مؤلف حبيبي دائماً رفيق الصبان: إختفى زمن الرومانسية فانتشرت أفلام العنف
يعتبر د. رفيق الصبان أحد أبرز نقاد السينما في عالمنا العربي وأحد أهم كتاب السيناريو الذين أثرت إبداعاتهم الشاشة الفضية وما زالت.كذلك حصد جوائز كثيرة ونال وسام «الفنون والآداب» الفرنسي تقديراً لعطاءاته الفنية.
عن الرومانسية والحب بين سينما اليوم والأمس كان هذا الحوار مع صاحب «حبيبي دائما» الفيلم الذي سيظلّ يعيش في وجداننا وفي ذاكرة السينما أيضا.هل غاب الحب عن المشهد السينمائي أم تراه دخل مرحلة التحولات؟السينما هي مرآة الواقع، إنتقلت ندرة الحب واقعيا الى السينما التي تتأثر بكل ما يحيط بها. من خلال ما نرى يمكننا رصد المتغيرات التي طرأت على المجتمع من انتكاسات وتردٍ على الصعد كافة.إختفى للأسف زمن الحب الذي استمتعنا به في الستينات والسبعينات بعدما تحولت وردة الحب إلى رصاصة فسادت أفلام القتل والعنف وساهمت في اختفاء الرومانسية والحب في السينما.هل يعني ذلك استحالة إنتاج «حبيبي دائما» مرة أخرى؟لا يموت الحب كقيمة مهما طال الزمن، لكن الجيل الجديد يتعامل مع تلك المشاعر باعتبارها عملة زائفة، يضاف الى ذلك أن تلك النوعية من الأفلام شديدة الرومانسية لا تجد إقبالاً من المنتجين، الأمر الذي يعوق ظهورها، بينما كانت تحلق في الماضي في أجواء من الرومانسية ترجمت عبر مجموعة متميزة من الأفلام منها على سبيل المثال «بين الأطلال» و«اذكريني» و«نهر الحب» وغيرها من كلاسيكيات السينما المصرية التي على الرغم من نهايتها المأساوية كانت تزيد من قيمة الحب.هل يتعلق هذا الإقصاء لقيمتي الرومانسية والحب بأزمة عدم توافر النص السينمائي العاطفي؟ كلا، لا توجد أزمة نصوص رومانسية على الإطلاق بدليل أنني انتهيت قبل ثلاثة أعوام من كتابة سيناريوين رومانسيين ولم أجد حتى الآن منتجاً يوافق على إنتاجهما، على رغم اسمي الكبير، بحجة أن الجمهور ابتعد عن هذا النوع من الأفلام.يرى البعض أن استعادة عصر الرومانسية الذهبي مرتبط باستعادة السينما الغنائية؟لا أظن ذلك، لا يوجد في مصر مغن يمتلك ما يؤهله غناء «أنا لك على طول» أو «في يوم في شهر في سنة» لكن لدينا من يغني للعنب والخيار.لم يؤدِّ مغن خلال الأعوام العشرة الماضية أغنية عاشت في وجداننا وذاكرتنا ونجحت في الصمود في وجه الزمن، فيما لا زالت أغنيات عبدالحليم حافظ وأم كلثوم وعبدالوهاب محفورة في وجدان الجمهور. يبدو أننا سنعيش على أطلال هذه السينما.هل لرافعي شعار السينما النظيفة الدور في ابتعاد الرومانسية عن المشهد السينمائي؟لا أؤمن شخصياً بوجود مصطلح «السينما النظيفة» لأنه خاطئ، لكن بحسب مفهوم من أطلقه، فالسينما النظيفة هي تلك التي تخلو من القبلات والعري، هل يمكن اعتبار فيلم «سيدة القصر» للفنانة الكبيرة فاتن حمامة والعملاق عمر الشريف الذي يحتوي على قبلات ساخنة فيلماً ضد السينما النظيفة على سبيل المثال؟ هل القبلة التي حذفت من فيلم «قص ولزق»، الذي عرض في الألفية الثالثة، ستساعد على تطهيره؟!كيف ترى السينما النظيفة؟إن السينما النظيفة هي التي تتناول القضايا بجرأة وحيادية وهي التي تقدم معالجات سينمائية حقيقية وتعبّر عن الواقع بصدق وشفافية مثلما فعل كبار المخرجين والنجوم في السابق مثل فيلم «أنا حرة» الذي قدمه المخرج صلاح أبو سيف وتحدث فيه بعمق عن حرية المرأة وتفاعلها مع المجتمع.