مردوخ ينهي صفقة تملّك داو جونز ويضمّ وول ستريت جورنال إلى مجموعته الإعلامية
تمكن عملاق صناعة الإعلام الأسترالي روبرت مردوخ صاحب شركة «نيوز كوربوريشين» العالمية، من إبرام صفقة شراء مجموعة «داو جونز» وبالتالي إحكام سيطرته على إحدى أهم الصحف في الولايات المتحدة الأميركية وهي الـ «وول ستريت جورنال».
نجح الملياردير الاسترالي روبرت مردوخ في ابرام صفقة شراء صحيفة «وول ستريت جورنال»، احد ابرز الصحف الاقتصادية في العالم، والصحيفة الاقتصادية الاولى في الولايات المتحدة. ودفع مردوخ، الذي يمتلك شركة «نيوز كروبوريشن» العملاقة العاملة في صناعة الاعلام، مبلغ خمسة مليارات دولار مقابل شراء مجموعة «داو جونز الاعلامية» التي تمتلك صحيفة «وول ستريت جورنال». وتمتلك مجموعة «داو جونز» ايضا مؤشر «داو جونز» المالي ومجلة «بارون»، ووكالة «داو جونز» للانباء المالية. وجاء فوز مردوخ بهذه الصفقة بعد ثلاثة اشهر من المفاوضات المكثفة مع اسرة «بانكروفت» التي سيطرت على شركة «داو جونز» وصحيفة «وول ستريت جورنال» لاكثر من مئة عام. ويعني تقديم خمسة مليارات دولار لشراء مجموعة «داو جونز» دفع مبلغ 60 دولارا مقابل كل سهم في المجموعة، وهذا يمثل زيادة قدرها 65% عن قيمة سهم الشركة قبل الاعلان عن عرض شرائها من قبل مردوخ. وادى الاعلان عن قرب اتمام صفقة شراء «داو جونز» الى ارتفاع اسهمها بنسبة 11% في معاملات يوم الثلاثاء. معارضة الصفقةولقيت الصفقة في بداية طرحها معارضة من قبل اسرة بانكروفت التي كانت تمتلك 64% من القوة التصويتية في مجلس ادارة مجموعة «داو جونز»، وبالتالي تسيطر عليها. الا ان صحيفة «وول ستريت جورنال» قالت ان اسرة بانكروفت حصلت على مبلغ 30 مليون دولار لتغطية تكاليف قانونية ومصرفية مرتبطة بالصفقة، الامر الذي ادى ببعض افرادها الى تغيير موقفهم الرافض للصفقة. وحسب الصحيفة فان مجموعة من اعضاء اسرة بانكروفت، الذين يملكون 38% من القوة التصويتية لمجموعة «داو جونز»، غيّروا موقفهم ووافقوا على الصفقة اضافة الى موافقة ملاك الاسهم من خارج الاسرة. واوضح كراوفورد هيل، احد اعضاء الاسرة الذين ايّدوا الصفقة، ان مجموعة «داو جونز» في حاجة الى استثمارات مالية، وان الاسرة لم تقم بما يكفي في تطوير اعمال المجموعة، ولهذا فهي تدفع الآن ثمن سلبيتها عبر الخمسة والعشرين عاما الماضية على حد قوله. كذلك عارض الصفقة مجموعة من الصحافيين العاملين في «وول ستريت جورنال»، بالاضافة الى عاملين في صناعة الاعلام. وابدى ممثلو نقابة العاملين في الصحيفة مخاوفهم من الا يحترم مردوخ الاستقلال الذي تتمتع به الصحيفة، وان يستخدمها في تحقيق مصالحه التجارية الواسعة. الا ان مردوخ تعهد بالحفاظ على استقلالية الصحيفة، وتعهد بتعيين لجنة خاصة للاشراف على عملية التوظيف في الجريدة. ويسعى مردوخ، البالغ من العمر 76 عاما، الى مزيد من التوسع في انشطته الاعلامية، اذ سيطلق قناة تلفزيونية اقتصادية جديدة في 15 أكتوبر المقبل. ويحتاج مردوخ الى موافقة السلطات الاميركية على الصفقة، الا انه صرح انه لا يتوقع ان يمثل هذا الامر مشكلة. وتفيد معلومات صحفية ان مردوخ يسعى الى استخدام صحيفة «وول ستريت جورنال» في شراء صحف كبيرة اخرى مثل صحيفة الـ«فاينانشال تايمز» البريطانية.