الزهري لكِ والأزرق له: إنها تركيبتنا الجينية!

نشر في 23-08-2007 | 00:01
آخر تحديث 23-08-2007 | 00:01
No Image Caption
يبدو أنّ الفكرة القائلة إنّ الفتيات الصغيرات يهوين اللون الزهري في حين يفضل الصبيان اللون الأزرق تستند إلى قاعدة علمية، وفق ما ورد في إحدى الدراسات العلمية البريطانية. فقد أظهرت هذه الدراسة أنّ اللون المفضل لدى الشخص يعتمد إلى حدٍ كبير على جنسه.

واكتشف العلماء أنّ النساء يملن إلى اللون الزهري أو غيره من الألوان المتدرّجة من الأحمر، أما الرجال فيفضلون اللون الأزرق. وتبين لهم أيضاً أن الاختلاف بين الجنسين في مسألة الألوان قد يعزى إلى عامل الوراثة أكثر منه إلى نمط التربية.

وبذلك تكون الدراسة تناولت وجهة النظر التي نردّدها على مرّ الأجيال بشأن وجود اختلاف بين النساء والرجال في مسألة الألوان، فقدّمت أول تفسير علمي لانجذاب الفتيات بالفطرة إلى الألوان الزهرية.

وتوضح الباحثتان آنيا هيرلبرت ويازو لينغ، من جامعة نيوكاسل، أنّ الأدلة العلمية أثبتت فعلاً وجود اختلاف بين الجنسين في ما يختص بالمهارات البصرية.

واستعانت الدكتورة هيرلبرت في بحثها بمئتين وثمانية أشخاص تتراوح أعمارهم بين 20 و26 عاماً، وأخضعتهم لمجموعة من الاختبارات لتحديد ألوانهم المفضلة، ويشار الى أنّ 37 شخصاً من المجموعة ولدوا ونشؤوا في الصين، مما سمح للعلماء بمقارنة الألوان المفضلة لدى أشخاص ينتمون إلى ثقافتين مختلفتين.

وكان على كل شاب وشابة أن يختار بسرعةٍ لونه المفضل من ضمن سلسلة من أشكال مستطيلة ملونة تظهر على شاشة الكمبيوتر. وأعلنت الدكتورة هيلبرت ان نتيجة الاختبار أظهرت أن الازرق هو اللون المفضل عموماً لدى الجنسين معاً، مع انّ النساء أظهرن ميلاً إلى الألوان الضاربة إلى الحمرة كذلك. وأضافت «توقعنا بعض الاختلافات بين الجنسين، غير أننا فوجئنا بمدى حدّتها رغم بساطة الاختبار». وتابعت «فضلاً عن النزعة العامة إلى اختيار اللون الأزرق لدى الجنسين، تميل النساء إلى تفضيل الطرف الأحمر من محور الأحمر والأخضر، مما يجعل ألوانهن المفضلة بعيدة عن الأزرق باتجاه الأحمر. لذا يُعد الزهري والأرجواني من الألوان المفضلة لديهن مقارنة بالألوان الأخرى».

علاوة على ذلك، حين قامت العالمتان بمقارنة الألوان المفضلة لدى مشاركين بريطانيين من العرق الأبيض مع تلك التي اختارها رجال ونساء نشؤوا في الصين، برزت الاختلافات نفسها بين الجنسين. فقد أعربت النساء الصينيات أيضاً عن انجذاب واضح إلى اللون الزهري. في هذا الاطار، تقول الدكتورة هيرلبرت إن الاختلاف في مسألة تفضيل الألوان بين الرجال والنساء يعود بشكل رئيسي إلى أسباب بيولوجية أكثر منها ثقافية.

يتمتع الإنسان ببصر ثلاثي الألوان، أي أن الخضاب في أعيننا يعتمد على ثلاثة ألوان، تماماً مثل الشمبانزي والغوريلا وغيرها من القردة. ويعتقد علماء الاحياء أن الرؤية الثلاثية الألوان نشأت لدى البشر نتيجة الحاجة إلى تمييز الفواكه الناضجة والأوراق اليافعة التي تحتوي على مواد مغذية في الغابات.

وكانت المجتمعات البدائية الأولى تقسّم العمل بين الجنسين، فيقطع الرجال مسافات طويلة لصيد الطيور، بينما تقوم النساء بقطف الفواكه والثمار والاهتمام بالأطفال.

تعتقد الدكتورة هيرلبرت أن تقسيم العمل يفسّر بشكل كبير سبب تفضيل الفتيات اللون الزهري. تقول «قد يكون للتطوّر اليد الطولى في تفضيل النساء الألوان والفواكه والوجوه الصحية الضاربة إلى الحمرة، وقد تساهم الثقافة في تعزيز هذا الانجذاب الانثوي الطبيعي».

أما بالنسبة إلى تفضيل الجنسين عموماً اللون الأزرق، فتقول الدكتورة هيرلبرت إنّ لهذا الأمر علاقة بشغفنا بالسهول المغطاة بالعشب الأخضر في موطننا الأصلي في افريقيا، حيث تُعتبر السماء عنصراً مهماً في المنظر الطبيعي.

تفيد ختاماً «أنا أؤيد الأسباب المتعلقة بالتطور فلو عدنا إلى الأيام التي عشناها في الأراضي المعشوشبة، لتولّد فينا ميل طبيعي الى اللون الأزرق لأنه دليل على الطقس الصافي».

(عن الاندبندنت)

back to top