الخرافي... قَبَلي

نشر في 02-04-2008
آخر تحديث 02-04-2008 | 00:00
 مظفّر عبدالله أول العمود: نعيش آخر أيام الربيع في الكويت... وقتها قصير... تصلح لزراعة الزهور والجلوس على مقهى جميل... وليس للانشغال المفرط في الانتخابات.

* * *

لن يأتي اليوم الذي نعيش فيه بلا مشاكل، وهي حكمة وناموس إلهي. نقول ذلك والحديث عن مساوئ الدوائر الخمس قد بدأ من قطبين برلمانيين: الأول، في حديث الرئيس السابق للمجلس جاسم الخرافي بمناسبة زيارته إلى أحد دواوين منطقة الصليبيخات وتفضيله نظام الدوائر العشر، وقوله إن نظام الدوائر الخمس لم يقض على السلبيات التي كان يتخوف منها المعارضون للنظام القديم، والثاني ما أدلى به العضو الأسبق عبدالله النيباري، ومطالبته القيادة السياسية بالعمل بنظام الدائرة الواحدة، لأنه لم ير في النظام الحالي أي بادرة في القضاء على الظواهر السلبية التي من أجلها قامت حركة (نبيها خمس).

ومع يقيننا بأن الحكم على النظام الانتخابي سابق لأوانه، فإن بوادر إيجابية أولى بدأت في الظهور كما كان متوقعاً، فقول الخرافي إنه يفخر لكونه ابن قبيلة وإن البداوة ليست حكراً على أحد له معنى إيجابي، ونتوقع أقوالاً شبيهة ستصدر من مرشحين تغيرت دوائرهم ودخلت فيها شرائح اجتماعية جديدة لم تكن موجودة في السابق حسب نظام الدوائر الـ25.

قول الخرافي، حتى لو حسبناه من قبيل الغزل السياسي لكسب الأصوات فهو مبرر، لأنني من المؤمنين بأن خطابنا السياسي يحتاج إلى تحسين، للتأكيد على المبدأ الدستوري القائل إن عضو المجلس يمثل الأمة بأسرها، ومن المبهج أن يتعامل المرشح الشيعي مع إخوانه القبليين، وأن تمتزج أهواء الحضر والقبليين معا، وكل ذلك ليكون لمفهوم الوحدة الوطنية معنى وطعم.

نظام الدوائر الخمس بُني على مبدأ زيادة عدد المناطق في الدائرة الواحدة، وهو مطلب مهم نحتاج الى معرفة باقي نتائجه خلال دورتين انتخابيتين على الأقل، مع إيماننا الكامل بأن شروراً كثيرة يمكن القضاء عليها بالعمل بنظام الدائرة الواحدة، وتفعيل صيغة العمل الحزبي الذي سيسهل دخول المرأه إلى البرلمان، وكلنا يتذكر مجلس عام 1985 الذي حل بعد سنة فقط، والثلة الجميلة التي كانت ممثلة فيه، فهو نتاج نظام الدوائر الـ25! فالفرق كان في الوعي وفي نوعية المرشحين.

النظام الحالي لن يكون سحريا، لكنه دواء يحتاج وقتا، فالأمراض التي حصدناها من العبث في الدوائر عام 1980 مدمرة، والمطالبة بالتغيير الآن مقبولة في إطار المبادرة السياسية، لكن من الصعب تحقيقها حاليا، وقد تحتاج هذه المطالب وقتا لأسباب كثيرة أهمها التردد والبطء في اتخاذ القرار، وهي سمة كويتية!

 

back to top