Hairspray متعة الإستعراض رقصاً وغناءً

نشر في 21-10-2007 | 00:00
آخر تحديث 21-10-2007 | 00:00
يمكن وضع فيلم Hairspray في خانة فيلميّ Little Shop of Horrors وThe Producers إذ حُوّل إلى مسرحيّة موسيقية ناجحة قبل أن يعود إلى الشاشة غنائياً راقصاً. قد لا يحتلّ هذا الفيلم المرتبة الأولى للأفلام الموسيقية إلاّ أنّه فيلم مسلّ وهذا أكثر ما يمكن أن يتوقّعه أحد من المخرج والكاتب جون ووترز. صحيح إنّ قصّة الفيلم عاديّة لكنّ شخوصه جيّدة والموسيقى رائعة، لكنّه غير متفوق في الوقت نفسه على أفلام نالت جوائز أوسكار مثل Chicago و Dreamgirls.
لدى اطلاق فيلم Hairspray للمخرج ووترز في الصالات عام 1988 كان من أفضل أعماله. سلك الفيلم طريقه إلى خشبة برودواي قبل أن يقرّر المخرج أدام شانكمان إعادته إلى الشاشة الكبيرة. صحيح أن الشبه كبير بين النسخة الجديدة والفيلم الأصلي إلاّ أن هناك العديد من التحيّات إلى الفيلم الاصلي. مثلاً يلعب جيري ستيلر٬ أحد نجوم النسخة غير الموسيقية من الفيلم، دورًا صغيرًا ولجون ووترز اطلالة صغيرة فيه.

تدور الحوادث في بالتيمور عام 1963 مع المراهقة ترايسي تورنبلاد (نيكي بلونسكي) التي تحلم بالمشاركة في برنامج تلفزيوني مع كورني كولنز (جايمس مارسدن). تعود يومياً يوم مسرعةً من المدرسة مع صديقتها بيني (أماندا باينز) لمشاهدة البرنامج في المنزل رغم يأس والدتها السمينة إدنا (جون تراﭬولتا). تحلم ترايسي بأن تصبح ذات يوم نجمةً تلفزيونيّة وكان والدها اللطيف ويلبور (كريستوفر والكن) يشجّعها على ذلك. حين أعلن برنامج كورني كولنز عن فتح باب الاشتراك كانت ترايسي أولى المشاركات. تطرد منتجة البرنامج ﭬلما ﭬون تاسل (ميشال بفايفر) ترايسي بسبب بدانتها إلاّ أنّ هذه الأخيرة تنال إعجاب كورني فيقرر منحها فرصة. حين تقرر ﭬلما إحكام السيطرة على البرنامج وتلغي Negro Tuesdays تنضم ترايسي إلى مسيرة ضدّ العنصريّة وسرعان ما تغدو مطلوبة من العدالة بتهمة مهاجمة شرطي...

إثر مشاهدة الفيلم لم أتمكن من دندنة أي أغنية، لكنّ الأغاني ال 12 في الفيلم مفعمة بالحياة والرّقصات الشائقة التي ترافقها وهي أفضل من تلك في أفلام Rent أو The Producers أو حتّى (إلى حدٍّ ما) Dreamgirls. كما يظهر أنّ الممثّلين يستمتعون وينقلون هذه المتعة إلى المشاهد. تبهر نيكي بلونسكي المشاهد كالألعاب النارية وتستحوذ على انتباه الكاميرا حتّى نهاية الفيلم. يعاون بلونسكي في الأدوار الثانويّة ممثّلون معروفون أمثال أماندا باينز، كريستوفر والكن، ميشال بفايفر، كوين لطيفة (تميزت بأداء رائع أفضل من الذي قدمته في Chicago) وجايمس مارسدن. يبقى آخر في فريق الممثلين هو جون تراﭬولتا الذي مكث أربع ساعات يومياً في غرفة الماكياج ليتحوّل إلى امرأة ونراه مكسوّاً بلباس واسع فيثير الضحك. تمكّن تراﭬولتا ومن إيصال الشّخصيّة ومن تغيير نبرة صوته حتى وهو يغنّي.

يعود بنا فيلم Hairspray إلى السّتّينات مولّداً الحنين نائياً عن الواقع. يتطرّق إلى المشاكل الاجتماعيّة في تلك الفترة إنما بطريقة لطيفة تحوّل تعقيد هذه المشاكل وقبحها إلى مشاهد كاريكاتوريّة تحمل مغزى لا يمكن الجدال فيه مثل «العنصريّة أمر سيئ». تناول موضوع العنصريّة الذي ما زال عاراً في تاريخ هذا البلد أحرج الفيلم فجعله موضوعاً كئيباً، كذلك كان حسّاساً الاستخفاف بالنّضال والمقاتلين ضدّ العنصريّة. حاول صانعو الفيلم تحقيق التوازن في هذا الجانب.

كان ممكناً ألا يحقّق Hairspray نجاحاً لو لم يتمّ تكثيف الاعلانات عنه. لا يحتوي على أيّ مؤثّرات خاصّة (إلاّ إذا اعتبرتم بدانة تراﭬولتا منها) ولا تفجيرات أو مشاهد مطاردة أو إطلاق نار. ليس فيلماً عميقًا ولا غنيًّا بالمواضيع أو بالشخوص المعقدّة. إنه في المقابل ناجح لناحيتي الرّقص والغناء. تجاوز Hairspray توقّعاتي رغم أنّه ليس فيلمي المفضّل هذا العام إلاّ أنّه ممتع كفاية لأنصحكم بمشاهدته.

back to top