لا مبادرة موسى تصطدم بجدار توصيف الأزمة اللبنانية

نشر في 20-06-2007 | 00:04
آخر تحديث 20-06-2007 | 00:04
بري يبدأ من توسيع الحكومة والأكثرية من استكمال التحرير

لا مبادرة ولا وساطة، بل محاولة خدمة للبنان كله. بهذين النفيين البسيطين والقاطعين حدد الأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى إطار التحرك الذي يرأسه في بيروت في محاولة لإيجاد مخارج للأزمة السياسية المتفاقمة في لبنان. وهو ما فهمت منه بعض الأوساط المتابعة ان جولة موسى لا تعدو كونها «لجنة تقصي مواقف سياسية» من طرفي النزاع.

الى ذلك علمت «الجريدة» من مصادر كتلتي النزاع في لبنان أن الفريقين يقفان على ضفتين متناقضتين من مداخل الحلول التي يفترض ان تخلص إليها جولة موسى. فقوى الرابع عشر من آذار تتمسك بمقاربة الأزمة اللبنانية من بوابة الأمن، وما تعتبره التورط السوري في زعزعته على ما عرض وزير الخارجية بالوكالة طارق متري للمؤتمر الوزاري العربي العاجل في القاهرة نهاية الأسبوع الفائت. وعلمت «الجريدة» ان هذه القوى متفقة على محاولة حصر النقاش مع موسى بمواضيع التصفية والتهديد الأمني اللذين تتعرض لهما قوى الأكثرية البرلمانية وملف تهريب السلاح والمسلحين عبر الحدود اللبنانية - السورية وتحميل الدول العربية  مسؤولية «استكمال تحرير لبنان من الإحتلال السوري» على ما جاء على لسان مصدر نيابي مقرب من الزعيم الدرزي وليد جنبلاط.

على الضفة الأخرى تتمسك قوى المعارضة بمقاربة الأزمة بوصفها ازمة سياسية داخلية، ينتج عن تفاقمها «فتح البلد على كل راغب في الاصطياد في الماء العكر». وقالت مصادر متابعة للمحطة الأولى لموسى ولقائه رئيس المجلس النيابي اللبناني نبيه بري أن بري اقتصر في استعراضه لتصورات الحل على هذا الشق الداخلي تماماً. وإذ لم يطرح بري جديداً كرر على مسمع الأمين العام ضرورة البدء بتوسيع الحكومة القائمة «وإبقائها برئاسة فؤاد السنيورة» من دون الاتفاق على برنامج سياسي مفصل. كما طلب بري من موسى والوفد العربي المرافق له «تأمين إطار عربي يرعى التوافق على رئيس للجمهورية».

ويستند الرئيس بري في مقاربته الى ما رشح أمس الأول في بيروت عن توافق بين البطريرك الماروني مار نصرالله بطرس صفير ورئيس الجمهورية إميل لحود على ضرورة قيام حكومة وحدة وطنية كمخرج اساسي للازمة السياسية القائمة.

وعليه تبدو جولة موسى بحسب مراقبين أسيرة هذا التباعد القاتل بين الأفرقاء في توصيف عناصر الأزمة وبالتالي توصيف الحلول المطلوبة للخروج منها. كما أنها اسيرة جملة استحقاقات دولية، ابرزها اللقاء المرتقب بين العاهل السعودي الملك عبد الله بن عبد العزيز والرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي غداً، بالاضافة الى الزيارة المرتقبة لرئيس الحكومة اللبنانية فؤاد السنيورة في 26 الجاري الى باريس بدعوة من الرئيس الفرنسي. كذلك تنتظر جولة موسى ما ستتمخض عنه قمة بوش – أولمرت التي انعقدت أمس وجرى فيها التداول بملفات غزة وإيران والمفاوضات الإسرائيلية السورية المحتملة. إضافة الى نتائج الحلقات من المشاورات التي يجريها الموفد الفرنسي السفير جان كلود كوسران ولقاءاته أمس الاول في واشنطن بمساعد وزيرة الخارجية الأميركية ديفيد ولش ولقاءاته مع المسؤولين الإيرانيين.

في هذه الأثناء اعربت مصادر وزارية لـ «الجريدة» عن قلق بالغ من مرحلة ما بعد حسم معركة مخيم «نهر البارد» وتجمع مؤشرات تفيد ان ثمة تحضيراً لتفجير أمني كبير قد لا يكون مسبوقاً في حجمه بالمقارنة مع التفجيرات السابقة، وتخوفت هذه المصادر من احتمال تكرار سيناريو الصواريخ المجهولة جنوب لبنان بما قد يؤدي الى اشتعال جبهة الجنوب مرة اخرى، في تكرار دموي لحرب تموز الصيف الماضي.

 

 

back to top