الأسرة الجامعية تطالب بعقوبة صارمة للمدخنين وتخصيص أماكن لهم الآراء متباينة بشأن تفعيل قانون منع التدخين

نشر في 09-12-2007 | 00:00
آخر تحديث 09-12-2007 | 00:00

أجمعت الأسرة الجامعية من طلبة وأساتذة على منع التدخين في الجامعة، وتباينت آراؤهم بشأن تشكيل مدير الجامعة لجنة تدرس منع التدخين في الحرم الجامعي، ومنهم من رأى أن القرارات ستطبق على الطلبة فقط دون الأساتذة، ومنهم من طالب بتخصيص أماكن للمدخنين.

يمنع التدخين في المؤسسات والشركات والمجمعات والمرافق المغلقة، بسبب مضاره على غير المدخنين، الذين يحرمون من التمتع بالمرفق من دون أي ضرر صحي أو ازعاج، فضلا عن ضرر المدخن نفسه، ونادرا ما تجد من يحترم القوانين واللوائح ويلتزم بالتعليمات ولا يدخن، فتجد أي مبنى مغلق ممتلئاً بالدخان بسبب المدخنين غير المبالين بالقوانين، وتنضم جامعة الكويت إلى هذه المؤسسات التي تمنع التدخين داخل مرافقها وتوزع تعميماتها في كل أرجاء الجامعة لكن من دون استجابة سواء من الطلبة أم من الأساتذة والموظفين، في حين تحترمها القلة القليلة، لذا شكل مدير جامعة الكويت د. عبدالله الفهيد لجنة تدرس أساليب وآلية منع التدخين في الحرم الجامعي، وتسن بناء على تقاريرها قوانين تنظم عملية التدخين في الجامعة، نظرا لارتفاع نسبة المدخنين في الحرم الجامعي من طلبة وأساتذة، وأجمعت الأسرة الجامعية على مساوئ التدخين، بينما لاقى قرار تشكيل اللجنة نسبة من الرفض سواء من الطلبة أم من الأساتذة، ومنهم من رأى أن القوانين تطبق على الطلبة فقط دون الأساتذة، والبعض اقترح توفير أماكن مخصصة للمدخنين.

«الجريدة» استطلعت ردود أفعال الأساتذة والطلبة على قرار تشكيل لجنة لمنع التدخين، وفيما يلي التفاصيل:

قال استاذ قسم نظم المعلومات د. سليمان الرفيع إن فكرة تشكيل لجنة لوضع حل يمنع التدخين فكرة جيدة، وأن هذا القرار لن يطبق لأن من «الدكاترة» أيضا مدخنين، مقترحاً ان يفعّل القانون على الاساتذة اولا ليكونوا قدوة للطلبة، متمنيا أن يطبق هذا القرار بأسرع وقت ممكن.

وأيد استاذ قسم الإدارة والتسويق د. اسماعيل السيد قرار منع التدخين داخل الحرم الجامعي قائلاً «من حيث المنفعة العامة أنا أؤيد الموضوع، لكن المشكلة المترتبة على ذلك أن التدخين هو نوع الإدمان وعملية التحكم في التدخين ليست سهلة بتاتا، لذلك من مصلحة الكل تخصيص أماكن للمدخنين»، وأضاف ان فكرة منع التدخين في الجامعة جيدة لكن للأسف لا اعتقد ان هذا القرار سوف ينجح، لأن التدخين شر لابد منه.

من جانبها، قالت المعيدة في قسم المحاسبة د. شادن شاكر «أنا بكل تأكيد مؤيدة لفكرة منع التدخين في المبنى الجامعي، معتبرة التدخين في الأماكن العامة تعديا على حقوق الآخرين، مما يستوجب الحد من هذه الظاهرة، مقترحة عمل حملة ضد التدخين في كل الأماكن، وليس فقط في الحرم الجامعي.

ولتحقيق هذا القانون طالبت شادن شاكر الادارة الجامعية بالحزم في القرارات ومعاقبة المدخن في الجامعة، معارضة فكرة انشاء غرف أو أماكن مخصصة للمدخنين ووصفته بحل غير جذري.

بدوره استغرب د. محمد زينل وضع إشارات منع التدخين في الجامعة، في وقت تكثر فيه طفايات السجائر في كل ممر، وأوضح زينل ان مشكلة التدخين تكمن في عدم وجود عقوبة تردع المدخنين، موضحا ان التدخين ما هو إلا تعدٍ على حقوق الآخرين، وعدم احترام الغير.

من جانبه أيد الطالب سعود التركيت قرار منع التدخين في الحرم الجامعي، وقال «باعتقادي هي فكرة جيدة وتعتبر من أحسن القرارات التي صدرت، وإشارات «لا للتدخين» منتشرة في أرجاء الجامعة، ولكن للأسف لم يطبق أي طالب أو دكتور هذا القانون»، وللحد من التدخين أكد التركيت أهمية معاقبة من لا يتبع الشروط واللوائح، لأن التدخين في الأماكن العامة يعتبر تعديا على حرية الآخرين ومن الناحية الصحية فإنه يصيبهم بأمراض.

اما الطالب عبدالله العمران فقد عارض منع التدخين داخل الجامعة معتبرا التدخين حرية شخصية، رغم تأكيده على ان التدخين عادة سيئة، واقترح انشاء أماكن مخصصة للتدخين بحيث لا يتعدى أحد على حقوق الآخرين.

من جانبها، رأت الطالبة نور العلي أن قرار تشكيل لجنة لمنع التدخين في الجامعة قرار صائب، لكن في نفس الوقت يجب أن يكون المنع جزئيا، إذ يسمح للطلبة بالتدخين في الأماكن المفتوحة ومنع ذلك في الأماكن المغلقة فقط، والسبب في ذلك يعود إلى أن أكثر الطلبة يلجأون إلى التدخين للتنفيس عن الغضب، ومنعهم من التدخين يزيد توترهم.

ووصف الطالب حمد المنصور قرار منع التدخين بالايجابي والذي يصعب تطبيقه في الجامعة بسبب كثرة المدخنين، وستكون نسبة المحتجين على هذه الفكرة كبيرة جداً.

واقترح الطالب سالم الخشتي وضع أماكن مخصصة للمدخنين والتي «حسب وجهة نظره» ترضي جميع الأطراف وتقلل المضايقات والأمراض المترتبة على ذلك.

وأكدت الطالبة سارة أحمد تأييدها منع التدخين في الجامعة لما له من مضار على صحة الإنسان، وديننا الإسلامي اعتبر هذه العادة من الخبائث، متمنية أن يقاطعها المدخن ويتجه إلى العيادات التي تساهم في التخلص والعلاج من التدخين.

الطالب مساعد العومي يرى إيجابية منع التدخين في الأماكن العامة، لأن المدخن لا يضر نفسه فقط بل كل المحيطين به، مشددا على ضرورة الاقتداء بمن سبقنا من الدول المتقدمة والقيام بإحصاءات ودراسات متقدمة عن مضار التدخين وكيفية محاربته والحد منه.

بدورها قالت الطالبة فاطمة بوحمد «إن الدول الغربية تعتبر الشاب العربي مجرد مستهلك، وتقوم يوميا بالترويج لهذه الآفات السامة التي لا تضر المدخن فقط بل تضر كل من يحيط به»، وأضافت «أنا لست مدخنة وأبتعد عن الجلوس مع أي شخص يدخن نظرا إلى المضرة التي قد أصاب بها، مؤيدة إصدار قانون يمنع التدخين في الأماكن العامة.

back to top