائلته ففتح كشكاً لبيع السجائر والمشروبات. أدمن عمله حتى ساعات متأخرة من الليل كمن حرم نفسه الراحة كي يشبع احتياجات زوجته.

لم تأبه آمال بما يكابده الزوج من أجلها. شعرت بالملل بسبب غيابه المستمر، وانطفأت مشاعرها حياله فأصبحت تتعامل معه بكثير من اللامبالاة ثم فجأة تغيرت أحوالها إثر ظهور عادل في حياتها.

كان عادل شاباً في مقتبل العمر يصغرها بعامين ويقيم في منطقة نائية. ذات يوم قادته قدماه الى تلك المنطقة بغية شراء علبة سجائر. كانت تقف في الكشك لدى خروج زوجها لشراء بضاعة فتجاذب معها أطراف الحديث وحين لمس تجاوبها نصب شباكه حولها لتنتهي المحاورة الى لقاءات جنسية محرمة على فراش زوجها حين غيابه.

كثرت لقاءاتهما وشعرا بصعوبة الافتراق فاقترحت عليه اقتراحاً شيطانياً، مفاده مصادقة زوجها كي يتسنى له التردّد إلى منزلها من دون أن يشكّ أحد فيه. حقّق أمنيتها متقرّباً من الزوج المغدور. كان يؤمّن لها الأقراص المخدرة فتتولىّ بنفسها دسّها له ولطفليها في الطعام. يقصد منزلها على أساس زيارة زوجها الغارق في نوم عميق، ليمضي معها ليلته ثم ينصرف على مرأى من الجميع بشكل طبيعي كأنه خارج من سهرة مع زوجها.

فجأة تحولت هذه النزوة إلى حب حقيقي ربط بينهما. شعر كلا الطرفين برغبة ملازمة الآخر، فقررا ازاحة العقبات من طريقهما، مهما تكن وراحا يخططان للتخلص من الزوج المغلوب على أمره.

في الليلة المحددة لارتكاب جريمة قتل منير زاره متعمّداً أن يراه أكبر عدد من جيران المغدور حتى ساعة متأخرة من الليل ثم غادر إلى شقته بعد أن أخبرهم أنه مجهد وسينام حتى الصباح. بعد منتصف الليل تسلل من شقته بهدوء متجهاً الى سيارة نصف نقل أعدها لارتكاب الجريمة. حين وصل الى منزل معشوقته كانت هيأت الجزء المطلوب منها أي تخدير الزوج، فوضع جسده في جوال ثم ألقاه في صندوق السيارة منطلقاً الى منطقة صحراوية نائية. أنزل الزوج منهالاً عليه طعناً بسكين حادة حتى أجهز عليه.

في صباح اليوم التالي قصدت الزوجة قسم الشرطة لتبلغ عن غياب زوجها. مدعيّة خروجه (صباح أمس) قاصداً عمله من غير أن يعود حتى لحظة تبليغها ثم انصرفت.

أفادت تحريات المباحث أن ثمة شخصاً كان دائم التردد إلى منزل الضحية وأنه انقطع عن زيارة العائلة بعد غياب الزوج. اعترف البعض أنه شاهده في الليلة التي ادعت الزوجة أنه اختفى فيها.

إلى ذلك ورد لأجهزة البحث بلاغ بالعثور على جثة واثر مطابقة بصمات الزوج في السجلات مع الجثة ثبت أنها جثته فاستدعيت الزوجة للتعرف إليها وتسلّمها فأكدت على أنها جثته مدعية الانهيار.

خلص رجال المباحث الى أن الزوجة كاذبة إذ قالت إنه خرج قاصداً عمله ولم يعد بينما الجثة بالبيجاما المنزلية. ثم جاء تقرير الطبيب الشرعي مؤكداً على وجود مادة مخدرة في أمعاء القتيل ما شكّل الدليل الثاني لتوجيه الاتهام إليها.

ألقي القبض على صديق الزوجة الذي ترددت شائعات تفيد بوجود علاقة آثمة تربطه بها ووجها بأدلة أجهزة البحث الجنائي كما وجّه إليهما الاتهام فلم يستطع أي منهما إنكار الجريمة فكانت الخاتمة حبل المشنقة.

 

 جنون الانتقام

في أحد مصحات مدمني المخدرات كانت أمينة تعالج من حالة إدمان شبه ميؤوس منه. تردد أطباء المصحة كثيراً في قبولها لولا إلحاح رجال الأمن عليهم. حكم عليها بالسجن 25 عاماً، ولا تستطيع تمضية عقوبتها في السجن بمثل هذه الحالة إذ لا تستطيع التخلي عن الهيرويين الذي أدمنته ودأبت على تعاطيه بشراهة منذ نحو خمس سنوات أمضتها هاربة قبل تسليم نفسها للتحقيق معترفة بقتل زوجها تاجر المخدرات.

حكاية أمينة أشبه بأفلام السينما، إذ وقعت في حب رجل رغم علمها بأنه تاجر مخدرات استمرت في حبها له وهيامها به وهو لم يكن تاجر مخدرات عاديّاً، بل من التجار المحترفين يصنّفه جهاز مكافحة المخدرات في الفئة الأكثر خطورة.

تزوجت أمينة من فؤاد تاجر المخدرات، وكانت آنذاك في الثامنة عشرة من عمرها. لعشر سنوات أخلصت له وعاشت وفيّة تحفظ غيابه، ثم ألقي القبض على فؤاد بتهمة حيازة كمية من المخدرات فحكم عليه بالسجن خمس سنوات رغم أنها ليست المرة الأولى التي يسجن فيها، إلا أنها المرة الأولى بعد زواجه، يبتعد عن زوجته هذه المدة الطويلة.

في السجن تسللت الهواجس الشيطانية إلى رأسه. ساهم بعض أعوانه في إشعالها ناقلين كذباً شائعات سمعوها عن أمينة فثارت ثائرته وأضمر في نفسه شيئاً. لو طلقها ففي يدها كل أمواله، لذا انتظر حتى خروجه من السجن ليس ليتوجّه إلى منزله بل إلى منزل أعوانه فجن جنون أمينة إذ لا يمكن أن يكون جزاء إخلاصها له طيلة هذه السنين أن يتركها هكذا ثم فوجئت بشرطي على الباب يسلمها ورقة الطلاق وأعقب ذلك مكالمة منه يطلب منها ترك الشقة خلال أسبوع.

باعت أمينة أهلها بسببه تاركة الدنيا كلها لأجله فكيف يكون جزاؤها هكذا؟ كيف يطاوعه قلبه أن يرميها في الشارع؟ سرى جنون الانتقام في رأسها ولم تجد وسيلة إلاّ عامل الكهرباء الذي يفتتح محلاً أسفل العمارة حيث مسكنها وهو الهائم حبّاً ينتظر اشارة منها وعلى اتمّ استعداد لفعل أي شيء لنيل رضاها. استدعته. عاملته بلطف. أغدقت عليه الوعود من دون أن ينال منها شيئاً. تكرر هذا الأمر مرات الى درجة أن الشاب كاد يفقد أعصابه. هنا صارحته أمينة بما تريد: أن يقتل زوجها الذي أهانها ويريد رميها في الشارع. وعدته بتحقيق ما يتمناه بمجرد تنفيذ رغبتها كما أن لديها المال اللازم لتدبير أي مصاريف تحتاج إليها العملية فاستأجر عدداً من «البلطجية» وأصحاب السوابق ونفذ طلبها ثم قصدها يزف إليها الخبر. لأن الأمر تم بسرعة لم تنتظرها ولم يترك لها فرصة لإعادة التفكير، أصابها الخبر بشيء من الهستيريا فدخلت في نوبة اكتئاب حاد ولم تجد ملاذاً سوى الهيرويين دواءً لها. عاشت أوقاتاً سعيدة لكنها وقعت فريسة الادمان الذي اخذ ينهش في جسدها حتى تحولت نبتة ذابلة يبتعد عنها الجميع. بعد خمس سنوات أفلست إذ صرفت آخر مليم معها على الهيرويين. وقعت فريسة المرض والفقر والوهن ولم تجد إلاّ قسم الشرطة مأوى حتى ولو كان سجناً يقضي بسجنها 25 عاماً.

back to top