الشخصية الكويتية 3/3

نشر في 28-06-2007
آخر تحديث 28-06-2007 | 00:00
 إيمان علي البداح

هنالك أمل في كل شيء وفي كل شخص، وإذا صدقت الرغبة وجدت الوسيلة، فالحل يبدأ بالتفاؤل - وإن كان مصطنعاً في البداية– فالتفاؤل بحد ذاته كاف لرفع الضغط عن دواتنا، وبالتالي تنخفض حاجتنا إلى أدوات الدفاع الذاتي «الغرور والمكابرة»، وهنا نتمكن من رؤية واقعنا على حاله.

في الجزأين الأول والثاني من هذه السلسلة من المقالات تطرقت لعدد مما أراه كملامح عامة للشخصية الكويتية، وأود أن أؤكد مرة أخرى خطر التعميم والتمييز، فذاك وصف لما هو شائع، وليس لما هو عام.

عند الجمع بين الاكتئاب والسلبية والغرور فإن الناتج هو «كآبة المنظر وسوء المنقلب» كما في دعاء الركوب!!

الناتج الطبيعي للتفكير السلبي هو الاكتئاب، فعندما يكون كل شيء خطأ وكل شخص فاشل ولا ضوء في نهاية النفق، فلابد لأي إنسان أن يشعر بالاكتئاب وانعدام الرغبة في الحياة خصوصا عندما لايكون لهذه الحياة ثمن. وعند خلط السلبية بالسطحية نجد اهتمام الفرد ينصب على الشكليات والماديات، أملا في أن يجد في تلك الماديات معنى للحياة أو تعويضا لفقدان هذا المعنى.

الغرور والكبرياء الزائف هما أداتي دفاع ذاتي بدائيتين تحميان الفرد من التعمق في واقعه وفي حال تفكيره والاعتراف بنواقصه أو بمرارة مستقبله، وبهذا يحكم المرء على نفسه بالهلاك ويتغزز لديه الشعور بالكآبة الذي بدوره يكرس السلبية وهكذا دواليك.

فهل هذا هو مصيرنا المحتوم؟ هل هذه نهاية مطافنا كشعب وكدولة؟ بالطبع لا! هنالك أمل في كل شيء وفي كل شخص. وإذا صدقت الرغبة وجدت الوسيلة، فالحل يبدأ بالتفاؤل – وان كان مصطنعاً في البداية – فالتفاؤل بحد ذاته كاف لرفع الضغط عن ذواتنا، وبالتالي تنخفض حاجتنا الى أدوات الدفاع الذاتي «الغرور والمكابرة»، وهنا نتمكن من رؤية واقعنا على حاله.

هذا بالنسبة إلى الجانب النفسي، أما على الجانب الفكري والسلوكي فهنالك قائمة من المهارات التي لابد أن تكون عماد تربيتنا وتعليمنا وثقافتنا:

(1) التفكير النقدي بمعنى البحث والاستفسار وبناء آراء مستقلة ومنطقية وموضوعية.

(2) التدريب على الحوار الفعال المبني على «الإنصات» وليس مجرد «الاستماع» والرغبة في فرض الرأي على الآخر.

(3) العمل على تقبل الآخر والاستفادة من المختلف و«التواضع» في تقدير الإمكانات الشخصية.

(4) شحذ مهارات اتخاذ القرار بما فيها مهارات جمع المعلومات والتحليل والربط واستكشاف الأنماط ووضع البدائل.

(5) القراءة والاطلاع في مجالات متعددة وواسعة لفتح الأفق وتوسيع المدارك.

(6) بناء ودعم مهارات التفكير الإبداعي للخروج من حدود العرف والمتوقع.

هذه التغييرات النفسية والفكرية والسلوكية جديرة بتغيير ما أصبح دارجاً في شخصيات وتصرفات الكويتيين وبالتالي انطباعات الشعوب الأخرى عنا. وهي كافية لبناء أساسات شخصية قويمة قادرة على الحب والمرح والعطاء والاخلاص والاستمتاع الحقيقي بالحياة ونعمها.

back to top