فياض يتهم إسرائيل بتقويض حكومته... وهنية يجدد الدعوة إلى الحوار
ما بين اتهام سلام فياض إسرائيل بتقويض حكومته، ودخول فاروق القدومي على خط الصراع «الفتحاوي» بصفة تنظيمية جديدة، قالت عمان والقاهرة انهما بصدد إيفاد وزيري الخارجية في البلدين إلى إسرائيل من أجل ترويج مبادرة السلام العربية.
اتهم رئيس الوزراء الفلسطيني سلام فياض اسرائيل بالسعي الى تقويض حكومته عبر شن هجمات وتوغلات عسكرية في قطاع غزة والضفة الغربية، خلافا للتفاهمات التي أبرمت بين رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس ورئيس الوزراء الإسرائيلي إيهود أولمرت خلال قمة شرم الشيخ الأخيرة في أعقاب سيطرة حركة حماس على قطاع غزة.يأتي ذلك في وقت قتل فيه فلسطيني امس برصاص الجنود الاسرائيليين الذين توغلوا الى مدينة نابلس في الضفة الغربية الخميس بحثا عن فلسطينيين متهمين بالضلوع في اعمال عنف، وجرح خمسة عسكريين، اثنان منهم اصابتهما خطيرة، على ما افادت مصادر امنية فلسطينية.واضافت المصادر ان الجنود الذين يشنون عملية توغل واسعة في نابلس منذ الخميس، طلبوا من هيثم صالح (28 عاما) التوقف الى جانب الطريق لتفتيش سيارته في وسط المدينة، لكن هيثم حاول الفرار عبر القفز من السيارة. ففتح الجنود عليه النار عندئذ واردوه. والضحية كان ناشطا في حركة فتح التي يتزعمها الرئيس الفلسطيني محمود عباس.وفي ساعات الليل انسحبت القوات الاسرائيلية من وسط المدينة وتوجهت الى مخيم بلاطة للاجئين الفلسطينيين على مشارف نابلس بحثا عن مسلحين، حسب المصادر الفلسطينية. ثم غادرت المدينة. وبحسب الجيش، اعتقل تسعة ناشطين منذ الخميس في نابلس وتم العثور على عدد من مخابئ الاسلحة. من جانبه دان اسماعيل هنية الذي ما زال يعتبر نفسه رئيسا لحكومة الوحدة التي أقالها رئيس السلطة محمود عباس قبل اسبوعين الغارات الاسرائيلية على كل من «حماس» و«فتح». وحث هنية لدى خروجه من مسجد في قطاع غزة امس الجمعة عباس على استئناف الاتصالات مع «حماس» قائلا ان النظام السياسي الفلسطيني لا يمكن ان يعيش من دون «حماس».وفي تطور سياسي كشف عمق الأزمة السياسية داخل حركة فتح بقيادة رئيس السلطة محمود عباس منذ استيلاء مقاتلي حركة حماس على قطاع غزة. فقد رفض فاروق القدومي رئيس الدائرة السياسية لمنظمة التحرير الفلسطينية الدعوات إلى تجريد المقاوميين الفلسطينيين من سلاحهم، ودعا إلى توحيد الصفوف الفلسطينية وتوجيه البنادق إلى الاحتلال الإسرائيلي. وقال القدومي في بيان وزّعه امس بتونس حيث يقيم منذ عام 1982، إنه إزاء هذه الدعوات التي تزايدت أخيرا بحجة توفير مناخ ملائم للتفاوض»نؤكد أن السلاح سيبقى بأيدينا ما دام الاحتلال جاثما على أرضنا». وشدد في بيانه الذي حمل صفة جديدة له هي «أمين عام حركة فتح»،وهي صفة مستحدثة لم تستخدمها حركة فتح من قبل حتى في عهد رئيسها الراحل ياسر عرفات، على أن «مقاومة الاحتلال هي حق مشروع». وفي غضون ذلك ذكرت صحيفة أردنية امس أن وزير الخارجية الأردني عبد الإله الخطيب ونظيره المصري أحمد أبو الغيط سيقومان بزيارة إلى إسرائيل في يوليو المقبل. وقالت صحيفة «العرب اليوم» إن الزيارة تأتي في سياق الترويج لمبادرة السلام العربية التي أقرتها قمة الرياض في مارس الماضي وبحث عدد من القضايا وأبرزها تحديد أفق سياسي لإعادة إطلاق مفاوضات السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين للوصول إلى إقامة دولة فلسطينية قابلة للحياةونقلت الصحيفة عن الخطيب القول إنه سيقوم بالزيارة مع أحمد أبو الغيط وهي الزيارة التي تأجلت وكانت مقررة هذا الشهر إلى تل أبيب للقاء نظيرته الإسرائيلية تسيبي ليفني ورئيس الوزراء الإسرائيلي إيهود اولمرت. (رام الله، عمَان، تونس - أ ف ب، رويترز، د ب أ)