القاهرة تستفتي الموقف العربي من أنابوليس... وواشنطن جادة مكتب أولمرت ينفي تزويد السلطة بأسلحة ومدرعات

نشر في 22-11-2007 | 00:00
آخر تحديث 22-11-2007 | 00:00
No Image Caption

لم تحسم الرياض ودمشق قرار المشاركة أو عدمها، في قمة مصغرة دعا إليها الرئيس المصري يرمي من خلالها إلى تحديد الموقف العربي من مؤتمر السلام الدولي المقرر الأسبوع المقبل.

أعلن الرئيس المصري حسني مبارك امس، ان قمة عربية مصغرة تجمعه مع العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني والرئيس الفلسطيني محمود عباس ستعقد اليوم في منتجع شرم الشيخ الساحلي؛ للتحضير لمؤتمر أنابوليس الدولي للسلام الذي يعقد يوم 27 نوفمبر الجاري.

وجاءت تصريحات مبارك عقب لقائه مبعوث اللجنة الرباعية للسلام في الشرق الأوسط طوني بلير في شرم الشيخ، ولم يتضح ما إذا كان العاهل السعودي عبد الله بن عبد العزيز والرئيس السوري بشار الأسد سيشاركان في القمة، التي تأتي قبل يوم من اجتماع وزراء خارجية لجنة المبادرة العربية للسلام، التي تضم 13 دولة عربية في القاهرة لبحث إعلان موقف عربي موحد من مؤتمر أنابوليس.

وذكر دبلوماسي عربي رفض ذكر اسمه ان القاهرة وجهت دعوات إلى كل من زعماء الأردن والسعودية وسورية والسلطة الفلسطينية للمشاركة في القمة المصغرة.

أنابوليس

وأفاد مسؤول كبير في الادارة الاميركية امس الأول، بأن الرئيس جورج بوش سيستقبل الرئيس الفلسطيني ورئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود اولمرت في البيت الابيض الاسبوع المقبل، وذلك بعد اجتماع انابوليس.

وقال هذا المسؤول الذي رفض كشف هويته إن بوش سيشارك في اجتماع انابوليس قرب واشنطن، ثم يستقبل اولمرت وعباس في البيت الابيض.

واضاف ان وزارة الخارجية ستقيم عشاء على شرف الوفود المشاركة عشية الاجتماع.

وكانت المتحدثة باسم البيت الابيض دانا بيرينو اكدت في وقت سابق التزام بوش الشخصي في اجتماع انابوليس، رافضة ان يكون المؤتمر مجرد رهان غير مضمون النتائج، وقالت «الرئيس لا يلعب، انه يريد ان يجتمع هؤلاء الاطراف لمصلحة السلام والاستقرار والديموقراطية والحرية في الشرق الاوسط. وقد كرس وقتا طويلا وامكانات وجهودا كثيرة لجمعهم».

واضافت المتحدثة ان بوش «يعتقد انه من المهم» ان يشارك في اجتماع انابوليس، مؤكدة «انه يريد دعم وزيرة خارجيته ووزير دفاعه اللذين قاما بعمل جبار لتحقيق هذا الاجتماع».

وأجرى الرئيس الأميركي أمس الأول محادثات هاتفية مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين، وكذلك مع العاهل السعودي، بحسب وكالة الانباء السعودية الرسمية.

وتحاول الولايات المتحدة ضمان مشاركة السعودية في الاجتماع الدولي، لكن المملكة لم تتخذ بعد قرارا في هذا الشأن.

وسئلت بيرينو عن خطر اخفاق الاجتماع وتداعيات ذلك على الوضع في المنطقة، فأقرت «اننا لن نحصد نتائج فورية من مؤتمر انابوليس». واضافت «لكننا نأمل الحصول على مناقشة للقضايا الرئيسية، القضايا الجوهرية» التي تتيح للفلسطينيين والاسرائيليين التفاوض على حل للنزاع واقامة دولة فلسطينية.

لغة جدية لبوش

وفي الموضوع ذاته، شدد بوش في نص دعوته عباس الى مؤتمر انابوليس على ان «التقدم باتجاه تحقيق هدف السلام هو من اهم اولويات الادارة الاميركية خلال العام المقبل».

وقال بوش في الدعوة «ادعو ان تشاركوني في إلقاء خطابات الجلسة الافتتاحية يوم 27 نوفمبر في اكاديمية نيفيل البحرية».

واضاف «سيكون هذا المؤتمر تعبيرا عن الدعم الدولي لجهودكم الشجاعة وسيكون نقطة انطلاق للمفاوضات التي ستقود الى اقامة دولة فلسطينية وتحقيق السلام الفلسطيني- الاسرائيلي وفقا لخطة خارطة الطريق»، متعهدا ان يكون «شريكا» في عملية السلام وان يقدم «الدعم لهذه الخطوات الجريئة الضرورية لتحقيق السلام».

واضاف بوش «كانت اجتماعاتكم وحواراتكم مع رئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود اولمرت مصدر تشجيع لنا، واتخاذكم هذه الخطوة التاريخية ببدء المفاوضات لإقامة الدولة الفلسطينية وتحقيق السلام الفلسطيني الاسرائيلي»، موضحا «ادارتي تقف الى جانبكم وتدعمكم في هذه الجهود، واعتقد ان الدعم الدولي ضروري». وتابع «وعليه فان اللجنة الرباعية الدولية ملتزمة تقديم الدعم لكم ولرئيس الوزراء الاسرائيلي اولمرت، للتقدم في انجاز السلام».

وقال الرئيس الأميركي «لقد دعت اللجنة الرباعية كما دعوت انا الى ادانة العنف والتزام الاتفاقات السابقة والاعتراف بحق اسرائيل بالوجود، كما سبق للجنة الرباعية ان تبنت خطة خارطة الطريق التي اعتمدها مجلس الامن الدولي في القرار 1515، الذي يدعو الى حل الدولتين بالاستناد الى مقررات مؤتمر مدريد، مبدأ الأرض مقابل السلام وقراري مجلس الامن 242 و338 والاتفاقات السابقة بين الاطراف ومبادرة السلام العربية التي تدعو الى قبول اسرائيل كجار يعيش بأمن وسلام في اطار من السلام الشامل».

وتعقيبا على مضمون هذه الدعوة، قال مسؤول فلسطيني رفض كشف اسمه، «إنها لغة سياسية قوية ومشجعة للذهاب الى مؤتمر أنابوليس من اجل تحقيق سلام حقيقي يؤدي الى قيام دولة فلسطينية، ويؤدي الى حل كل قضايا الوضع النهائي من خلال المفاوضات».

من جهة أخرى، حث العاهل الأردني، بعد لقائه الرئيس الفلسطيني، في عمان أمس، إسرائيل على «الدخول في مفاوضات جادة وتبني مواقف ايجابية تساعد على التوصل إلى حل دائم وشامل في المنطقة»، مؤكدا «أهمية التعامل مع المسارين السوري واللبناني وخاصة قضية الجولان المحتل».

وفي موضوع آخر، نفى مكتب رئيس الوزراء الاسرائيلي إيهود أولمرت أمس تقارير أفادت بأن إسرائيل وافقت على نقل 50 مركبة مدرعة وألف بندقية إلى الفلسطينيين. ونقلت صحيفة «يديعوت أحرونوت» عن المكتب نفيه تسليم أي بنادق إلى الفلسطينيين، وإشارته إلى أن القوات الفلسطينية المنتشرة في مدينة نابلس بالضفة الغربية ستحصل على 25 مركبة مدرعة فقط.

وقال مسؤول بارز في مكتب أولمرت للصحيفة «نطالب الفلسطينيين بمكافحة الإرهاب فكيف لهم أن يقوموا بذلك باستخدام مركبات إسرائيلية مسروقة؟»

وكانت أنباء قد ذكرت أن أولمرت وافق على حصول القوات الفلسطينية في الضفة الغربية على 50 مركبة مدرعة، ليعدل بذلك عن موقفه الرافض لذلك منذ عامين.

(واشنطن، رام الله، تل أبيب -  أ ف ب، رويترز ، د ب أ ، يو بي آي)

back to top