روبرت دي نيرو: لا أفاجأ إذا اعتمد الممثلون أسلوبي
إشتهر الممثل الأميركي روبرت دي نيرو بأدواره في أفلام مارتن سكورسيزي وسيرجيو ليوني وبراين دي بالما وبرناردو برتولوتشي. هو إبن الرّسّام الذي يحمل الاسم نفسه روبرت دي نيرو، وُلِدَ في ١٧ أغسطس / آب عام 1943 في عائلة كاثوليكية من أصل إيطالي_ إيرلندي. بدأ دي نيرو مهنته ممثلاً على مسارح برودواي قبل اكتشاف عالم السينما عام 1968 في فيلم Greetings للمخرج براين دي بالما. بعد ذلك أدى بعض الأدوار في أفلام لم تكن معروفة كثيراً. بدأ دي نيرو التمثيل في أفلام كوميدية في ثمانينات القرن الماضي مسجلاً فيها نجاحات باهرة نال جائزتَي الأوسكار، الأولى كأفضل ممثل عن دوره في فيلم Raging Bull والثانية كأفضل ممثّل ثانٍ عن فيلم The Godfather Part II، كما أخرج فيلمين هما A Bronx Tale (1993) و The Good Sheperd الذي شارك في بطولته الى جانب مات دايمون.
لِمَ قد تعني قصة من الزمن الماضي حول تاريخ وكالة الاستخبارات المركزية جمهور اليوم؟أعلم أنه مفترض بي القول إنها تناسب الناس اليوم، لكنني لست واثقاً من أن ذلك صحيح. تصبح مناسبة لهم بصفة معينة نظراً الى ما يحصل الآن حول العالم، فضلاً عن التركيز الكبير على وكالة الاستخبارات المركزية. القاسم الوحيد المباشر الذي أفكر فيه هو مشهد الاستجواب في سجن أبو غريب. أجرينا بحثاً حول هذه المسألة وفتشنا عن أمور أخرى فخطرت لنا هذه الفكرة إذ كانت بسيطة، فاعلة، قوية ورهيبة إلى حد أني شعرت بأن هذا المشهد ملائم.هل تشجع الممثلين على اعتماد أسلوبك في التمثيل أم تتقبل أسلوبهم حين تقوم بالإخراج؟أحبهم أن يبحثوا عن أسلوبهم الخاص في التمثيل. إلا أنني لا أفاجأ لو اعتمدوا أسلوبي. قد يحصل ذلك لكن عليهم في النهاية أن يشعروا بالراحة خلال أداء الدور.لمَ قررت أن مات دايمون هو الأفضل للدور الرئيسي؟أردت منح الدور في الأصل لليوناردو دي كابريو. لكنني تحدثت إلى مات وقال إنه يقبل به. قلّة الممثلون الذين أحب التعامل معهم وكنت محظوظاً جداً لتعاوني معه.لمَ اخترت مات دايمون تحديداً؟لأنه مؤهل للنجاح في الدور. لو كنت أملك خيار التعامل مع ممثلين معينين- لا أقصد أنهم لن يبرعوا في أدوار أخرى - فإنهم ما كانوا لينجحوا في أداء هذا الدور ولما شعرت بالحماسة لتصوير الفيلم ولذهب الجهد كله سدًى. إنه فيلم ضخم ويتطلب تعباً جمّاً. لذا أحتاج على الأقل الى الشعور بأن الممثلين يؤدون عملهم وفق الشروط الصحيحة. ماذا عن اختيار أنجلينا جولي لدور زوجة كلوفر؟الأمر سيان معها. كنت محظوظاً جداً بالعمل معها. لطالما أرادت تمثيل هذا الدور وأعربت عن اهتمام كبير به. اجتمعنا عدة مرات لمناقشة مسألة تمثيلها الدور وأذهلني حقاً أداؤها.أدىَّ مات دايمون دور رجل يحاول التكتم على أسرار كثيرة. ما نوع المناقشات التي أجريتها مع دايمون حول كيفية أداء شخصية ادوارد ويلسون؟تكلمنا عن أمور لا تُناقش عادة لأنها معروفة ومفهومة. كذلك تكلمنا عن الفيلم بعامة وعن كل مشهد على حدة. كل شيء كان معدّاً بدقة تامة.ماذا تعلمت عن وكالة الاستخبارات المركزية خلال السنوات التي أجريت فيها بحثك ودراساتك؟ تعلمت أن الأشخاص العاملين في حقل الاستخبارات أذكياء جداً ويثيرون الاهتمام وأدركت طبيعة عملهم وما تتميز به من خداع نشاهده دائماً في الأفلام. جلّ ما أعرفه ضمّنته هذا الفيلم وبذلت قصارى جهدي ليبدو حقيقياً قدر الإمكان. أردت أن يبدو واقعياً وجديراً بالثقة. ينتمي ادوارد ويلسون إلى جماعة «الجماجم والعظام» السرية. هل فرضت عليك شروط بشأن ما تستطيع أن تتطرق إليه في الفيلم وما لا تستطيع؟كلا، لم تكن هناك شروط أو أي شيء من هذا القبيل. حصلنا على المعلومات من الكتب. أردت جمع أكبر قدر ممكن من المعلومات وتعديلها بحسب ما أظنه صحيحاً وغير صحيح. لم أتوقع اكتشاف ما يفعلونه تحديداً، لكن هل هذا مهم حقاً؟ سمعنا عن المصارعة في الوحل (يصارع مات دايمون كجزء من عملية دخوله الوكالة) لكن ذلك ليس أمراً مهماً. حاولنا كشف تلك الحقائق من دون أن تبدو سخيفة أو عاطفية جداً، مثل المصارعة في الوحل التي سمعنا أنها كانت تحصل فأدخلناها في الفيلم.كيف حددت طبيعة المعلومات التي من الضروري التحدث عنها بشأن تدريبات وكالة الاستخبارات؟ ما هي تلك التي اضطررت إلى حذفها بسبب ضيق الوقت؟كان لا بد من حذف الكثير، لكنني سأضيفه إلى النسخة الموسعة على أسطوانة DVD. أحببت النسخة التي تُعرض الآن، فهي جيدة في أي حال. أردت ايضاً نقل القصة من دون إرباك الجمهور رغم أن بعض الأجزاء محيّر. لكن لا بأس، فلا ضرورة لأن يعرف المرء الأجوبة عن كل شيء. حذفت بعض التفاصيل لنتمكن من التركيز على الشخوص. ظننت أن ذلك سيكون منطقيّاً على الأرجح في هذه المرحلة. ومَن يبغي رؤية الجانب الآخر من الرواية نلبي طلبه أيضاً.هل خشيت في المشهد المناخي أن يفقد الجمهور التعاطف مع شخصية مات دايمون؟لم أقلق قط بشأن التعاطف مع الشخصية. لو تابعت القصة بدقة فإنك ستشعر بالتعاطف مع الشخصية بسبب تلك المعضلة وهذا يلائمني تماماً.هل ترى أي جانب للمقارنة بين فيلمك هذا وThe Godfather لكوبولا؟بدأ كوبولا المشروع مع إريك روث قبل أن يعمل عليه مخرجون آخرون. ثمة قواسم مشتركة وهذا طبيعي. يتناول فيلم The Godfather مجتمعاً سرياً ويتحدث فيلمي أيضاً عن نوع آخر من المجتمعات السرية مع أنه يتميّز بطابعه الأميركي. أعتقد أن إحدى أفضل العبارات في الفيلم حين يقول جو بيتشي: ماذا تريدون؟ فيجيب مات دايمون: «الولايات المتحدة الاميركية وما تبقى منكم مجرد زوّار». التصوير في The Good Shepherd مؤثر، إنه عمل بوب ريتشاردسون. مصور سينمائي رائع، ما كنت لأنجح من دونه. اخترت تصوير مشاهد كثيرة في شكل جانبي وأضفيت جوا من الغموض حول الشخوص، كيف حدث ذلك؟ناقشت المسألة مع المصور السينمائي وبهذه الطريقة صورنا الفيلم كاملاً. لو شعرت بأن هذه الطريقة لن تنجح لطلبت منه التخلي عنها. إنه عمل جماعي.هل وضعتم رسوماً تخطيطية (استوري بورد) للفيلم قبل تصويره؟وضعنا رسوماً تخطيطية لبعض المشاهد. إنما لطالما واجهت مشاكل معها. أعتقد أنها مفيدة أحياناً، كما لدى تصوير مشاهد التشويق حيث الدقة ضرورية، إلا أنني أشعر براحة كبرى حين لا نستند إلى تلك الرسوم. صحيح أننا نتحدث عن المشاهد لكن التفاصيل تتغير دائماً. قد تخطر فكرة مثلاً لأحد العاملين في اللحظة الأخيرة. حين يطرح إريك فكرة جديدة يعني ذلك أننا سنضطر إلى تغيير شيء ما، ثم يطرح الممثلون أو بوب ريتشاردسون أو حتى أنا فكرة مختلفة. يستلزم الأمر أحياناً بعض التغييرات في الإخراج وأنا أحب المرونة في هذه المسائل.