لبنان يوثق للعرب خروقات سورية... وحزب الله يعتقل «الدولة» في الضاحية
يبدو المشهد «المأزوم» في لبنان بمكوناته الامنية والسياسية مفتوحا على احتمالات عديدة، فإذا كانت الوثائق والمستندات التي حملها وزير الخارجية بالوكالة طارق متري الى اجتماع وزراء الخارجية العرب امس، عن الحشود العسكرية وتدفق الاسلحة عبر الحدود مع سورية، إضافة الى اعترافات الموقوفين من «فتح الإسلام» يقرون فيها بارتباطاتهم بالاجهزة الامنية السورية، والتي سلمتها قيادة الجيش اللبناني الى الحكومة، تشكل الخطوة الاولى من استراتيجية التحرك الجديدة لقوى «14 آذار» عربياً ثم دولياً، فإن دعوة الهيئات الناخبة الى ملء المقعدين النيابيين الشاغرين باستشهاد النائبين بيار الجميل ووليد عيدو والتي سيقرها مجلس الوزراء اليوم، تشكل الخطوة الثانية في الاستراتيجية «الهجومية» محليا. وطلب لبنان من مجلس وزراء خارجية جامعة الدول العربية بلسان وزير الخارجية اللبنانى بالوكالة طارق مترى مساعدة بلاده بشتى الوسائل على ضبط الحدود مع سوريا لمنع تسرب السلاح والمسلحين ودعوة سوريا الى تحمل مسؤولياتها فى هذا المجال وهو مايشدد عليه قرار مجلس الامن رقم 1701 . وشدد مترى على ضرورة مساعدة لبنان فى حل مشكلات السلاح الفلسطينى خارج المخيمات حلا جذريا وضبطه بداخلها وتحسين ظروف وشروط الحياة للفلسطينيين المقيمين بلبنان بحيث لايتمكن طرف داخلى أو خارجى من استخدام العناصر غير المنضبطة للفتنة أو الاساءة الى القضية الفلسطينية وأمن لبنان . وأشار مترى الى ان الوساطة العربية وضغوط الاوروبيين وأطراف المجتمع الدولى والقرارات الدولية فشلت فى التوصل الى حل لمشكلة دخول السلاح غير الشرعى والمسلحين الى لبنان ولم تؤد الى أيقاف عمليات الاغتيال .. لافتا الى أن هذه التداخلات زادت الوضع تفاقما وأخر مظاهره التعزيزات والتحركات العسكرية للجبهة الشعبية – القيادة العامة وفتح الانتفاضة على الحدود اللبنانية السورية.في المقابل وردا على إصرار الأغلبية النيابية بإجراء إنتخابات فرعية لملء المقاعد الشاغرة، دعا رئيس الجمهورية إميل لحود «الحكومة غير الدستورية وغير الميثاقية» الى عدم استغلال الأوضاع المؤسفة التي تعيشها البلاد، لاسيما بعد استشهاد النائب وليد عيدو ونجله ورفاقهما، والكف بالتالي عن اتخاذ أي خطوة مخالفة للدستور.
أمنيا وفي وقت تجددت الاشتباكات في مخيم «نهر البارد» مساء امس على نحو عنيف بين الجيش اللبناني وما تبقى من فلول «فتح الاسلام»، بعد نهار شهد اشتباكات متقطعة، سقط فيه أربعة جنود لبنانيين جراء انفجار مبنى فخخه الارهابيون قبل إخلائه، اعادت حادثة احتجاز عناصر من «حزب الله» عناصر دورية تابعة لقوى الامن الداخلي في احد احياء الضاحية الجنوبية لبيروت واقتيادهم الى مركز تابع له للتحقيق، بعد تجريدهم من سلاحهم، قبل اطلاقهم في وقت لاحق.