Hitman... كارثة سينمائية جديدة

نشر في 26-12-2007 | 00:00
آخر تحديث 26-12-2007 | 00:00

اقتباس فيلم عن لعبة فيديو شهيرة تحمل الاسم نفسه Hitman، نظراً إلى التجارب السابقة في هوليوود، هو الفشل بحد ذاته. أمر لا يصدّق أن هوليوود بعد كل هذا الوقت، لم تستطع أن تنقل لعبة فيديو الى الشاشة الكبيرة بشكل جيّد!

في Hitman يفشل العميل 47 في مهمته ويحاول كثيرون قتله من دون أن يعرف المشاهد السبب. فنرى رجلاً أصلع، يقتل بعض الناس ويقود سيارته بعيداً. يلاحقه الانتربول فيقتل البعض ويعفي عن آخرين من دون سبب سوى أنه سيبدو غير متعاطف في حال قتل أحد الأشخاص الطيّبين. ينقذ أيضاً فتاة تدعى نيكا (أولغا كوريلنكو) لأنه يبدو أنه معجب بأوشامها ولأن الفيلم بحاجة إلى أن يستخدم بعض العري غير المبرّر لينجح.

في المشاهد الأولى من Hitman محاولة خجولة لرسم طفولة العميل 47 لكنها تبقى من دون جدوى لأن المشاهد لا يفهم فعلاً من هو أو ما هو أو ما هي دوافع تصرفاته، ويبدو أن المخرج جانز لا يبالي بذلك. المضحك المبكي في الفيلم أن شخصية هذا القاتل المأجور بدت أوضح لدى مشاهدة المقدمة الرسميّة لفيلم Hitman أكثر منها خلال مشاهدة التفاصيل وهي تتمحور حوله كعميل لجمعية تلمّح إلى مؤامرة كونيّة، الأمر الذي يبدو مشوّقًا. غير أن هذا التشويق المنتظر ليس موجوداً في الفيلم وعوضاً عن ذلك، يبرز القاتل رجلاً أصلع لا تاريخ له، قيل إنه عضو في «منّظمة»، يتسكّع ويقتل الناس من دون حافز واضح. أمّا 47 فيبدو آلةً تمشي وتتكلم وتقتل فحسب.

ربما لا يعتقد المسؤولون في سينما هوليوود أن عليهم الاجتهاد بما أن صناعة الأفلام تجني أرباحاً طائلة في كل الأحوال، لكن سيكون من الجيّد أن يأخذ المخرجون محبي العاب الفيديو على محمل الجد وأن توظّف الاستوديوهات المنتجة مخرجاً مبدعاً لإخراج هذه الأفلام.

إلى اليوم يتم الالتزام بأفلام ألعاب الفيديو التي ينفذها المخرجون السينمائيون أمثال بول أندرسون وأوي بول وفي كزافيه جانز الذي تولّى إخراج فيلم Hitman الذي لم يتميز بالتناقضات واللقطات الطويلة الرائعة والحركة البطيئة الملطخة بالرصاص بالاضافة الى الملابس ذات الألوان الغريبة المتباينة التي ترتديها الشخوص فتبدو مميزة على الشاشة.

Hitman فوضى عارمة وخال من الحبكة. أمّا شخوصه فليست غير وديّة فحسب بل فارغة وسطحية. هنا يجدر التساؤل لماذا أزعج المنتجون أنفسهم بالاستعانة بممثلين من لحم ودم بدلاً من فبركة الفيلم على الكمبيوتر.

لو كان هذا التصوير السينمائي الرائع قد استُعمل لخدمة الكثير من لقطات الحركة لكان من الممكن تجاوز اختلاط الفوضى في نص الفيلم، لكن من المستحيل على Hitman أن ينجز هذا الأمر.

تقتصر حركة الفيلم في معظمها على رجل يقف ويحمل الأسلحة، أمّا المبارزة اليتيمة في السيف بين قاتلين مأجورين فتبدو ضعيفة جداً.

مقارنة مع أفلام الحركة الحقيقية كـ The Bourne Ultimatum و Live Free or Die Hard، لم يكن Hitman شائقًا. قد ينتظر المشاهد الفيلم بكامله كي تأتي اللحظة الحاسمة والحركة المهمة من دون جدوى. لن نقول إن Hitman لا يستحق المشاهدة بل سنتمنى لو أنه لم يشّق طريقه الى الشاشة الكبيرة.

back to top