الحكيم لـ الجريدة: لن نسمح بالالتفاف على الحكومة

نشر في 18-06-2007 | 00:04
آخر تحديث 18-06-2007 | 00:04
No Image Caption
نعمل لإنهاء الوجود الأجنبي في الوقت المناسب

السيد عبد العزيز الحكيم رئيس المجلس الاسلامي الاعلى العراقي ورئيس الائتلاف العراقي الموحد مازال يواصل علاجه في احد المستشفيات الخاصة في طهران بسبب اصابته بالسرطان الرئوي. في الايام الاخيرة سرت اشاعات في الاوساط العراقية في العاصمة الايرانية عن تعيين نجله ومستشاره السياسي عمار الحكيم خلفاً له بسبب تدهور حالته الصحية، لكن السيد عمار الحكيم وفي حديث مقتضب معنا نفى تلك الشائعات جملة وتفصيلاً وقال ان والده على تواصل مع كل المسؤولين العراقيين.

كيف تنظرون إلى مستقبل العملية السياسية في ظل الانباء عن محاولات للاطاحة بحكومة المالكي؟

كما هو معروف ان الاوضاع في العراق اوضاع صعبة ولكن الشعب العراقي، شعب عظيم كما هو واضح وقد مارس العملية السياسية من خلال الانتخابات التي افرزت مجلس النواب العراقي المنتخب والذي يعتبر اول مجلس نواب منتخب دستورياً، وقام هذا المجلس بانتخاب رئيس الجمهورية ورئيس الوزراء وانتخب حكومة الوحدة الوطنية. وهذا يحدث لاول مرة في تاريخ العراق، وهذه العملية السياسية تدعمها قاعدة جماهيرية مليونية بالاضافة إلى القوى العراقية التي لها الثقل الاكبر في الساحة السياسية العراقية، والتي تقف وراء هذه العملية السياسية. وكل ذلك سيجعلها تقف في مواجهة كل التحديات ومحاولات الالتفاف على العملية السياسية والاطاحة بالحكومة من خلال طرق غير مشروعة.

كيف تنظر إلى واقع البيت الشيعي والائتلاف العراقي وخاصة مع السيد مقتدى الصدر؟

نعتقد ان البيت الشيعي والائتلاف العراقي الموحد قويان ومازالت حالة الوحدة العامة والانسجام العام موجودة، والجميع يتحرك باتجاه مصالح العراق العليا ومصالح العراقيين والكل يشعر بالخطر الحقيقي الذي تشكله قوى التكفير وقوى الصداميين والذي يهدد وحدة العراق وبالتالي يهدد وحدة العراقيين لكننا متحدون في السير في هذا الاتجاه.

هل تتوقع ان يأخذ السيد مقتدى الصدر مساراً منفرداً في المستقبل؟

نحن لا نتوقع ان يأخذ السيد مقتدى الصدر مساراً منفرداً في المستقبل، هو يعمل وفق العملية السياسية وله تنسيق مع المرجعية الدينية العليا والقوى السياسية، وحركته بشكل عام تسير بهذا الاتجاه، ونتمنى ان تستمر الاوضاع بهذه الطريقة ان شاء الله.

من يثيرالفتنة الشيعية ـ السنية في العراق؟

ان مثيري الفتنة يتمثلون بعدة اتجاهات، الاولى : الجهات التكفيرية والتي يمكن ان نقول ان القاعدة ابرزها، وهؤلاء درسوا وحللوا الاوضاع في العراق وكانوا يرون انه لا توجد لهم فرصة للبقاء والعيش والاستمرار والتوسع ما لم تكن هناك فتنة طائفية بين الشيعة والسنة حتى يمكنهم الظهور بمظهر المدافع عن السنة وان يوسعوا وجودهم في الوسط السني وبالتالي يتمكنوا من البقاء.

وقد بدؤوا عملياتهم الخبيثة بالعملية التي استهدفت آية الله العظمى الشهيد السعيد السيد محمد باقر الصدر في عام 2003 واردوا إيقاع الفتنة، واستمروا بالعمليات الاجرامية والتعدي على الحرمات والمساجد وقتل الناس الابرياء، وبعدئذ جاءت جريمتهم الاخرى بالتعدي على حرم الامامين العسكريين (ع) في سامراء وكادت ان تتحقق الفتنة الطائفية ويتحقق هذا الهدف المشؤوم لهم، لكن بحكمة السياسيين ورجال الدين والوعي العام الذي يتمتع بها العراقيون تم تفويت هذه الفرصة، واليوم بعد ان حوصر هؤلاء، قاموا بارتكاب جريمة أخرى في سامراء وسعيا منهم إلى إيقاع هذه الفتنة. هؤلاء انكشفوا من قبل الشعب العراقي واليوم تسمعون ان هناك حرباً شعواء ضد هذه المجاميع الارهابية التي هدفها الاساس هو السيطرة والتحكم بالعراقيين، وأيضاً تكفير كل من يخالفهم بغض النظر عن مذهبه أو عقيدته أو دينه. وهؤلاء آذوا أعزاءنا من ابناء العراق في المناطق السنية اكثر بكثير من الآخرين، بحيث ان الكثير من العلماء والمفكرين وشيوخ العشائر ورؤساء الجامعات قد هربوا من تلك المناطق بعدما قتلوا منهم مقتله كبيرة، وخلت تلك المناطق من تلك الشخصيات، ولكن النهضة الاخيرة التي حصلت في مناطق الانبار وصلاح الدين وديالى، أدخل أبناء هذه المناطق في حرب ضدهم، وضيقوا الخناق عليهم، واليوم يقف الشعب العراقي بغالبيته العظمى من السنة والشيعة والعرب والاكراد موقفاً واحداً ضد هذه المجاميع المجرمة التي تسعى إلى اثارة الفتنة، طبعاً الحليف التقليدي والمنتفع الرئيسي الاول هم البعثيون الصداميون، بالتالي هم أيضاً حلفاء للتكفيريين وهم أيضاً يريدون اثارة هذه الفتنة.

ماهو دوركم في الحوار الايراني ـ الاميركي وما تتوقعون منه؟

ما يتعلق بالحوار الايراني ــ الاميركي فإن هناك رغبة لدى عموم القوى العراقية سواء العربية أو الكردية، بل إلحاح منها وشعور باهمية ان يكون هناك حوار اميركي وايراني لأسباب منها: ان ايران لديها حدود طويلة مع العراق وكذلك موقفها الايجابي والداعم للشعب العراقي طيلة الفترة السابقة، ومساهمتها في التخلص من نظام صدام.

من جانب آخر نجد ان اميركا كما هو معروف لديها قوات كبيرة موجودة في العراق، وبالتالي فان التصادم الايراني والاميركي سوف ينعكس سلباً، وان حالة التشنج الموجودة في العلاقات بينهما ستؤثر في العراق وعلى الشعب العراقي وبالتالي نجد من المصلحة ان يكون هناك حوار وتفاهم ومصارحة في ما هو المطلوب، أو إذا كانت هناك قضايا تطرح بشكل مباشر، لذلك دعونا كعراقيين للحوار، وحضر السيد رئيس الوزراء في الاجتماع الاول للحوار والجميع يفكر اليوم بكيفية ان يستمر هذا الحوار وتزُال العقبات حتى تنعكس نتائج هذا الحوار بشكل إيجابي على العراق وعلى الشعب العراقي وعلى المنطقة.

هناك توقعات باستمرار الحوار الايراني ــ الاميركي كيف تقيّم نتائجه على مستقبل العراق؟

نحن نتوقع ونعمل من أجل ان يستمر هذا الحوار وأيضاً كما بينت سلفاً، سوف تكون لها انعكاسات إيجابية لو تم لها النجاح كما نتمنى لها النجاح، لينعكس إيجاباً على العراق وعلى المنطقة ككل.

حديث يتداول في الاعلام عن دور كبير لايران في العراق... ماهو حقيقة هذا الدور؟

نحن نعتقد ان الشعب العراقي هو الذي يقرر مصيره، الشعب العراقي يؤمن بالعملية السياسية وقد كتب دستوره بنفسه وهو يتحرك وفق الدستور والانتخاب واختيار مجلس النواب، ومجلس النواب هو الذي يختار الحكومة ويضع سياساتها ويقر هذه السياسات ويراقب أداءها ويراقب الحركة العامة، هذه مسألة واضحة. اما مسألة أدوار الدول الاخرى فنحن نتوقع ان تكون ادوارا مساندة للحكومة ومساندة للشعب، وهذا ما نتوقعه من ايران وكل دول الجوار وكل دول المنطقة والمجتمع الدولي، ولا نتوقع غير ذلك. واما التدخل في الشؤون الداخلية، فمن الطبيعي العراقيون لايقبلون التدخل في شؤونهم الداخلية، ليبقى العراق بلداً مستقلاً، ونتمنى ان يكون مستقلا وله ارادة وسيادة وبالتالي نعمل من أجل تحكيم هذه الارادة وهذه السيادة ان شاء الله.

هل هناك نهاية للانسحاب الاميركي من العراق وكيف تتعاملون معه؟

نحن نعمل من أجل انهاء وجود القوات متعددة الجنسيات في العراق، والقرارات الدولية أيضاً اخذت بهذا الشيء، وبالتالي هذا الشيء يجب ان تقرره الحكومة العراقية وتقرر الزمان المناسب لتحقيقه، لانها هي التي طلبت بقاء هذه القوات، فالقوات باقية بناء على طلب الحكومة العراقية، والحكومة العراقية تعمل من أجل تهيئة الظروف المناسبة، أي بناء القوات العراقية التي تتمكن ان تعتمد على نفسها وتحقيق الامن والاستقرار لكل العراقيين في كل العراق، وبالتالي تتمكن من الدفاع عن العراق ومصالحه.

back to top