سحب جنسية سهى عرفات: روايات تلد أخرى... والحقيقة مجهولة
لايزال سحب الجنسية التونسية من أرملة الزعيم الفلسطيني الراحل ياسر عرفات يثير فضول وسائل الإعلام رغم تعدد الروايات بشأن الحقيقة التي ستظل مجهولة الى أن تعلن الحكومة التونسية صراحة السبب الكامن وراء القرار المفاجئ.
قال دبلوماسي عربي مقيم بتونس إن قرار السلطات التونسية سحب الجنسية من سهى عرفات، أرملة الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات، جاء بسبب ترويجها معطيات متجنية على تونس لدى جهات أجنبية. وقال الدبلوماسي الذي طلب عدم الكشف عن اسمه ليونايتد برس انترناشونال امس، إن السلطات في تونس قررت سحب الجنسية التونسية من سهى عرفات بعدما ثبت لديها ضلوع أرملة الزعيم الفلسطيني الراحل في «الترويج لدى أطراف أجنبية لمعطيات مختلقة ومتجنّية على تونس وعلى دول عربية أخرى»، وأضاف أنه لم يكن بوسع السلطات التونسية «غضّ الطرف عن مثل هذا الممارسات المنسوبة إلى سهى عرفات التي أضرت بمصالح تونس وبعض الدول الأخرى في المنطقة»، لاسيما ان هذه الممارسات جاءت بشكل متواصل ولأسباب غير مفهومة.واعتبر أن صمت السلطات التونسية إزاء قرارها يعكس حرص القيادة التونسية على المحافظة على صورة الرئيس الراحل ياسر عرفات الذي تكن له كل الاحترام، وذلك بغض النظر عن ممارسات سهى الطويل التي «لم تكن خافية خلال الفترة الأخيرة على الكثيرين في الأوساط الدبلوماسية». وحصلت سهى الطويل على الجنسية التونسية قبل عام. وقد غادرت تونس بعد إقامة استمرت أكثر من عشرة أعوام. ورغم مضي نحو أسبوعين على قرار سحب الجنسية التونسية منها ،فإن السلطات التونسية لا تزال تلازم الصمت بشأن الأسباب الكامنة وراء اتخاذها مثل هذا القرار، وتمتنع عن أي تعليق. وتشاطر مصادر فلسطينية الدبلوماسي العربي هذا الرأي، وتضيف أن السلطات التونسية «سبق لها أن طلبت من سهى الطويل التوقف والابتعاد عن مثل هذه الممارسات، كما وجهت إليها تنبيها بذلك، غير أنها لم تغيّر على ما يبدو من سلوكها».ولم تستبعد المصادر الفلسطينية أن تكون سهى عرفات قد أحرجت مضيفيها التونسيين جرّاء النفقات الطائلة المترتبة عن حفلات الاستقبال والمآدب الخاصة التي كانت تنظمها، لاسيما أن الدولة التونسية كانت تتحمل تلك المصاريف إضافة إلى تكفلها بكامل نفقات إقامة سهى عرفات منذ أن اختارت الإقامة بتونس. ولا تخفي الأوساط الفلسطينية في تونس حرجها الشديد من تصرفات سهى عرفات تجاه السلطات التونسية، والسعي لاستغلال الحظوة الخاصة التي كانت تتمتع بها حتى الفترة الأخيرة والتي تعود أساسا لمكانة الزعيم الراحل ياسر عرفات بين التونسيين قيادة وشعبا حتى بعد وفاته. ورأى مراقبون أن تونس التي لم تدخر أي جهد لدعم القضية الفلسطينية ومؤازرة شعبها وقادتها في كل مراحل النضال الفلسطيني، لم يشمل قرارها المتعلق بسحب الجنسية من سهى عرفات ابنتها زهوة (12 عاما) التي مازالت تتمتع بجنسيتها التونسية. ورأى رجال أعمال في تونس أن سهى عُرفت خلال إقامتها بتونس بمحاولة فرض نفسها «كوسيط» لدى الإدارة التونسية مقابل عمولات مالية، «مستفيدة من الضيافة والتبجيل اللذين كانت تحاط بهما من قبل الرئيس التونسي زين العابدين بن علي وحرمه ليلى بن علي». و كثيرا ما أثارت سهى عرفات زوابع إعلامية جعلتها تتعرض لانتقادات كثيرة بسبب وجودها خارج الأراضي الفلسطينية، وبسبب طريقة حياتها التي تتسم بالرفاهية، وتتناقض كثيرا مع أسلوب الحياة المتقشف لزوجها الراحل.(تونس - يو بي آي)