أمة اقرأ!

نشر في 21-07-2007
آخر تحديث 21-07-2007 | 00:00
 نايف الأزيمع

هل هؤلاء النواب، والوزراء، والكتاب، والصحافيون، وأعضاء الكتل والتجمعات والجمعيات «الأحزاب» يجيدون القراءة؟! أو هل هم قد قرؤوا بالفعل؟! أشك كثيراً في بعضهم، وأجزم في بعضهم الآخر! وإن كان ثمة استثناء فهم يُعدّون على الأصابع في أحسن الأحوال.

منذ فتحت عينيّ على دروب المعرفة، وأنا ما زلت أبحث وأتعلم كل يوم... وفي كل يوم اكتشف أنني ما زلت على مقاعد الدراسة، بل، وأكاد أقول إنني لا أزال تلميذاً في مرحلته الابتدائية!

أن تعرف يعني أن تقرأ، وحتى تكون عارفاً لا بد لك من الكثير والكثير من القراءة، فمثلاً، نعلم أنك لكي تكون شاعراً ولو تمتعت بالموهبة الفطرية -فلا بد من أن تقرأ للشعراء القدامى، والمعاصرين، وأن تعلم منهم، وهكذا دواليك. فشتى التخصصات الأدبية والعلمية والفنية، وسائر صنوف الإبداع، تتطلب أولاً القراءة، والقراءة دائماً... ومن ثم، تأتي الممارسة.

ربما تكون هذه من الأمور البديهية، إذاً لماذا نطرحها الآن؟!

والجواب... إن المتابع لهذا الحراك السياسي عندنا، وللكم الهائل من المقالات والتعليقات، وللسيل الجارف من التصريحات والخطابات، سواء تحت قبة المجلس أو على صفحات الجرائد، سيصاب ولا شك بالدهشة، إن لم يكن بالإحباط!

هل هؤلاء النواب، والوزراء، والكتاب، والصحافيون، وأعضاء الكتل والتجمعات والجمعيات «الأحزاب» يجيدون القراءة؟! أو هل هم قد قرأوا بالفعل؟!

أشك كثيراً في بعضهم، وأجزم في بعضهم الآخر! وإن كان ثمة استثناء فهم يُعدّون على الأصابع في أحسن الأحوال.

مأساة! هي كذلك، ولكن المأساة الحقيقية الصارخة تتجسد في غياب يكاد يكون كاملاً للمبدعين أصحاب رسالة التنوير، وتقاعسهم عن لعب دورهم المنشود بالتعليم والتثقيف والتوعية.

نحن محتاجون إلى رسائل إبداع في الأدب، والفن، والعلوم. نريد نشراً، ونروم علماً، ونتطلع إلى ثقافة وفن... نحن بحاجة ماسة إلى تقويم سلوكنا، وتصويب خطابنا، والحفاظ على قيمنا، والانعتاق من حالة التردي التي نعيشها.

أن تصل الأمور بنائب ليقول في قاعة عبدالله السالم «كل... واطلع لي بره»، فلا شك في أن تدني وإسفاف ما يقوله بعض الكتاب، هو تأكيد للمثل القائل «هيك نواب بدهم هيك كتاب»!

ويقولون إننا أمة «اقرأ»! ونحن بالكاد نستطيع تهجئة الحروف الأربعة!

back to top