السؤال الحائر: هل هناك جدية في إصلاح التعليم

نشر في 08-10-2007
آخر تحديث 08-10-2007 | 00:00
 د. موضي عبدالعزيز الحمود

تتسابق الآن الجامعات العالمية للمشاركة في برنامج طموح يحدث على أطراف دولتنا الحبيبة الكويت، في الوقت الذي تنشغل فيه الساحة المحلية وتتسابق صحفنا ونوابنا، مدة زادت على الأسبوع بنقاش حاد بشأن نقل الوزيرة الفاضلة لبعض الموظفين من موقع عمل إلى آخر.

تتسابق دول المنطقة في الدفع بجهود اصلاح المسيرة التعليمية وتسخير الإمكانات المطلوبة لخدمة خططها الموضوعة للنهضة والتحديث في مراحلها التعليمية المختلفة. وقد كانت دولة قطر الحبيبة سباقة في احتضان أفضل الجامعات العالمية، ووفرت لها أفضل المواقع الجامعية والإمكانات المادية. وفق مشاريع متكاملة جاهزة للتشغيل تحت إدارة أربع جامعات أميركية عملاقة تنوعت في تخصصاتها لتشمل مجالات الطب والهندسة وإدارة الأعمال، وعلى الخطا نفسها سارت دولة الإمارات التي استضافت جامعات عالمية وفق اتفاقات سخية، وها هي الأخبار تطالعنا في هذا الأسبوع عن أكبر مشروع إصلاحي للتعليم في المملكة العربية السعودية، التي رصدت تسعة مليارات ريال على مدى 6 سنوات لإصلاح المناهج وتأهيل المدرسين وتحسين البيئة المدرسية والأنشطة الصيفية واللاصيفية.

وفي هذا المضمار تتسابق الآن الجامعات العالمية للمشاركة في هذا البرنامج الطموح كل ذلك يحدث على أطراف دولتنا الحبيبة الكويت، في الوقت الذي تنشغل فيه الساحة المحلية وتتسابق صحفنا ونوابنا، مدة زادت على الأسبوع بنقاش حاد بشأن نقل الوزيرة الفاضلة لبعض الموظفين من موقع عمل إلى آخر، وتطالعنا الصحف بأسئلة زادت على العشرات عن أمور تفصيلية وتنفيذية في وزارة التربية، وبالطبع من المتوقع أن تنشغل الوزيرة وجهازها الفني في قضايا التبرير والتفصيل والشرح والإيضاح في مسائل هي من صميم اختصاصهم، ولكن من يجرؤ أن يقول إن هذا لا يصح؟

إن كنا ننشد الإصلاح والتطوير فيجب أن نُقر بأن ذلك لا يستقيم وأن ما نتغنى به من طموحات في التطوير والتنمية لا تأتي في هذا الجو الصاخب والمشحون، لا شك أن هذه المفارقات العجيبة تحتاج إلى من يتصدى لها من الجادين والمصلحين من السلطتين حتى توضع الأمور في نصابها الصحيح، وحتى يصرف الجهد في مجاله من دون انحراف، لعلنا نجد موقعاً مناسباً في مضمار التعليم والتأهيل البشري الذي تخلفنا فيه حتى أصبحنا نحتل، من دون منازع، أدنى مراتبه ودرجاته.

back to top