الحكومة: علاقتنا بمجلس الأمة عادت إلى الصفر ناصر المحمد يقبل استقالة المبارك بعد إصرار... ويكلف المحيلبي الاستجواب ردَّ على استقالة الاستفزاز... وانقضى دستورياً
أكدت مصادر حكومية أن الوزراء أعربوا عن تذمرهم، وأنهم باتوا غير قادرين على العمل في ظل التهديد النيابي المستمر لهم.
فجّرت استقالة وزيـرة الصــحة د. معصومة المبارك مخاوف وزراء الحكومة، أثناء جلسة مجلس الوزراء أمس، برئاسة سمو الشيخ ناصر المحمد. إذ أعرب الوزراء، وفق ما أبلغته مصادر حكومية لـ«الجريدة»، عن تذمرهم من انهم باتوا غير قادرين على العمل والإنجاز، في ظل التهديد النيابي المستمر لهم باستجوابهم تارة، والمطالبة باستقالة بعضهم تارة اخرى. وطالبوا رئيس الحكومة بوضع حد للتعسف النيابي الحاصل ضدهم، لاسيما انهم أصبحوا عاجزين عن تنفيذ برامجهم الحكومية. ونقلت المصادر استياء رئيس الوزراء من تأزم الامور مرة اخرى مع مجلس الامة، والتعسف في استخدام الاستجواب، وقالت ان الحكومة ترى ان «الأجواء باتت حساسة جدا وأن التعاون مع المجلس عاد الى نقطة الصفر».
وذكرت المصادر أن الوزيرة المبارك، قدمت عرضا الى مجلس الوزراء، شرحت فيه كيفية وقوع حريق مستشفى الجهراء، والاسباب الرئيسية التي ادت الى تفاقمه، وأشارت الى ان خطة الطوارئ عملت بكل كفاءة وان ما حصل كان امر الله. وقالت ان القضية «أخذت اكبر من حجمها وسوّقت سياسيا من اجل الاطاحة بوزيرة الصحة، رغم ان اجراء ات الطوارئ والاخلاء كانت سليمة»، لافتة الى انها تملك الشجاعة لقول هذا الكلام، وان شجاعتها شجعتها على ترك المنصب الوزاري والاستقالة. وقالت المصادر ان رئيس الوزراء طالب الوزيرة المبارك اثناء الجلسة ثلاث مرات بالعدول عن استقالتها، لكنها قالت: «لا عدول عن امر اتخذته من اجل الكويت». وأضافت بالحرف الواحد: «السموحة يا طويل العمر، أتمنى أنك تحقق رغبتي»، فخاطبها رئيس الوزراء بقوله: «كفيتي ووفيتي يا معصومة من خلال عملك الوزاري وكنت مثالا للتضحية من اجل الكويت، وكنا نتمنى ان تستمري، لكن لك ما تريدين». واستنادا الى هذه التطورات صدر مرسومان أميريان، الاول قضى بقبول الاستقالة والثاني كلف وزير الاعلام عبدالله المحيلبي مهام وزارة الصحة بالوكالة. نيابيا، لم تخل استقالة المبارك من ضجة نيابية، إذ قدّم النائبان وليد الطبطبائي وفيصل المسلم استجوابهما لوزيرة الصحة الى رئيس مجاس الأمة بالإنابة محمد البصيري (قبل جلسة مجلس الوزراء). وفي مؤتمر صحفي وصف المستجوبان الطبطبائي والمسلم استقالة الوزيرة بـ«الهروب من مواجهة المسؤولية»، مبررين تقديمهما للاستجواب على عجالة بالرد على بيان استقالة الوزيرة، الذي اعتبروه «استفزازيا» لقولها إن «بعض النواب يريدون حرق البلد». وفيما أكد الطبطبائي والمسلم انهما لا يستهدفان شخص الوزيرة أو توجهاتها، بل مسؤوليتها عن الوضع الصحي في البلاد واستمرار تفاقم الاوضاع الصحية، كشف الطبطبائي عن وجود حالة وفاة أخرى في حريق مستشفى الجهراء مارست الوزارة التضليل لكي لا يعلم الناس عنها، مبيناً أنها لسيدة تبلغ من العمر 76 عاماً توفيت في يوم الحريق جراء اختناقها من الدخان. أمّا المسلم، فقال إن «هدفنا ليس الاستعراض امام الاعلام». وأضاف: «نعلم ان ما حدث لوزيرة الصحة هو إقالة اكثر منها استقالة وانها أجبرت عليها»، طالبا «تعهدات من الحكومة باستمرار معالجة الملف الصحي الذي اصبحت كلفته عالية جدا». وكانت خطط المستجوبين أمس واجهت بعض الارتباك إزاء إعلان استقالة المبارك، إذ كان من المقرر أن يقدم الاستجواب ثلاثة نواب وأن يقدم في فترة الظهر، إلا أن الحركة الدستورية الإسلامية تراجعت عن المشاركة بالاستجواب، نظراً لاستقالة الوزيرة وخشية أن يحسب عليها ذلك كموقف ضد الحكومة. يذكر أن الاستجواب الذي قدم صباح أمس يتضمن محورين، تناول الأول قضايا العلاج بالخارج، فيما تضمن المحور الثاني تداعيات حريق مستشفى الجهراء. ويعد هذا الاستجواب منقضيا دستوريا ولن يناقش لاستقالة وزيرة الصحة من منصبها.