الرئيس والمستشارون

نشر في 08-04-2008
آخر تحديث 08-04-2008 | 00:00
 بسام عبدالرحمن العسعوسي

أتساءل بشأن اختلاف فحوى موقف مجلس الوزراء الرسمي عمّا أدلى به سمو الرئيس في لقاء صحفي حول الأدلة على تورط عماد مغنية من عدمه في اختطاف «الجابرية». فالذي أعلمه تمام العلم أن هكذا لقاءات صحفية مطولة مع شخصيات مهمة بحجم سمو الرئيس يتم الإعداد لها وفق آليات وقنوات معينة، فأين دور المستشارين والمسؤولين في ديوان سموه؟

سأدخل في الموضوع مباشرة وأتساءل عن دور مستشاري سمو رئيس مجلس الوزراء السياسيين والإعلاميين عندما يقوم سموه بالتصريح إلى أي من الوسائل الإعلامية حول مجمل القضايا المطروحة على الساحة السياسية؟!

وكل ما أخشاه هو أنهم لا يجرؤون على قول الحقيقة والصراحة لسمو الرئيس، كما هي العادة لدى أغلب المسؤولين في عالمنا العربي.

تساؤلاتي جاءت بسبب اختلاف فحوى موقف مجلس الوزراء الرسمي عمّا أدلى به سمو الرئيس حول الأدلة على تورط عماد مغنية من عدمه في اختطاف «الجابرية». فرئيس الحكومة يدلي بأقوال خلال لقاء صحفي تتناقض تماماً مع موقف مجلس الوزراء السابق... فالذي أعلمه تمام العلم أن هكذا لقاءات صحفية مطولة مع شخصيات مهمة بحجم سمو الرئيس يتم الترتيب والإعداد لها وفق آليات وقنوات معينة. فالأسئلة يجب أن تعرض أولاً وتراجع الأجوبة وتتم غربلتها وتنقيحها وفلترتها، بحيث تكون الردود منسجمة تماماً مع قناعات ومواقف سموه الرسمية، فاللقاء مع الزميلة «الراي» كان لقاءً رسمياً والأسئلة كانت تدور في مجملها عن مواقف رسمية وليس شخصية... من هنا جاء تساؤلي حول دور المستشارين والمسؤولين في ديوان سموه، الذين يعتمد عليهم المسؤولون في كل الدول ولا يمثل الاعتماد على المتخصصين قصوراً لدى هؤلاء ومنهم الشيخ ناصر المحمد لا سمح الله... لكن كثرة المشاغل والهموم والقضايا التي على الرئيس متابعتها تجعل الاعتماد على مثل هؤلاء المحترفين أمراً في غاية الأهمية، بل تعد هذه من علامات الإدارة السياسية الناجحة.

لذا أرى من الضرورة بمكان أن يتم تطوير آلية عمل مستشاري المسؤولين الكبار بعيداً عن الطريقة التقليدية في الاختيار بحيث يمكن الاستفادة منهم أو توظيفهم في مهمات وغايات معينة وصولاً إلى خدمة المسؤول الأول وإنجاحه. كما أظن أن الأخ نايف الركيبي الذي يعتمد عليه الرئيس اعتماداً كبيراً يتحمل مسؤولية إعادة النظر في دور الكفاءات التي يستند إليها رئيس مجلس الوزراء كأهم مؤسسة تدير السلطة التنفيذية في البلاد.

*****

آخر العمود:

قمة الشرف أن نمسح الجوخ للشرفاء والرموز ولكن ليس من النبل والفضل أن نقف مع سارقي الجوخ والحرامية.

back to top