أين اختفى داخل المستشفى؟ سؤال كاد يفتك بضبّاط المباحث
الجريمة خلقها البشر. وجدت مذ خلق الله آدم أبو البشر جميعا. هي سلوك عدواني يلحق ضررا بالفرد والمجتمع. لم تنجح أي وسيلة في أي زمان أو مكان لمنع وقوع الجرائم. إنها جزء لايتجزأ من السلوك الإنساني وأحد مكونات الحياة في أي مجتمع، أياً تكن ثقافته أو مستواه الحضاري.
رغم التقدم التقني الذي شهده العالم في مجال اكتشاف الجرائم ومكافحتها فإن المجرمين يقومون في خط مواز بتطوير أساليب جرائمهم في محاولة لتضليل السلطات عن مطاردتهم وإنزال العقاب بهم.بخلاف ما يسمى «المجرم بالصدفة» الذى يرتكب نوعا من الجرائم من دون إعداد أو تخطيط مسبق، ثمة المجرمون العتاة الذين يتميزون بتركيبة إجرامية ذات سمات خاصة وتفشل كل الطرق فى إصلاحهم وتهذيبهم كما تفشل كل أنواع العقاب، مهما بلغت قسوتها، في ردعهم.عالم الجريمة مثير لما ينطوي عليه من رعب وتشويق. وإن كان عالماً صغيراً، إلا أنه يعكس الحياة البشرية بأكملها إذ يمثل حالة الصراع الدائم بين الخير والشر، بين العدل والظلم، بين القوة والضعف، بين الفضيلة والرزيلة.نقدم هذا العالم الغريب في حلقات متتالية، من مصر بلد التاريخ والحضارات المختلفة، بلد الجوامع والكنائس، بلد الهرم والنيل، لكن أيضا بلد «الخط» وريا وسكينة والتوربيني. رغم الشهرة الواسعة التي حظي بها محمود سليمان فهو لا يستحق لقب «سفّاح» إذ لم يكن شخصية دموية تسعى إلى القتل وسفك الدماء. لم يوجه مسدّسه إلى رؤوس ضحاياه، إنما كان يطلق رصاصاته على الأرجل والسيقان للهرب لدى مواجهته مأزقاً. أما القتيل الوحيد الذي سقط نتيجة رصاص مسدسه فكان بواب عمارة أمسك به وفي محاولة للتخلّص منه أطلق رصاص مسدسه على ساقيه فاستقرت إحداها في بطنه ومات متأثرا بها .محمود سليمان بطل «اللص والكلاب» (2 من 3)أثناء انتظار سائق التاكسي له اقترب منه مخبران من المكلفين بالعمل في المنطقة. سألاه عن سبب وقوفه فقال انه ينتظر «زبونا» سيعود بحقيبة سفره ثم يتجه به إلى المطار. تحرك المخبران لكن قبل أن يبتعدا ظهر السفاح وفي يده لفافة صغيرة وكان متجهاً نحو التاكسي فاشتبه فيه المخبران وطلبا منه أن يتوقف، لكنه لم يعرهم اهتماماً وواصل سيره فتحركا نحوه، لكنه غير اتجاهه ودخل أحد الشوارع الجانبية، ثم أرخى ساقيه للريح فأسرعا خلفه وأطلقا عليه الرصاص لكنه لم يصب، وتمكن من الإفلات منهما.تيقن رجال المباحث من أن هذا الشخص هو نفسه السفاح. في دقائق معدودة حوصرت جزيرة الروضة وأغلقت مداخلها ووضعت كمائن على الكباري الأربع المؤدية إليها وكان يتم تفتيش أي داخل إليها وجهّز عدد من اللنشات التي طوقت سواحل الجزيرة لمراقبة أي شخص يحاول الهرب عبر النيل. وانطلق رجال المباحث في عمليات تمشيط واسعة لحي الروضة بعد إحكام السيطرة على مداخله ومخارجه، ثم وقعت المفاجأة .وسط طوابير السيارات الواقفة على كوبري الجامعة في انتظار لتفتيشها، لاحظ أحد المخبرين بائع لبن يركب «تريسكل» ويحاول التسلل بهدوء بعيدا عن طوابير السيارات. لم يكن بائع اللبن هذا سوى السفاح الذي تقف الداخلية على قدم واحدة بسببه. تمكن من سرقة تريسكل بائع لبن وركبه وحاول الهرب به، لكن المخبرين اشتبهوا فيه وطلبوا منه التوقف. تظاهر السفاح بالسذاجة وعدم الإدراك قائلاً: «خلاص بلاش نبيعوا اللبن النهارده عشان خاطر وشك العكر»، ثم استدار بالتريسكل سريعا فازداد شك المخبر فيه، وكان السفاح أسرع في تغيير اتجاه التريسكل في الاتجاه المعاكس، لكن التريسكل انقلب به فتركه وأخرج مسدسه في لمح البصر مطلقاً رصاصة واحدة أصابت المخبر وانطلق راكضاً في اتجاه مبنى قصر العيني وكان صوت الرصاص برهانا قويا عن أن هذا الشخص هو السفاح بعينه.كان السفاح تسلق سور مستشفى قصر العيني وقفز الى داخله ثم اختفى ففرضت قوات الأمن حصارا شديدا حول مبنى المستشفى وشاركت الكلاب البوليسية في الحصار، وفتش كل ركن فى المبنى وفنائه وملحقاته وفحص كل شخص بالمستشفى على مدى يومين كاملين، لكن لم يكن للسفاح أي أثر!تمكن السفاح من الهرب من كمين الشرطة، حين ارتاب فيه أحد المخبرين فأطلق الرصاص عليه وتسلق سور مستشفى قصر العيني أمام أعين ضباط الشرطة وعناصرها الذين طوقوا مبنى المستشفى واستعانوا بفرقة من الكلاب البوليسية وفتشوا كل ركن داخل المبنى وعلى مدى 48 ساعة، لكنهم لم يعثروا على أثر للسفاح. أعطت هذه الواقعة الناس شعورا بأن لدى السفاح قدرات خارقة فوق مستوى البشر وقد يكون يستعين بالجان في الإختفاء عن أعين البوليس والإفلات منه بطرائق تفوق مستوى خيال مخرجي الأفلام البوليسية.أين اختفى وكيف تبخر داخل مبنى المستشفى ؟ كاد السؤال يفتك بضباط المباحث الذين عاشوا تلك الساعات العصيبة وبدأت مشاعر الإحباط تتسلل الى نفوسهم، وكل من الذين شاهدوه يتسلق سور المبنى كان يتصور أن السفاح دخل المصيدة وأنها نهايته، إذ كان المكان تحت الحصار المحكم بل كانت منطقة منيل الروضة كلها محاصرة فأين ذهب ؟كان الجميع يبحث عن السفاح داخل مبنى مستشفى قصر العيني، إذ شاهدوه يقفز داخله، لذا انصب تفكيرهم وجهدهم على البحث عنه داخل المبنى ولم يفكر أحد في احتمال أن يكون السفاح خرج من المبنى. تلك هي الحقيقة. لم يمكث السفاح داخل سور المبنى سوى دقيقتين، إذ قفز الى داخل مبنى المستشفى وسار ناحية مبنى كلية طب الأسنان الذي كان تحت الإنشاء ويفصل بين المبنيين سور تمكن من تسلقه ثم الخروج بعد ذلك من المنطقة مبتعداً عن منطقة الحصار.كان إفلات السفاح من الحصار مخيبا لآمال الجماهير في أجهزة الأمن واتسعت دائرة مطاردته لتشمل القاهرة كلها. وزعت صوره على الصحف وعلقت في الأوتوبيسات والقطارات والطرقات العامة. ووضعت تحت كل صورة إشارة الى مبلغ المكافأة لمن يدلى بمعلومات تؤدي الى القبض عليه وقدرها ألف جنيه. مبلغ كبير للغاية في ذاك الزمان.سيل من البلاغاتبدأت البلاغات تتوالى على أقسام البوليس، ويدعي معظم أصحابها أن السفاح اتصل بهم طالباً نقودا. من هؤلاء الذين تقدموا ببلاغات كهذه الراقصة تحية كاريوكا والراقصة ثريا سالم والفنانة مريم فخر الدين والفنان حسن فايق. أما أغرب البلاغات التى تلقتها جهات التحقيق فكان ما تقدم به رئيس محكمة الجيزة المستشار طه ونانة إذ قال في بلاغه أن السفاح اتصل به تلفونيا في منزله وطلب منه العمل على شطب الأحكام الصادره ضده وهدده بقتل ابنه إن لم يستجب له فعينت حراسة مشددة على منزل رئيس المحكمة، كما تقدم الأمين العام لجامعة الدول العربية سابقا عبد الخالق حسونة ببلاغ عن سرقة منزله وكشفت التحريات أن السفاح وراء سرقته، كما اتضح بعد ذلك أنه الذي سرق قصر البدراوي عاشور في الدقي وفيللا أمير الشعراء أحمد شوقي.الغريب أن كل القصور والفيللات التي اقتحمها وتمكن من سرقتها وضعت عليها حراسة خاصة معظمها مع الخفراء وكلاب متوحشة، خاصة فيللا أحمد شوقي التي يحرسها كلب كالوحش فكيف تمكن السفاح من اختراق كل تلك المعوقات كي ينجح في سرقاته؟بين وكلاء النيابة الذين حققوا معه السيد طلعت حماد ( الوزير في ما بعد) في قضية سرقة فيللا أحمد شوقي. قال عنه للصحف وقتذاك أن السفاح يستخدم بطارية ذات ضوء قوي ولدى تسليطها على أعين الكلب يفقد حركته ولمّا سئل عميد كلية الطب البيطري عن مدى صحة ذلك أكد أن تسليط الضوء القوي على عيني الإنسان أو الحيوان يشل حواسه ويجعله غير قادر على الحركة لفترة وجيزة. في غرفـة نوم العمدةكان السفاح يرتاد الملاهي الليلية والكباريهات ويمضي سهراته مع الراقصات ويرتبط بعلاقات خاصة مع كثير منهن وكان يقيم فى منازل بعضهن حين تشتد المطاردات ويضيق الحصار عليه فقبضت المباحث على 23 راقصة من الاسكندرية و14 من القاهرة من اللاتي أكدت التحريات أنه على علاقة بهن واتسعت دائرة التحريات لتشمل كل ما له علاقة بالسفاح وشملت عدداً من الجواهرجية الذين يحتمل أن يكونوا من مشتري المصوغات التي يسرقها السفاح. لكن كل ذلك لم يوقف نشاطه الذي كان يظهر فى أماكن ليست فى الحسبان مطلقاً، ومن هذه المفاجآت ظهوره في غرفة نوم فيللا عمدة بنى مزار بالدقى.كان العمدة في بلدته وأحضرت زوجته أختها لتنام معها أيام غيابه. وبعد أن تناولت الإثنتان طعام السحور دخلتا غرفة النوم ونامتا وقبل أن تغط الزوجة في نوم عميق شعرت بحركة في الغرفة وكانت الغرفة شبه مظلمة وأحسّت بأقدام تتحرك داخل الغرفة فرفعت الغطاء عن وجهها وكادت تموت رعباً حين فوجئت بضوء بطارية مسلط على عينيها وصوت حازم يقول لها: «سكوت. لا داعي للصراخ حتى لا أطلق الرصاص. لن أمسكما بسوء». وأخذ السفاح كل ما لدى الزوجة من مجوهرات قدرت قيمتها بنحو ثلاثة آلاف جنيه، غير المبالغ المالية التي سطا عليها وجلس يحكي لزوجة العمدة وشقيقتها همومه والأسباب التى تدفعه الى ذلك، ثم تركهما وهرب بعد التنبيه عليهما بعدم الصراخ أو الإبلاغ عنه قبل شروق الشمس.نداء من نقيب المحامينفي اليوم التالي لحادث السطو على فيللا العمدة، انطلقت نداءات من جهات كثيرة تطالب السفاح بتسليم نفسه ووضع حد لعملياته الإجرامية. وكان أشهر تلك النداءات واحد من نقيب المحامين ومعه ثلاثة من كبار المحامين فى البلد. قالوا له في ندائهم : «سلم نفسك وسوف ندافع عنك». قال نقيب المحامين في ذلك الوقت مصطفى البرادعي إن المحامي لا يستطيع الامتناع عن الوقوف إلى جانب أي متهم، إلا لأسباب خاصة تتعلق بالمحامي نفسه، والمحاكمة الجنائية تكون باطلة إذا لم يقف المحامي بجانب المتهم. وقال عبد العزيز الشوربجي سكرتير نقابة المحامين ( نقيب المحامين في ما بعد): «إنني أقبل الدفاع عنه فهو مجرم اضطراري، أي أن الظروف اضطرته الى الجريمة وأعتبره غير مسؤول عن أفعاله وأدعوه الى تسليم نفسه قبل أن يتورط في ما هو أكبر». ووافق أحمد حسين المحامي وزعيم حزب مصر الفتاة قبل الثورة الترافع عنه، كذلك وافق المحامي العراقي فائق السمرائي.بداية النهــايةلم يستمع السفاح إلى نداءات نقيب وكبار المحامين بتسليم نفسه مقابل أن يتولوا الدفاع عنه، لكنه توقف قليلاً عن مغامراته التي بثت الرعب في أنحاء مصر. ثم وقعت مفاجأة لم تكن في الحسبان كشفت عن أعوانه الذين يساعدونه في تصريف مسروقاته والتستر عليه وإتاحة التنقل له والإقامة فى أمان. كانت تلك بداية الخيط للوصول إلى السفاح ومعرفة الأماكن التي يتردد عليها.كانت المفاجأة عبارة عن بلاغ كاذب تقدم به عامل صعيدي تعتبره دوائر الأمن من الأشقياء الخطيرين واسمه علي سالم، إذ تقدم ببلاغ إلى قسم بولاق قال فيه أنه صعيدي من مركز أبو طشت وأن هناك اثنين من أصدقائه طلبا منه أن يشترك معهما في خطف طفل، ليطلبوا من ثم فدية من والده ويقتسموها، لكنه لم يشأ أن يفعل ذلك وجاء للإبلاغ عن صديقيه قبل أن يقوما بخطف الطفل. وقال إن الطفل الذي يخططون لخطفه هو ابن كبير الصعايدة في بولاق الحاج زيدان.تولت مباحث بولاق التحقيق فى البلاغ وأثبتت التحريات أن البلاغ كاذب وأن مقدمه علي سالم من الخطيرين وأنه أراد من تقديم بلاغه تحقيق هدفين، الأول هو المكيدة لصديقيه والثاني ابتزاز والد الطفل وهو كبير الصعايدة في بولاق. وانتهى البلاغ بحجز علي سالم في القسم واتهامه بالبلاغ الكاذب.كمين على قهوة سوسوبعد الإفراج عنه ذهب علي سالم إلى والد الطفل ليتصالح معه وأثناء اللقاء همس فى أذنه قائلا:»معايا خاتم ذهب مرصع بالماس، تحب تشتريه؟»أجابه: «فرجني عليه».وأخذ كبير الصعايدة يتفحص الخاتم ثم قال: «خليه معايا أعرضه على الصايغ الأول، مش جايز يكون فالصو. بعدين نتكلم في الثمن».وافق علي سالم وترك له الخاتم طالباً منه جنيها كسلفة، ثم انصرف. بعد ذلك اتصل كبير الصعايدة بمباحث قسم بولاق وأبلغهم بحكاية الخاتم وشكه في أنه مسروق.إلتقى معاون المباحث كبير الصعايدة في كازينو الشجرة على نيل بولاق وكانت المفاجأة الصاعقة. كان الخاتم من المجوهرات التي سرقها السفاح من زوجة عمدة بني مزار ليلة اقتحامه الفيللا وبدأ رجال المباحث فى إعداد كمين لاستدراج علي سالم وتقرر أن يكون الكمين في مقهى مشهور في بولاق، مقهى الحاجة سوسو.كانت الخطة أن يتفق كبير الصعايدة مع علي سالم على اللقاء في مقهى الحاجة سوسو وأن ينتظر حضور الصايغ الذي يعرفه كبير الصعايدة والذي سيثمن الخاتم، على أن يقوم بدور الصايغ أحد ضباط المباحث، في حين يكمن رئيس المباحث الجنائية في العاصمة ومعه مفتش مباحث شمال ومعاون مباحث بولاق في مبنى مقابل.وبدأ تنفيذ الخطةفي مقهى سوسو التقى كبير الصعايدة مع علي سالم وجاء الصائغ الذي كان فى الحقيقة ضابط مباحث وسأله إن كان لديه غير هذا الخاتم فأجاب بالنفي فقال الصائغ ان الخاتم ثمنه 120 جنيهاً، لكن علي سالم مد يده ليأخذه منه وقال له لن أبيعه، غير أن ضابط المباحث رفض إعطاءه إياه وأعطى الإشارة المتفق عليها فتمّ القبض عليه. في التحقيقات، قال علي سالم انه من بلدة أبو طشت التابعة لمحافظة قنا وأن لأبناء أبوطشت نادياً في بولاق يلتقون فيه وأن السفاح كان يتردد على المكان باعتباره من لأبناء أبو طشت وكان يجلس في النادي شيخ البلد صديق السفاح، لكنه (علي سالم) احتال على شيخ البلد وأخذ منه الخاتم. وقال إن شيخ البلد في أبو طشت حالياً لكن لديه ولدان يدرسان في القاهرة ويعيشان في شقة في بولاق وتربطهم بالسفاح علاقة صداقة!كانت تلك الاعترافات بداية الخيط لمعرفة أعوان السفاح ودخول دائرته الخاصة التي ظلت مغلقة. على الفور تم تشكيل فريقين من رجال الشرطة، فريق يتجه إلى أبو طشت في أقاصي الصعيد والآخر الى شقة أبناء شيخ البلد. كانت مهمة الفريق الذي اتجه الى الصعيد شاقة للغاية إذ استغرقت الرحلة 14 ساعة متواصلة وكان الوصول إلى بلدة شيخ البلد في الرابعة من فجر اليوم التالي. فُتش منزله وألقي القبض عليه ليعود معهم الى القاهرة، لكنه ــ وبشكل يتفوق على ما نراه في أفلام الدراما ــ مات بهبوط مفاجىء في القلب بمجرد خروجه من منزله !المباحث في شقة السفاحمات شيخ البلد لكن سره لم يمت إذ كان أولاده على علاقه بالسفاح وكان الفريق الذي اتجه اليهم قد تمكن من القبض عليهم وتفتيش شقتهم حيث عثر على رسائل متبادلة مع السفاح وبعض المسروقات التي تم الإبلاغ عنها. اعترف الشابان بأن السفاح كان يتردد عليهما ويمضي بعض الليالى معهما وكشفا عن تحركاته والأماكن التي يتردد اليها وأصدقائه وصديقاته، ثم باحا لرجال المباحث بالعنوان الذي يقيم به أي شقة في المنزل رقم 92، شارع محمد علي، لكنه لا يذهب إليها إلا في الليل متأخراً.أكدت تحريات المباحث أن السفاح يقيم فعلا في تلك الشقة وأنه يستأجرها باسم طالب فى كلية التجارة في جامعة القاهرة. تم ترتيب كمين للقبض عليه لم يعلم به حتى بواب العمارة وقبعوا له داخل الشقة الى حين عودته.(يتبع)