لبلبة: أشعر بسعادة غريبة في رمضان
ما زال فانوس رمضان أهم طقس تحرص عليه نونيا أو الفنانة لبلبة مذ ارتبطت به في طفولتها حتى اليوم، وما زالت تستعيد طفولتها مع كل هلال لرمضان. أما افضل رمضان تتذكره فكان خلال تصويرها فيلم « ليلة ساخنة» مع الفنان نور الشريف والمخرج الراحل عاطف الطيب.
عن شهر رمضان معها هذه الدردشة.ماذا تبقَّى من ذكريات الطفولة عن رمضان ؟عشت في طفولتي حفلات عديدة تقام في الشهر الكريم أشبه بحفلات أضواء المدينة. كنت اشارك فيها بفقرات فنية واستعراضية وأقدم المونولوغات التي اشتهرت بها. كان ذلك في عصر غياب التلفزيون الزاخر الآن بأعمال كثيرة وكنت اشعر بسعادة غامرة لدى اختياري للمشاركة في هذه الحفلات التي كانت تستمر طوال الشهر الكريم وترعاها الأندية الكبرى كما هي الحال مع الخيم الرمضانية التي انتشرت الآن. أذكر أن تلك الحفلات التي قدمتها ولم أتجاوز السبعة أعوام كانت تقام في مسارح عديدة وكنت اشارك فيها كبار المطربين والفنانين في ذلك الزمن.ذكرياتك الرمضانية اقترنت بالعمل في الطفولة فهل تغيَّر الوضع عندما كبرتِ ؟رمضان شهر الأعمال الجميلة. ورغم أني لم أقدم دراما تلفزيونية فيه إلا أنني قدمت من خلاله افضل اعمالي السينمائية مثل «خلي بالك من جيرانك» مع الفنان الراحل فؤاد المهندس وعادل إمام وكان أول بطولة مطلقة لي. قدمت أيضا فيلم «الشيطانة التي أحبتني» مع محمد صبحي ويوسف داود ومسرحيتي الوحيدة «شهرذاد» مع المخرج جلال الشرقاوي في شهر رمضان. كان المسرح يفتح أبوابه في رمضان، خلافاً لأيامنا هذه، وكان شهر رمضان أفضل المواسم المسرحية التي يسعى المنتجون إلى تقديم أعمالهم فيها. لا أدري لِمَ تغيَّر الأمر! صورت فيه أيضاً فيلم «البعض يذهب للمأذون مرتين» مع الفنان نور الشريف وسمير غانم، كذلك «حكايتي مع الزمان» مع المخرج الراحل حسن الإمام ووردة ورشدي أباظة. لذا أتفاءل جداً بالعمل في شهر رمضان لأن الأعمال التي قدمتها فيه حققت جميعها نجاحاً كبيراً.ماذا عن ذكرياتِك الطريفة أثناء تصويرِك هذه الأعمال ؟كنا نعمل خلال الصوم ونشعر بمتعة كبيرة لأنه تسلية جميلة. كنا نعمل بعد الإفطار في كثير من الأحيان وأحيانا كثيرة نواصل العمل طوال اليوم ونفطر معا داخل الاستوديو ويصطف فريق العمل بأكمله من فنانين وفنيين وعمال ومخرجين ومديري انتاج. أحيانا تكون هناك أعمال أخرى تصور داخل الاستوديو فينضم فريقها إلينا او ننضم نحن اليهم في جو جميل مليء بالود، ما يؤكد فعلا أن رمضان هو شهر اللمّة، وهذا أجمل ما فيه. أيّ رمضان عشتهِ هو الأسعد لكِ؟أشعر دوماً بسعادة غريبة في رمضان. لكن ربما كان اسعد رمضان عشته ذاك الذي صورت فيه فيلم «ليلة ساخنة» مع نور الشريف والراحل عاطف الطيب. كان هذا الفيلم وسيظل من أسعد ذكريات حياتي. ايامه لذيذة. هناك أيضاً رمضان الذي صورنا فيه «خلِّي بالك من جيرانك» وكنا نتسابق انا وعادل إمام وفؤاد المهندس ومديحة يسري في الحضور أولاً الى موقع التصوير وكان الفيلم مثالا للالتزام وكل ذلك انعكس على نجاحه .من الطبيعي أن تكون للإنسان ذكريات متضاربة فأي ذكريات هي الأسوأ للبلبة في رمضان؟كان ذلك حين مرضت والدتي فجأة في رمضان وكنا في باريس ولم نستطع العودة إلى مصر. كانت تلك أسوأ أيام حياتي ومن المرات القليلة التي أمضينا فيها رمضان خارج مصر. كنا وحدنا لذا كانت ايام عصيبة جدا أمضينا فيها 18 يوما في المستشفى ولم نستطع العودة الى مصر إلا بعدما تماثلت والدتي للشفاء. بعيدا عن ذلك. من هم ضيوف لبلبة على مائدة رمضان ؟إن رمضان، بطبيعته الخاصة جداً، تجمعات عائلية ودعوات. يختل نظامي الغذائي كثيرا بسبب مجاملات الناس فأنا لا استطيع أن ارفض دعوة احد كما انني ادعو اصدقائي في هذا الشهر الكريم وفي مقدمهم «الزعيم» عادل إمام وأسرته لأن هناك عشرة طويلة وجميلة بيني وأسرته واشقائه. ثمة صداقة حميمة جداً تجمعنا امتدت منذ سنوات واتمنى أن تمتد لسنوات أخرى. قدمنا معا أفضل الأفلام وأشعر بأن أسرته قريبة من قلبي .رمضان موسم الدراما التلفزيونية، فلِمَ أنت بعيدة عنها ؟كانت لي تجربة تلفزيونية وحيدة وهي مسلسل «الحفار»، عرض في رمضان أيضاً لكنه لم يلق النجاح الذي كنت أتمناه وأحلم به. لن أعاود التجربة مرة ثانية إذ أؤمن بالتخصص وأنا ممثلة سينما فحسب.ماذا عن الفوازير؟إنه طقس آخر ظل مرتبطاً بالشهر الكريم لسنوات طويلة وكنا ننتظره أول أيام رمضان كي نشاهد نيللي او شريهان أو الفنان سمير غانم. لذا أنا حزينة لغياب الفوازير طويلا عن الشاشة.